نواب حاليون وسابقون ناقشوا «مسؤولية المواطنة» في جمعية «العلوم الاجتماعية»

الطاحوس: غياب تطبيق القانون يقسِّم المجتمع والحكومة تُساءل عن ذلك

تصغير
تكبير
| إعداد أنور الفكر - كتب محمد نزال |

نظمت جمعية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، أمس، ندوة بعنوان «مسؤولية المواطنة»، بالقاعة الدولية بمشاركة النائب خالد الطاحوس، والنائب السابق الدكتور حسن جوهر، والنائب السابق صالح الملا.

وقال النائب خالد الطاحوس، ان «المواطنة يجب أن تكون وطنا يعيش فينا، وعلى الجميع الالتزام بها، ويجب أن تكون الحكومة هي المسؤولة عن هذا الجانب»، مستدركا «ولكن في الواقع الذي تعيشه البلاد هو أن المجتمع ينقسم، وهذا الانقسام استشرى بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ليطال مؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، وذلك بسبب غياب تطبيق القانون، وهذا الامر تساءل عنه الحكومة».

وبين الطاحوس، ان «هناك أطرافاً في السلطة تدفع ملايين الدنانير لتمزيق المجتمع، ولذلك نقول ان السلطة طرف رئيسي في تمزيق المجتمع»، منتقدا انقسام المجتمع بسبب قضايا خارجية، وبسبب آراء سياسية بحتة في قاعة عبدالله السالم.

وأوضح الطاحوس، أن « حماية الوحدة الوطنية لا تكفيها القوانين والسلطات، بل يجب أن تكون أيضا عن طريق السلطة الذاتية وهي مسؤولية المواطن الذي يجب أن يعيش أهمية المواطنة، وألا ننجر لطرف الا لطرف الكويت»، مشيرا الى ضرورة وجود حراك شعبي غير مسبوق لحماية الوحدة الوطنية، وأن تتم اقامة الحملات التوعوية حول هذا الأمر.

وبين النائب السابق الدكتور حسن جوهر، ان «مفهوم المواطنة من الناحية القانونية، هو تجسيد لمعنى قانوني، كون المواطنة مشتقة من كلمة وطن، وتعني الارتباط بهذا الوطن، ووجود المواطن هو الذي يعكس مفاهيم المواطنة على أرض الواقع، ويترجم كل المعاني والشعارات الوطنية بالعمل».

وقال جوهر، «هناك مفهوم مهم وغائب بشكل كبير عن الواقع الكويتي السياسي الحالي، وهي التنمية الحقيقية للمواطنة، والمقصود منها مجموعة من الحقوق والواجبات التي يجب أن تكون متساوية، غير أن هذا المفهوم غير مطبق على الاطلاق، وربما الحقيقة الواحدة التي يتجسد فيها مفهوم المواطنة، هو الصوت الانتخابي الذي يعطى للرجل والمرأة، ويتساوى بين الناس في قيمته ومفهومه».

وأردف جوهر، «ذلك يضعنا في واقع مرير، وهو أن الجهات المشرفة غير قادرة على تجسيد مفهوم المواطنة، وكذلك الأمر للمواطنين المقصرين بدورهم في ترجمة هذا المفهوم والشعار»، معتقدا بأنه «يجب التمتع بصفة التسامح من خلال المفهوم القانوني لمبدأ المواطنة، وهنا المحك الحقيقي».

ولفت جوهر، الى أن «ساحة الارادة كانت ملتقى للتعبير عن الرأي، وايصال رسالة سياسية من العيار الثقيل، والبعض يطلق عليها اسم ساحة التأزيم، واليوم هؤلاء أنفسهم يلجأون الى هذه الساحة، كما أن هناك من وصف الخطاب السياسي بالتأزيمي، واليوم هناك أطراف تستخدم نفس طريقة هذا الخطاب، وقد انتقدته في السابق».

وأوضح جوهر، أن «البعض يصور المجتمع الكويتي بأنه على شفا حرب أهلية، لما يشهده المجتمع من تشرذم طائفي، ولكن من جانب آخر هناك واقع موجود، وهو أن الناس تعيش حالة من التآلف الاجتماعي والمجتمعي، الأمر الذي يدفعنا الى التصدي لهذه الأطراف التي تود جر البلد الى التأزيم»، داعيا المجاميع الشبابية الى اقامة الملتقيات التي تهدف الى تعزيز ثقافة المواطنة.

وأشار جوهر، الى أن «الدوائر الخارجية تفوقت على الدوائر الداخلية، و(قفطونا) في مسألة الوعي السياسي، والوعي لمفهوم المعارضة، وتمت ترجمة ذلك في نتائج الانتخابات الأخيرة».

من جانبه، قال النائب السابق صالح الملا، «من غير المعقول أن نرى الظواهر الموجودة حاليا بعد خمسين عاما من الديموقراطية والدستور»، مضيفا أن «كل هذه الظواهر التي نشاهدها تدعو الى التشاؤم، فكل فئات المجتمع الكويتي لديها نفس الحقوق والواجبات، وهذا التعايش تمت ترجمته بالدستور».

وأشار الملا، الى أن «الحكومة تسعى الى قتل روح المواطنة لدى الكويتيين، بدءًا من المدارس، وصولا الى الانتخابات، حيث انها ترى الممارسات الطائفية والقبلية، ولا تكتفي بغض النظر وحسب، انما تدعمها وكانت تدعم الانتخابات الفرعية التي كانت تقام باشراف منها، وهي من عززت مفهوم أن الفرد لا يستطيع أخذ حقه، الا اذا ارتمى في حضن قبيلة أو طائفة نظرا لغياب تطبيق القانون والعدالة».

واعتقد الملا، أن «المجلس الحالي ليس أفضل حالا من المجلس السابق»، داعيا الشعب الكويتي الى مراقبة جلسات مجلس الأمة ليروا حجم التعاطي مع قضية الايداعات المليونية وغيرها من القضايا.

وقال الملا، «لا أعول على مجلس الامة كثيرا في تعزيز روح المواطنة، انما على مؤسسات المجتمع المدني، والأسرة والمواطنين والشباب الذين يقع على عاتقهم بشكل مباشر المحافظة على الوحدة الوطنية»، لافتا الى أن « صراع أبناء الأسرة وصل لمرحلة لا يمكن قبولها، ويجب أن يتوقف حيث تم تقسيم المجتمع وتفتيته»، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة وجود فزعة من كل الأطراف، لتعزيز مفهوم المواطنة، ومناشدا صاحب السمو أمير البلاد بوضع حد لأطراف تمزق الكويت.

ورأى الملا، أن «وزارة التربية مقصرة جدا في مسألة تدريس الدستور ومفهوم وحدة المواطنة، ولا مانع من النظر في منهج الفتوة واعادة التجنيد الالزامي بصورة تجذب الشاب الكويتي ولا تنفره، لأنه يعزز مفهوم المواطنة والروح الوطنية لدى الشباب وفي ما بينهم».



للتواصل مع الصفحة الجامعية

alrai-academic@journalist.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي