مؤسس «هورايزن» تحدث لـ «الراي» بمناسبة مرور 35 عاماً على انطلاق شركته من الكويت

سعادة: الصحف ستظل مسيطرة على سوق الإعلان

تصغير
تكبير
| كتب أسامة مروة |

قبل 35 عاماً غامر رفيق سعادة بتأسيس شركة «هورايزن» مع شريكه سعد حجاوي في الكويت. اليوم باتت شركته الكويتية الصغيرة أربع شركات كبرى تضم 20 مكتباً في دول المنطقة، ويعمل فيها أكثر من 400 موظف.

لا يخفي سعادة، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «هورايزن»، مشاعر الاعتزاز والحب التي يحملها للكويت، التي كانت «الدرجة الأولى على سلم النجاح» الذي انطلق منه. ومن وراء مكتبه في مركز الشركة الرئيسي في منطقة شرق، يشدد سعادة في حواره مع «الراي» على أنه ورغم التحديات الكبيرة التي يواجهها وبرغم الأزمة المالية التي شهدها العالم في العام 2008 وما زالت تداعياتها مستمرة حتى الآن، فإن الانفاق الاعلاني بدأ يستعيد عافيته في الفترة الحالية.

ويشير إلى أن الكويت تعتبر سوقاً مهماً في عالم الاعلانات في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تمثل ما نسبته 10 في المئة من حجم الاعلان فيها، ويلفت إلى أن «هورايزن» لن تتوانى في الفترة المقبلة وستعمل جاهدة من أجل تحسين هذه النسبة في الفترة المقبلة.

وأكد سعادة أن فكرة استيراد الاعلانات من الغرب كانت فكرة قديمة، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يتم في حال رغبت الشركة العالمية بتقديم الإعلان نفسه في أنحاء العالم كافة، وإلى أن شركات الاعلان قادرة على رفضه وإعادة تنظيمه لملاءمة البيئة التي سيعرض فيها، ومشدداً على أن شركته تقدم الكثير من المبدعين الذين يساعدون الشركات العالمية على وضع استراتيجيتها وتصميم اعلاناتها، مبيناً أن المهارات في منطقة الشرق موجودة وبكثرة ولكنها تحتاج إلى الاهتمام والرعاية.

وفي ما يأتي نص الحوار مع مؤسس شركة هورايزن الاعلانية:



زيارتكم للكويت تأتي بمناسبة مرور 35 عاماً على إنشاء شركة «هورايزن» في الكويت، فلماذا اختيار هذا البلد للانطلاق منه؟

- إن الدافع الرئيسي للانطلاق بالشركة من الكويت يعود لكون أغلب الشركات المنافسة قد بدأت عملها في لبنان، ونظراً لكوني وشريكي الأساسي سعد حجاوي كنا نعيش في الكويت وبسبب غياب المنافسة في السوق الإعلانية فيها، اختارت «هورايزن» الانطلاق منها لتكون بمثابة «الدرجة الأولى على سلم النجاح»، خصوصاً واننا لمسنا القدرة على التفوق وتحقيق نتائج إيجابية من وراء خطوتنا.

• ما الصعوبات التي واجهتكم في بداية مسيرتكم في الكويت؟

- الصعوبات التي واجهتنا لم تكن في الكويت فقط، بل فيها وفي لبنان وفي دبي وفي مختلف المناطق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي انطلقنا منها، وأبرزها كانت النظرة بازدراء إلى العمل الاعلاني حيث كانت كلمة إعلانات في تلك الفترة تعني خطاطا، واعتبار كل من يعمل في هذا المجال جاهلا وغير متعلم، وبالتالي كانت المخاطرة التي قمنا بها أنا وحجاوي هي العمل على تغيير النظرة إلى واقع الاعلانات وتبيان مدى أهميتها في المجتمع، وذلك بسبب الحب والشغف الذي كنا نشعر به تجاه الاعلان، فكان التحدي أن نعمل على تغيير الصورة السلبية للاعلانات في المنطقة واعتقد أننا نجحنا لذلك.

• لديكم شبكة مميزة من العملاء داخل الكويت، فكيف تنظر إليها؟ وكيف تعملون لتطويرها وتحسينها؟

- علاقتنا مع شركائنا وعملائنا في الكويت علاقات شراكة حقيقية وليست مجرد عملية تجارية تهدف إلى تحقيق الأرباح، ونحن نعتقد أنه لو لم تكن كذلك ربما كان النظر إلينا وإلى سوانا من الشركات الاعلانية على أننا مجرد مزوّدين للإعلان وليس أكثر، ونحن نعتقد أن عملاءنا في الكويت مميزون ويعملون على تقديم افضل الإعلانات في السوق للمستهلكين، ونحن نسعى إلى زيادة عدد عملائنا في السوق الكويتية من خلال تقديم العديد من المزايا والعروضات في الفترة المقبلة.

• ما تقييمكم للواقع الاعلاني في منطقة الخليج عموماً وفي الكويت خصوصاً؟

- ساهمت الحرب التي وقعت في لبنان في تحسين واقع السوق الاعلاني في الخليج، وأدت إلى جعل دبي في المرتبة الأولى من حيث الاعلانات في المنطقة وذلك يعود إلى الطفرة العمرانية والتطور الكبير الذي حصل فيها، كما أدى ذلك إلى إعطائها حجماً إعلانياً كبيراً وباتت الكثير من الشركات متركزة فيها مع العلم أن خدماتها تشمل كافة دول المنطقة وليس الامارات فقط، وبالتالي فنحن نعتقد ان العمل الإعلاني في الخليج مهم ونرى أنه سيتطور في المستقبل ليصل إلى مستويات قياسية.

أما في الكويت، فبعد فترة من الهبوط في السوق الاعلاني فيها، عادت إلى المنافسة بقوة مع الإمارات والسعودية للوصول إلى المراتب الأولى، ونحن في شركة «هورايزن» نؤكد أننا، وبسبب انطلاقنا منها، لن نتوانى عن دعم السوق فيها والعمل على تحسينه وتطويره.

• نرى أن نسبة كبيرة من الاعلانات تتركز في الصحف والمجلات، ما تقييمكم لهذه الحالة المعاكسة لأغلب الدول في العالم؟

- الاعلانات في العالم تتركز بشكل كبير على القنوات التلفزيونية، ولكن في الكويت الحالة معاكسة وهي تشكل حالة مميزة، إذ أن نسبة كبيرة من الاعلانات نراها في الصحف والمجلات، وبرأيي أن السبب يعود إلى أن الصحافة المكتوبة في الكويت قوية وتتفوق على مثيلاتها في باقي دول المنطقة، وبالاضافة إلى ذلك فهي مدعومة برأي عام مميز وقوي جداً، مما يجعل التركيز عليها في السوق الاعلاني ويجعل المادة الإعلانية أكثر قوة وأكثر حضوراً وأكثر تأثيراً وفعالية من غيرها من الوسائل.

• كم تبلغ نسبة الاستثمار الإعلاني في الكويت بالنسبة لحجم الاعلان في المنطقة؟ وهل ستتطور؟

- تشكل الكويت سوقاً إعلانية مهمة في المنطقة ومنطقة أساسية في نطاق عمل الشركات الإعلانية. ويعود ذلك إلى التأثير القوي لوسائل الإعلام فيها على أفراد الشعب والمستهلكين الكويتيين، اما بالنسبة لحجم الإعلان فيها فهو يمثل نحو عشرة في المئة من السوق الإعلاني في المنطقة، وهي نسبة مهمة جداً وتأتي بعد الامارات والمملكة العربية السعودية.

وفي ما يتعلق بتطور هذه النسبة وزيادتها فنحن في شركة «هورايزن» نعلن أننا سنعمل على تحسين هذه النسبة وزيادة الاعلانات في الكويت نظراً للمكانة الكبيرة لها في قلوبنا ولوجود قدرة كبيرة على تحقيق النجاح المطلوب فيها.

• مع فورة الإعلان الالكتروني، ما نظرتك بالنسبة لمستقبل الإعلان الورقي؟ وهل تعتقد أنه متجه نحو الزوال؟ ولا سيما وأن التطور الالكتروني يسمح بتحديد الفئات المستهدفة وعدد مشاهدي الإعلانات وغيرها من العناصر؟

- إن مقاربة الأمر من هذه الناحية مسألة خاطئة، لأننا نرى أنه ومنذ وجد الإنسان وجد الإعلان، وفي البداية كان يتم عبر صحيفة واحدة ومن ثم تطور بعد زيادة عددها، ومن بعدها تم اختراع التلفزيون وقيل أن الإعلان الورقي إلى زوال ولكنه بقي، واليوم لا شك أنه مع ظهور الالكترونيات الحديثة والتطور التكنولوجي الكبير الحاصل في العالم، فالإعلان الورقي سيتأثر ولكنه لن يصل إلى حد الموت والزوال، لا بل نحن نرى أن الطرق باتت متعددة وباتت كل طريقة تعتمد على الأخرى في عملها، وما من مشكلة فيما لو تم الاعتماد على التطور التكنولوجي الحاصل لتحسين الإعلان الورقي.

• في العام 2008 حدثت أزمة مالية عالمية فكم تأثر سوق الاعلان بها؟

- أثرت الأزمة الاقتصادية بشكل كبير على سوق الإعلان، ونحن نرى أن هذا الأمر طبيعي ولا سيما وأن كل النشاطات والأعمال في العالم معرضة لأن تمر بفترة تصاعدية وأخرى تنازلية، وقد عانت الإعلانات بشكل كبير ولا سيما خلال العامين الماضيين حيث ان الشركات عملت على خفض مصاريفها ونفقاتها وعمدت إلى خفض إعلاناتها، ولكن لنقل إن «فقدان الساعة لا يوقف الوقت»، والأمر نفسه ينطبق على عالم الاعلان، فالمرور بوقت عصيب لا يوقف الاعلانات ولا يؤدي إلى موتها وزوالها، بل يؤدي إلى تراجعها وهذا الأمر طبيعي لأن المنطق يقول إن توقف إعلانات السلع والمنتجات والخدمات سيؤدي إلى نسيانها من قبل المستهلك بعد فترة، ولذلك نحن نرى أن الإعلان يجب أن يستمر حتى أثناء الفترات العصيبة التي يمر بها.

• هل بدأ الإنفاق الإعلاني بالتعافي؟

- لا شك أن الأزمة المالية الكبيرة التي عصفت بالعالم في العام 2008 أدت إلى تراجع السوق الاعلاني وانخفاض المصاريف الإعلانية بشكل كبير وهذا الأمر كان منتظراً، ونحن لا نذيع سراً حين نقول اننا تأثرنا إلى حد ما بهذه الأزمة وعانينا بعض الصعوبات خلال العامين الماضيين، ولكننا بدأنا بالتعافي اليوم بفضل الاستراتيجية التي عملنا على تنفيذها والتي ساهمت في إعادة ضخ الدماء من جديد في سوق الإعلان.

• يقول البعض إن هناك نقصاً في الابتكار في الشرق، حيث نرى أن الإعلانات التي نراها هي نسخة طبق الأصل عن تلك الموجودة في الغرب، ما رأيك بهذه الظاهرة؟

- أنا لا أوافقك الرأي في هذا المجال، حيث ان هذه الفكرة كان من الممكن أن تنطبق على الإعلانات في الفترة الماضية، فالشركات الإعلانية في الشرق تعمد اليوم إلى دراسة المنتج والتأكد من الإعلانات الملائمة التي سيعرض فيها. وبالتالي فهي تعتمد على قدراتها لابتكار وصنع الاعلانات ولكن هناك بعض الإعلانات العالمية التي يمكن عرضها كما هي في جميع أنحاء العالم وتستعمل كما هي في منطقتنا.

كما يجب التنويه هنا إلى أن نسبة كبيرة من الشركات العالمية، باتت تعتمد اليوم على قدرات ومهارات موظفينا في «هورايزن» وغيرها من الشركات في الشرق الأوسط لمساعدتها على صنع الاعلان وإعداد استراتيجيتها للعمل للفترة المقبلة، مما يبين أن مسألة النظر إلى الغرب على أنه أكثر تطوراً من الشرق وأن الشرق يستورد الإعلاانات منه ويعرضها كما هي من دون تغيير كانت فكرة قديمة، وباتت الآية معكوسة اليوم وبات الشرق هو من يمنح الغرب إمكانات وإبداعات شبابه.

• برأيك ما الذي قد يؤدي إلى توقف الإعلان نهائياً؟

- لن يتوقف الإعلان ولن يزول نهائياً إلا بحال واحدة وهي زوال الإنسان، ونحن نرى أن الأمر الوحيد الذي قد يؤثر على الإعلان في الفترة المقبلة هو وقوع الحروب وحدوث أزمات، ومع هذا فنحن نعتبر أن حدوثها سيؤدي إلى توقف العمل في السوق الإعلاني وانخفاضه لفترة معينة قبل ان يعود إلى الحياة من جديد.

• بعد مرور 35 سنة على إنشاء «هورايزن»، ما الخطط التي تعدونها للاستمرار والبقاء خاصة مع توسع السوق وزيادة عدد شركات الإعلان فيه؟

- كان هدف شركة «هورايزن» منذ نشأتها يتلخص في الاستمرارية وضخ الدم الجديد والتطوير المستمر في طريقة العمل، وهذه الأهداف أدت إلى وصولنا إلى 35 عاماً من العمل والنجاح والتقدم، حيث بات لدينا اليوم 4 شركات و20 مكتباً وأكثر من 400 موظف، ونحن نؤكد أننا لن نتوقف عن العمل وسنستمر بالتطور والحفاظ على نفس الاستراتيجية وهدفنا البقاء والاستمرار في السوق الإعلاني والاحتفال باليوبيل الفضي والذهبي وغيرها، ونعد عملاءنا بتقديم أفضل المواد الإعلانية لهم، آملين استمرار شراكتنا معهم لأننا نعتبر اننا نكمل بعضنا البعض، فنحن من الناس ونتوجه إلى الناس وتشدد على أن تحقيق الشراكة الحقيقية مع العميل هي الأساس الذي نسعى إليه في عملنا.

• كلمة أخيرة؟

- أود أن أشكر صحيفة «الراي» على هذا اللقاء، ونؤكد اعتزازنا بشراكتنا القوية مع عملائنا في الكويت، ونستغل هذه الفرصة لنلفت النظر إلى أن منطقتنا تحوي العديد من المهارات القادرة على رفع إسم منطقتنا في المحافل الدولية ولكنها تحتاج للقليل من الرعاية والاهتمام لتطوير قدراتها والانطلاق من أجل النجاح.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي