| محمد صالح السبتي |
«الدندرة لفظة كويتية قح تعني الكلام بلا فعل وتطلق على من يكثر «الهذرة» دون ناتج مفيد، وأصحابها في اللهجة يسمون «دندرجيّة». ولعل هذا اللفظ العامي جاء من اللفظ الفصيح « دندنة»... في المعجم «الدندنة» أن تسمع من الرجل نغمة ولا تفهم ما يقول.
للأسف هذه حال المعارضة اليوم وأغلب المهتمين بالشأن العام « دندرجيّة» كلامهم ومشاريعهم واقتراحاتهم بل وحتى انتقاداتهم تفتقد للمصداقية أو على الأقل للواقعية.
«الدندرة» والعنتريات قد تصلح للشعراء لكنها بلا أي شك لا تصلح لأعمال السياسة، نقول هذا الكلام بحسرة، إذ اننا نوقن يقيناً لا يقبل الشك أن الحكومات المتعاقبة أخفقت ايما إخفاق في إدارة شؤون البلاد... ولأن أغلب الناس فقدوا الثقة في الأداء الحكومي فلم يتبق لهم إلا نوابهم والمهتمون بالشأن العام ليعلقوا عليهم الآمال... وهذا سبب حسرة الكثيرين مثلي كما أظن... ان الناس فقدوا الثقة في هؤلاء النواب كما فقدوها سلفاً في الأداء الحكومي.
بقراءة بسيطة في تاريخ الكويت السياسي يعرف أي قارئ أن الاخطاء تتكرر بصورة مزرية... ما تفعله المعارضة اليوم ليس بجديد بل هو ما فعلته منذ فجر تكوينها... أعني الاخطاء طبعاً. ولهذا التكرار في الاخطاء سبب منطقي جداً انه وعلى كل تجاربنا الديموقراطية فان نوابنا وأغلب المهتمين ليسوا إلا هواة سياسة لا محترفين... وهؤلاء الهواة بالتأكيد لا يجيدون العمل في أتون السياسة.
إن ظاهرة استخدام الالفاظ العنترية والتصريحات النارية دليل واضح على هذا النهج الكلامي... والكلامي فقط... ولذا تلاحظ قلة أو انعدام الانجاز في المؤسسة التشريعية لأن أعضاءها منهمكون «بالدندرة».
أظن وبلا نزاع أن الأيام التي تمر على الكويت أيام عصيبة، كم نحتاج فيها للحكمة والعمل الجاد الفعال، ولذا نحن نوجه أسهم نقدنا للمعارضة وللمهتمين بالشأن العام لأنهم أصبحوا بالنسبة للمجتمع المأوى ولعلهم المأوى الأخير الذي تبقى... كم يحتاج الوطن لأفعال وأفعال مسؤولة تنتشله من حالة الجمود إن لم تكن حالة التراجع السريع للوراء... أفعال دون «دندرة».
@ LawyerModalsbti