أعضاء «الانتقالية» يتلقون أوامرهم من المعزب لإقصاء رادان



رغم خيبة الأمل الكبيرة التي يعيشها الشارع الرياضي منذ سنوات طويلة مع منتخب الكويت الوطني لكرة القدم إلا انهم حضروا إلى استاد نادي الكويت لمؤازرة وتشجيع لاعبي «الأزرق» خلال لقائهم مع ايران وهذا ليس بغريب على أهل الكويت فهم يبقون وراء أبنائهم في أي مهمة يمثلون فيها دولة الكويت، فلكل هذه الجماهير نقول شكراً من القلب.
خلال متابعتنا لتدريبات «الأزرق» في الفترة السابقة وجدنا تحسنا ملموسا وتجاوبا كبيرا من قبل اللاعبين مع الجهاز الفني الجديد بقيادة المدرب رادان والذي استطاع أن يضع بصماته ولمساته على الفريق، كما انه كان صاحب قرار ولا يجامل أحدا على حساب مصلحة الفريق كما كان يقوم به بعض المدربين السابقين في الاتحاد الكويتي لكرة القدم!
وحتى نكون منصفين وعقلانيين في طرحنا دعونا نسترجع قرارات رادان خلال الفترة الماضية، لقد قام رادان باستبعاد النجم نهير الشمري ومجموعة أخرى من اللاعبين بعد لقاء الامارات وقد حددنا اسم نهير الشمري هذا النجم الكبير الذي يهز اسمه بعض المدربين والإداريين لأن استبعاده لم يكن أمرا سهلا إلا ان اصرار المدرب رادان على استبعاده جعله سهلا ولكن في المقابل كان هناك تهديدات أو بمعنى آخر وعود قطعها بعض أعضاء الانتقالية لـ «معزبهم» باستبعاد المدرب بعد مباراة ايران التي سنخسرها بكل تأكيد!
ولحسن حظ المدرب قدم لاعبو الكويت مباراة كبيرة أمام العراق بطل آسيا وبدأ مستواهم الفني يرتفع ما أعطى الشارع الرياضي تفاؤلاً كبيرا في مباراة ايران وكان اللاعبون رجالا للمهمات الصعبة فقد قلبوا تقدم ايران بهدفين إلى تعادل وإلى فوز ايضا ولكن لم تسمح لهم الظروف ومعطيات المباراة لتسجيل هدف الفوز.
سجل الجهاز الفني انتصارا كبيرا اربك بعض أعضاء الانتقالية الذين كانوا يتوقعون خسارة الفريق واستبعاد المدرب المحسوب على نادي الكويت وكأنهم يريدون القول للناس ان أي شيء يأتي من ادارة نادي الكويت فاشل وغير نافع ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفنهم، فالمدرب ناجح والأخطاء التي وقعت من اللاعبين غير معقولة ايضا لانها جاءت من لاعبين لهم باع طويل في المنتخب.
لا يتحمل رادان المسؤولية كاملة، فاللاعبون والجهاز الاداري وأعضاء لجنة التدريب جزء من المسؤولية ولكن للأسف الشديد المسؤولية فقط تقع على أي شخص محسوب على نادي الكويت مثل مشرف المنتخب السابق محمد خليل الذي يعتبر من أفضل المشرفين المخضرمين فتدخلوا في عمله وتآمروا عليه... و«استقالوه»!
الآن جاء دور المدرب رادان وكل ذلك على حساب مصلحة الكويت، فهل هناك وقت كاف لجلب مدرب جديد؟ وهل هناك وقت كاف ايضا لتأقلم اللاعبين معه؟ أسئلة كثيرة من الصعب ايجاد جواب لها باستثناء جواب واحد وهو المصلحة الشخصية التي هي فوق كل اعتبار.
طريقة اقصاء رادان خبيثة للغاية فتشكيل لجنة التدريب جاء وفق معايير معينة وفي توقيت غريب للغاية من قبل بعض أعضاء الانتقالية فأغلب أعضاء لجنة التدريب على خلاف مع مساعد مدرب المنتخب جمال يعقوب وتحديدا د. عبيد الشمري رئيس اللجنة الذي منذ توليه رئاسة اللجنة يردد الجهاز الفني «طاير... طاير»، وهذا يعني ان إبعاده سيتم مع سبق الإصرار والترصد.
فكيف سيكون الجو العام لعمل الجهاز تحت هذه الضغوط؟
خلاف الشمري مع يعقوب معروف منذ زمن بعيد والجماهير الرياضية تعرفه جيدا فعندما تولى ماتشاله ويعقوب إدارة منتخب الكويت كان أول قرار لهما هو استبعاد اللاعب الشمري لكبر سنه ولكن النجم آنذاك الشمري قلب الدنيا ولم يقعدها وكل محاولاته باءت بالفشل للعودة للمنتخب وجاء الآن لينتقم على طريقة المثل البدوي اللي يقول: «من لا تقاضي حي... يقمح لا مات».
الطامة الكبرى أو الكارثة التي ستحصل حاليا هي اقصاء المدرب رادان وتعيين مدرب أجنبي يعمل في الكويت بدلاً منه وهذا المدرب المرشح لتولي المهمة خلفا لرادان مدرب لأحد أندية الدرجة الأولى ولم يحقق أي نتائج تذكر، كما انه في حاجة إلى وقت طويل لمعرفة لاعبيه ومستوياتهم الفنية ووقت آخر لمعرفة المنتخبات المشاركة معنا في التصفيات.
لم نتوقع أن يصدر تصريح من وائل سليمان هذا السكرتير المحنك الذي لا تستطيع أن تمسك عليه شيئاً، فهو حسب وصفه لنفسه «يمشي تحت الساس» ولكن يبدو ان الفاس طاحت بالرأس بعد هذا التصريح الذي شكر فيه الجماهير واللاعبين ونسي أو تناسى الجهاز الفني الذي عمل بجد واخلاص طوال الفترة الماضية، وكأنه يريد أن يقول لهم كنتم «زينة» في الملعب وليس لكم أي دور على أداء لاعبينا.
أما التصريح الثاني فهو لرئيس لجنة التدريب الشمري قال فيه ان اللجنة الانتقالية ستبحث وضعية المدرب رادان مع المنتخب مبينا ان اقالته تعتبر واردة إلا انها غير رسمية حاليا، وهذا يؤكد صحة كلامنا عن الشمري بترديده «المدرب طاير طاير».
أتمنى من الشارع الرياضي والعقلاء في الهيئة العامة للشباب والرياضة مراقبة عمل اللجنة الانتقالية فهم سيدمرون الاتحاد وسيضيعون منتخب الكويت في التصفيات بقراراتهم المرتبكة والعشوائية والمترددة في الوقت نفسه، فكيف يستبعد مدرب وضع لمساته ووضع فريقه على الخط الصحيح ويحضرون مدربين لا نريد الطعن بمهنيتهم، ولكننا نرى ان المهمة صعبة عليهم.
رادان يضع خطة للقاء سورية
في تصريح لـ «الراي» قال المدرب رادان: انا مازلت على رأس عملي وسأقدم تقريري الفني عن المباراة خلال اليومين المقبلين كما سأضع خطة الاعداد لتصفيات المرحلة الثالثة التي ستكون أمام سورية يوم 2 يونيو لكي يكون الفريق جاهزاً ولن أنظر لأي أمور أخرى فإذا أرادت اللجنة الانتقالية اقالتي فهذا الأمر من حقها وهذه هي سنة الحياة بالنسبة للمدربين المحترفين.
وأشار رادان الى ان هناك تغييرات سيجريها في صفوف الفريق كما أجراها بعد لقاء منتخب الامارات فتقوية خطوط «الازرق» من أولى اهتماماته فمازالت هناك مشاكل بخطيي الدفاع والوسط سيسعى لعلاجها من خلال تكثيف تدريبات اللاعبين فهم بحاجة لمزيد من التفاهم فيما بينهم فهم يتدربون مع بعض خلال الفترة الماضية لمدة قصيرة ومتقطعة وذلك يؤثر سلباً عليهم.
وأضاف رادان لن أجامل أي لاعب شعرت انه مقصر في لقاء ايران، فمصلحة الفريق أهم بكثير من اسماء اللاعبين وللعلم لدي لاعبون مميزون أحب أن أشيد بعطائهم في المباراة فتحويل خسارتهم بهدفين الى تعادل انجاز وفخر لي.
كما «استقالوا» محمد خليل الإداري الناجح يحاولون الآن «استقالة» رادان!