«اشتقـنا لك يا وطن»

تصغير
تكبير
| بقلم: أحمد تـقي |

عندما نشاهد الوطن والأحاديث التي تدور من حوله نأسف اليوم لما يحدث من أمور لم نتصور ان تحدث في وطننا الكويت. صراعات سياسية تحولت الى الناس من حيث التقسيمات الطائفية التي هي أشد الفتن وأصبح الكل يتكلم باسم الطائفة أو القبيلة أو الكتلة التي ينتمي لها. واليوم أيضا خرجت تسمية جديدة الأقلية والغالبية... الخ.

تنمية الوطن ومشاكلها ومستقبلها أصبحت من الأولوية الكاذبة، فوجدنا اجندات النواب هي الهدف الاسمى وكل كتلة تبحث عما تريد من قوانين تنظم حياتهم وحياة مجموعتهم وليس الوطن. ورأينا من يتجه لسورية وقضاياها ويتناسى الوطن وأهمية تطويره والعمل على تشريع قوانين «من أجل الوطن». ونرى من يدافع عن النظام السوري وكأنه نظامه الخاص، ومن يقف وقفة غير طبيعية ضد من يهدد أمن البلد من خلال اقتحام مؤسساتها. اليوم نريد قوانين تجعلنا في مأمن مستقبلاً وأملاً بالتطور. نريد وطنا يستقبل أبناءنا الدارسين بعيدا عن صراعات نيابية تجر الشعب لخلافات. فلا وطن من غير وحدة شعب، ولا وطن من غير تنمية ومستقبل، ولا وطن من غير تخطيط والابتعاد كل البعد عن التأزيمات والصراعات التي أصبحت بمنظور الشعب «أعمالا طفولية».

فالفريق الذي يستهزئ ويشتم يصفق له مشجعوه، والفريق الاخر يأتي مشجعوه ليثأروا وتصبح الخلافات بين الشعب. ومن أي فريق سيستجوب سمو رئيس مجلس الوزراء أو انه سيكون ضده الفريق الاخر دون أي وعي بمدى صحة الاستجواب وغيره. بالكويتي «كل واحد ناطر الشارة على الثاني». أصبحت الخلافات والشتم والتطاول هي اللغة الدارجة تحت بند الحرية، ولكن ماذا حصل؟ أصبح البعض يتطاول على مذاهب الغير دون أي ايقاف لمثل هذه الظواهر التي ستكون مستقبلاً عائقاً للم الشمل. وهناك من يدافع عنه ولكـن هل بحثنا عن الوحدة وكيف نبني شعبنا ونحميه من هذه التقسيمات التي لها ضرر أكثر من أي شيء اخر. فنقسم الشعب الى اكثر من فريق وبالتالي يضعف الوطن ويشغل الشعب نفسه بهذه المشاكل وننسى مشاكلنا التي لا تنسى، ونصبح لعبة يتلاعب بها النواب وغيرها من الأيادي الخفية التي تريد ان تضر الوطن.

يجب ان نعلم اننا نحن اليوم في مطمع أكثر من ذي قبل. فبمشاكلنا أصبح الدخول بيننا أمرا سهلا ولذا يجب ان نعي لهذه المشكلة. يجب ان نعلم اننا من دون الكويت نحن لا قيمة لنا خارجيــاً ولا داخلياً. يجب ان نقول «نائب كويتي» و«مجلس أمة كويتي». شعب يرفع رأسه ويقول «انا كويتي».

اشتقنا للوطن الذي يجمعنا شيعة وسنة وحضرا وبدوا. وطن لا ظلم فيه. وطن يمد يد العون للمحتاج.

اشتقنا لنرى أطفالنا يكونون صداقتهم دون تقسيمات. فمن الغريب ان يتحدث الطفل بمسميات طائفية وغيرها. اشتقنا لصعود منصات التتويج الرياضية. اشتقنا للهدوء الذي يسكن الوطن من دون اي خلافات واستهزاءات.

«اشتقنا لك يا وطن. اشتقنا للأمن والأمان والمحبة بيننا. اشتقنا للجو الصافي ومازلنا نقول ان مهما قسوت علينا يا وطن نحبك. وطن الأجداد ووطنا ووطن أبنائنا».



الجامعة العربية المفتوحة

تخصص تقنية المعلومات والحوسبة

Twitter: @AhmedTaqei
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي