مع فائق «الحشمة والتنفير»!

محمد العرادة





| بقلم : محمد العرادة |
يا عيني يا «عدالة» ألبستي الوطن «أغلاله» وحطمّتِ الناخب و«آماله».. انتخب الشعب النواب لقضايا مهمة بعد الحل الأخير لمجلس الأمة ومن أهم هذه القضايا الفساد المنتشر في البلاد وقضية الإيداعات والتحويلات «السرية» والبدون والتنمية وستون ألف قضية، وما ان تم إعلان النتائج صُعِقنا ببعض النواب وبهرجتهم الإعلامية وفلسفتهم المعتادة «المادة الثانية من الدستور» وهم على ثقة تامة بأن هذه المادة لن تُعدّل وأن إضافة «ال» لن تضيف شيئاً حتى لو عُدِّلت... أنا لست مع إزالة المادة أو تنقيحها بل مع بقائها كما هي حتى لا يؤول كلامي وأتّهم بالزندقة بعد حين!
اجتمع القادة أصحاب السيادة فأصدروا لنا السواليف التالية: تعديل المادة الثانية وإلا لن نقف مع الريّس فوافق الريس وتمت الصفقة باتصال هاتفي، ففركشوا الجلسة «الهُلاميَّة» ثم عادوا بكرّةٍ جديدة فقالوا: بلاش تعديل مادة ثانية فالشارع اكتشفنا بدغدغتنا الزائفة طوال كل تلك السنين من عمر الدستور، لنغيّر السالفة ونتجه لـ«أسلمة القوانين»... جلسوا وخرجوا لنا بعد ذلك بميلاد «العدالة».
استمرت الأيام على هذا المنوال منذ مولد المجلس الجديد وبعدها بأيام كانت المفاجأة الأكبر حينما قرروا محاربة المايوهات و«التي شيرتات» وعطر المرأة والشورتات الرجالية.
يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام ألا تعلمون بأنه عاش في دولة مدنية وكُتب في عصره أجمل دستور مدني في المدينة؟ ألا تعلمون بأنه عاش في مجتمع ممتلئ بالمنافقين واليهود والمسلمين وبأنه حقق العدالة للجميع؟ عن أي عدالة تتحدثون وأنتم عن الدين تنفّرون؟ كنتم تعتقدون أنكم أنتم فقط أتباع الأنبياء والصحابة فأنتم مخطئون، الدين ليس لكم وحدكم فهو لكل البشرية وما جاء الدين لينفّر البشرية بل جاء ديناً وسطياً ليحقق العدالة الاجتماعية بين جميع أطياف أبناء آدم وليذكّر بوجود الله وبأنه لا إله إلا هو، تذكروا بأنه «لا رهبانية في الدين» وبأننا جميعنا مسلمون واتقوا الله في أنفسكم فالأخلاق لستم أنتم من تضبطونها بقانون الأخلاق أن تدْعوا لها وتفْعلوها لكي يتّبعكم البقية، ثم إن الأخلاق والدين والدستور الكويتي حضت على المساواة يا (عدالة).
وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر كلمة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعرواي: «أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، وألا يصل أهل الدين للسياسة» والسلام خير ختام.
جامعة الكويت - كلية العلوم الاجتماعية
Twitter: @malaradah
يا عيني يا «عدالة» ألبستي الوطن «أغلاله» وحطمّتِ الناخب و«آماله».. انتخب الشعب النواب لقضايا مهمة بعد الحل الأخير لمجلس الأمة ومن أهم هذه القضايا الفساد المنتشر في البلاد وقضية الإيداعات والتحويلات «السرية» والبدون والتنمية وستون ألف قضية، وما ان تم إعلان النتائج صُعِقنا ببعض النواب وبهرجتهم الإعلامية وفلسفتهم المعتادة «المادة الثانية من الدستور» وهم على ثقة تامة بأن هذه المادة لن تُعدّل وأن إضافة «ال» لن تضيف شيئاً حتى لو عُدِّلت... أنا لست مع إزالة المادة أو تنقيحها بل مع بقائها كما هي حتى لا يؤول كلامي وأتّهم بالزندقة بعد حين!
اجتمع القادة أصحاب السيادة فأصدروا لنا السواليف التالية: تعديل المادة الثانية وإلا لن نقف مع الريّس فوافق الريس وتمت الصفقة باتصال هاتفي، ففركشوا الجلسة «الهُلاميَّة» ثم عادوا بكرّةٍ جديدة فقالوا: بلاش تعديل مادة ثانية فالشارع اكتشفنا بدغدغتنا الزائفة طوال كل تلك السنين من عمر الدستور، لنغيّر السالفة ونتجه لـ«أسلمة القوانين»... جلسوا وخرجوا لنا بعد ذلك بميلاد «العدالة».
استمرت الأيام على هذا المنوال منذ مولد المجلس الجديد وبعدها بأيام كانت المفاجأة الأكبر حينما قرروا محاربة المايوهات و«التي شيرتات» وعطر المرأة والشورتات الرجالية.
يا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام ألا تعلمون بأنه عاش في دولة مدنية وكُتب في عصره أجمل دستور مدني في المدينة؟ ألا تعلمون بأنه عاش في مجتمع ممتلئ بالمنافقين واليهود والمسلمين وبأنه حقق العدالة للجميع؟ عن أي عدالة تتحدثون وأنتم عن الدين تنفّرون؟ كنتم تعتقدون أنكم أنتم فقط أتباع الأنبياء والصحابة فأنتم مخطئون، الدين ليس لكم وحدكم فهو لكل البشرية وما جاء الدين لينفّر البشرية بل جاء ديناً وسطياً ليحقق العدالة الاجتماعية بين جميع أطياف أبناء آدم وليذكّر بوجود الله وبأنه لا إله إلا هو، تذكروا بأنه «لا رهبانية في الدين» وبأننا جميعنا مسلمون واتقوا الله في أنفسكم فالأخلاق لستم أنتم من تضبطونها بقانون الأخلاق أن تدْعوا لها وتفْعلوها لكي يتّبعكم البقية، ثم إن الأخلاق والدين والدستور الكويتي حضت على المساواة يا (عدالة).
وفي الختام لا يسعني إلا أن أذكر كلمة المرحوم الشيخ محمد متولي الشعرواي: «أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، وألا يصل أهل الدين للسياسة» والسلام خير ختام.
جامعة الكويت - كلية العلوم الاجتماعية
Twitter: @malaradah