رؤى / الأرض على حافة خطر

تصغير
تكبير
| سهيلة غلوم حسين |

الخطر البيئي على الانسان يتضاعف مع التطور الصناعي الذي يشهده العالم ويشكل حلقة من حلقات القلق على المستقبل البشري والكائنات الحية بمجملها.

ان التلوث الذي استشرى في الأمكنة كافة يعّد من ألد أعداء الطبيعة، حيث إن آثاره الضارة تمتد لتشمل العالم بمن فيه، كما أنه يؤدي الى الاخلال بتوازن الطبيعة لأن المشاكل البيئية باتت أكبر من مجرد وعاء محدد بنباتات وحيوانات والمحيط الذي نعيش فيه انما هي حلقة متكاملة يدخل كجزء من مكوناتها يتأثر بها ويؤثر فيها والوعي البيئي هو الشرط الأساسي لمواجهة تحديات هذه المشاكل التي يصلح القول انها الأكثر خطراً على وجود الانسان.

في أكتوبر الماضي صدر تقرير من منظمة الصحة العالمية يشير الى أن الكويت، تأتي ضمن أكثر عشر دول ملوثة للبيئة في العالم، وفي فبراير الماضي جاءت الكويت في المرحلة المئة والسادس والعشرين من أصل مئة واثنين وثلاثين دولة مصنفة على مؤشر الأداء البيئي EPI، الذي تصدره جامعة «بال» وجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأميركية، اضافة الى أن الكويت تعتبر من أسوأ دول العالم أداء لحماية البيئة وتحسين جودة الطبيعة، ولا تتوافر فيها معايير الأمن البيئي وفق مؤشر «اي 2» الصادر عن جامعة بريتش كولومبيا في كندا وبذلك قد تفتقد الكويت مصداقيتها البيئية دولياً.

ان للبيئة أهمية قصوى في العالم وما وصلت اليه الكويت يدل على التقاعس والتهاون في مجال المحافظة على البيئة، وذلك أحرجها دولياً وأن الوعي البيئي هو الشرط الأساسي لمواجهة المشاكل البيئية، ولابد من تكامل ثلاثة أساسيات لتفعيل هذا الوعي أبرزها التعليم البيئي الذي يتمثل في دور وزارة التربية وغرس مفاهيم البيئة وتخصيص منهج تربوي لذلك، والثقافة البيئية لجميع جهات العمل في الدولة جهات خاصة كانت أم حكومة، والاعلام البيئي المتمثل بعمل برامج توعوية لغرس مفاهيم الحفاظ على البيئة ووعي أفراد المجتمع وزرع روح التعاون للقضاء على ما يسبب تدمير البيئة والبحث عن أفضل الطرق للمحافظة عليها.

في مؤتمر انعقد قبل ثلاثة أشهر اعترف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن العلماء دقوا ناقوس الخطر لأن الأرض وصلت الى حافة هاوية الانهيار جراء تعقيدات التلوث الذي تكور عالمياً ليشكل محطة خطر حقيقية على سكان الأرض، وهذا الأمر يذكرنا باجتماعات الدول الصناعية التي اتفقت على الحد من الصناعات الملوثة العام 1997 انما وبعد مرور خمسة عشر عاماً نجد أن الدول تنتعش على التلوث ولم تكترث للانهيارالكامل للأرض.

طبعاً ان هذا الخوف الحقيقي يأتي من منطلق المسؤولية على ضرورة حماية ما تبقى من بقاع الأرض بلا تلوث لانقاذ الكوكب من التصدع الحتمي اذا ما استمر على هذا المنوال، وهذا الأمر لن يتحقق بمعزل عن نشر وعي الثقافة البيئية في العالم من أجل اتحاد الشعوب للضغط على الدول الصناعية المنتجة للتلوث لايقاف هذا الجنون.. قبل الجنون.

سهم

قرب كوكب المريخ من الأرض ظاهرة كونية من ناحية وعلمية من جهة أخرى، فالعلماء توقعوا تأثيرات سلبية قد يواجهها كوكبنا بالرغم من السلبيات التي تحصل، والسؤال هل تتحمل الشعوب المزيد من الأحداث لتلقي الصدمات من الفضاء مرة ومن الأرض مراراً.



* كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي