د. وائل الحساوي / نسمات / كور مخلبص

تصغير
تكبير
بداية لابد من ان نقولها صريحة بأن مكتب المجلس قد أخطأ في تصحيحه لبلاغ دخول المجلس واعتباره ليس اقتحاماً، ولا قصد جنائيا للمقتحمين، فالامور بمسمياتها لا بأسمائها، ويكفي النظر الى ردة فعل الشعب الكويتي قاطبة على تلك الحادثة لندرك بأن الاقتحام كان عملا مشيناً لم يرض عنه احد في وقته.

كنا نتوقع من كتلة الغالبية ان تقود المجلس باتجاه احقاق العدل وتصحيح الاوضاع الخاطئة التي عاشها المجلس الماضي لا ان تستغل وجودها على قيادة المجلس لتحاول تبرير اخطاء اتباعها وحمايتهم من المساءلة امام القانون.

قضية اخرى لاحظناها في مجلسنا الحالي هي ان الاقلية تستطيع بسهولة ان تشاغب على الاكثرية وبالتالي تعطل اداء المجلس وانجازاته كما كانت الاقلية في المجلس السابق تفعل، ولكن لعل الفرق بينهما هو ان الغالبية في المجلس الماضي، كانت تسير عميانياً خلف رئيس الحكومة ثم تبين لنا سر التأييد.

ومع ان اولويات الغالبية كثيرة ومهمة ومنظمة لكنني اعتقد بأن الاقلية المشاغبة لن تدع لها الفرصة لتحقيق تلك الطموحات وستعمل على تعطيل المجلس، ومن يدري فقد تنزل الاقلية الى ساحة الارادة لتلطم الخدود وتشق الجيوب، ثم نأتي بعد سنوات لنقول: متى نتفرغ لبناء بلدنا؟!

المشكلة هي ان الغالبية مازال بعض افرادها يفكر بروح الاقلية ولسان المعارضة، فكلام النائب مسلم البراك عن ثلاثة وزراء يستحقون الاستجواب وان وزير المالية قد باتت مساءلته قريبة جداً يعطي الانطباع بأن سلسلة من الاستجوابات المقبلة ستهل علينا من البراك ناهيك عن استجواب عاشور لرئيس الوزراء ولوزير الداخلية، اضف الى ذلك استجوابات النواب الآخرين، فكيف تستطيع الحكومة ان تنجز في ظل تلك النفسيات المتوترة والتهديدات المتواصلة؟!

بل ان من يسمع كلام الدكتور عبيد الوسمي خلال ندوة «مركز ابعاد للدراسات الاستراتيجية» قبل يومين بأن المجتمع فاسد والسلطات فاسدة وحكومتنا تنفرد اقليمياً بعدم الرؤية، وقال ان الحكومة الحالية شكلية وان الحكومة الخفية هم ثلاثة اشخاص، اقول ان من يسمع كلام الدكتور الوسمي يدرك بأن امكانية التعاون بين المجلس والحكومة لتحقيق الانجازات قد تكون ضرباً من الخيال وان اسقاط الحكومة قد يكون هدفاً لكثير من النواب من كتلة الاكثرية او كتلة الاقلية.

وهكذا تدور بنا العجلة في حلقة مفرغة وتصبح فيها مناكفة الحكومة هدفاً سامياً بينما التشريع والانجاز هو آخر اولويات المجلس.

لطفاً بالقوارير

النائب اسامة المناور رجل متدين وحريص على تطبيق احكام الشريعة في الكويت، وليته يستشير الكبار لأن تحقيق المقاصد لابد له من فهم الواقع، وتصريحه بأنه سيقوم بفرض الحجاب على النساء في الكويت من خلال تشريع قانون للحجاب هو خطأ فادح، فوضع الكويت لا يسمح بذلك الفرض بل قد يصل الأمر الى ثورة ممن لا يؤمنون بالحجاب، كما ان الكويت تختلف عن دول تفرض الحجاب مثل ايران والسعودية وحكمها ليس حكماً دينياً، ناهيك عن ان اسلوب الفرض حتى في تلك الدول قد فشل ورأينا لباس كثير من الايرانيات أشد تبرجاً من لباس النساء في دول لا تفرض الحجاب.

لقد كان اسلوب الدعاة الى الله تعالى في الكويت بالدعوة الى الحجاب عن طريق النصح والتشجيع والتلطف بالنساء من انجح الوسائل وقد وصل اعداد النساء المحجبات اكثر من 70 في المئة من الكويتيات.





د. وائل الحساوي

wael_al_hasawi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي