جعجع ردّ عليه: ماذا سيحل بالمسيحيين إذا بقي النظام السوري وبأي مقياس هو الأقرب للديموقراطية؟

البطريرك الراعي لوقف ضخ السلاح وأن يساعد الخارج في حلّ المشكلة السورية

تصغير
تكبير
| بيروت - «الراي» |
رغم بدء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي زيارة الأربعة ايام للاردن التي ينتقل بعدها الى قطر، لم تهدأ في بيروت تفاعلات المواقف الاخيرة التي أطلقها من الأزمة السورية في أوساط مسيحيي 14 آذار الذين عبّر بعضهم بوضوح وعلناً عن «منطق مضاد» بالكامل للمقاربة التي يقدّمها رأس الكنيسة بإزاء «الربيع العربي» الذي يراه «شتاءً» والنظام في سورية «الأقرب شيء الى الديموقرطية» واعتباره «ان نظام البعث متشدّد ديكتاتوري، لكن يوجد مثله كثيراً في العالم العربي».
وفيما كان الراعي يكرّر من الاردن، حيث سيلتقي الملك عبد الله الثاني، ان «الحرب لا تولد شيئاً والعنف لا يولّد سوى العنف»، متمنياً أن «يتوقف ضخ السلاح وأن يساعد جميع الأطراف في الخارج على حلّ المشكلة في سورية وأن يصلوا إلى تسويات حبيّة عبر الحوارات (...) فيجب أن يصمتْ السلاح لأنه لا يحلّ أي أمر فهو يبعد الحلول ويعقدها»، كان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يتصدّر واجهة الردّ من داخل «البيت المسيحي» على البطريرك الذي «فنّد» مواقفه الاخيرة وقدّم «عكسها» من دون ان يسمي الراعي مباشرة بل مستعيناً و«بالحرف» العبارات التي استخدمها في تصريحه الأخير قبل مغادرته بيروت.
وخلال عشاء أقامه على شرف رؤساء بلديات ومخاتير قضاء بعبدا، اعلن جعجع أن «الربيع العربي ليس موضوعاً سياسياً بل هو موضوع مبدأي بامتياز»، مؤكداً انه «لا يمكننا ان نكون ديموقراطيين ونرفض الديموقراطية لدى الآخرين، فهم أحرار في طريقة ممارستها أياً يكن من سيتسلم السلطة...».
وفي ردّ ضمني على الراعي انتقد جعجع قول البعض «لسنا مع ربيع العنف والدمار والقتل» تعليقاً منهم على ما يحصل في سورية، فقال: «علّ هذا البعض يتكلم مع النظام في سورية ليوقف هذا الدمار والعنف هناك وليترك الحركة الشعبية كما هي».
واضاف: «وعن قول البعض «صحيح أن النظام في سورية ديكتاتوري ولكن يوجد مثله كثير في العالم العربي»، نسأل أين ينزل الآلاف اليوم في العالم العربي الى الشوارع فتقوم السلطات بقصفها وبدك المدن؟ وإذا سلّمنا جدلاً بهذا الأمر، وأن هذا النظام الديكتاتوري غير وحيد في المنطقة، هل نقبل في نهاية المطاف بما يحصل في سورية؟».
وتابع: «يقول البعض أيضاً إن أقرب شيء الى الديموقراطية في المنطقة هي سورية، فأنا لا أعلم وفق أي مقياس؟ في سورية سقط حتى الآن بتقديري أكثر من 10 آلاف قتيل وعشرات الآلاف من المعتقلين والمخفيين، فأي دولة من الدول العربية الأخرى سقط فيها هذا الكمّ من القتلى؟ وإذا كانت سورية أكثر دولة ديموقراطية في هذه المنطقة فيجب علينا أن نوضب حاجياتنا ونترك المنطقة».
كما ردّ على من يقول «إذا سقط هذا النظام (السوري) ماذا سيحلّ بالمسيحيين؟»، فقال: «أنا اطرح السؤال التالي، إذا بقي هذا النظام فماذا سيحلّ بالمسيحيين؟ أين هم المسيحيون في سورية؟ فهم يعيشون من دون حرية ولا كرامة ولا تنظيم أحزاب ولا مسؤولين سياسيين، ومن قصم ظهر المسيحيين في لبنان غير النظام السوري؟ ومن اغتال شخصيات لبنان (...)؟».
ويذكر انه برزت خلال كلمة جعجع إشارة ذات دلالة في اتجاه رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، اذ توجّه رئيس «القوات» الى «الإخوان من الموحدين الدروز» المشاركين في العشاء، وقال: «ان حضوركم شرف كبير لنا وأريدكم أن تعلموا أنكم حين تدخلون الى معراب (مقر جعجع) وكأنكم تدخلون الى المختارة (معقل جنبلاط)، كما نحن نعتبر ان المختارة هي بيتنا أيضاً».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي