البروفيسور الإسرائيلي اعتبر أن «بشار لا يتصرف حتى الآن مثل أبيه الذي دمّر حماة كليا»

زيسر: أركان نظام الأسد ما زالت ثابتة وسقوطه ضربة قاسية لإيران و«حزب الله»

تصغير
تكبير
| القدس - من زكي أبو الحلاوة
ومحمد أبو خضير |
قال البروفيسور الاسرائيلي ايال زيسر، وهو محلل مطّلع على الشأن السوري ومحاضر في جامعة تل ابيب، ان «الجدال حول سورية يجري في مسارين متوازيين: مسار الاعلام والتغطية الاعلامية ومحوره متى يسقط النظام الحالي، ومسار يقوده خبراء ومثقفون ويتسم بتقديرات اكثر حذرا حول مصير نظام الاسد:.
وفي حديث مع صحافيين وديبلوماسيين في القدس اول من امس،أوضح زيسر ان «الاعلام حسم القرار، والسؤال هو: متى يسقط النظام؟ وهناك من يدّعي ان ايام الاسد معدودة، وخلافا للاعلام يرجح خبراء كثيرون ان بقاء الاسد مشروط بأدائه خلال السنة المقبلة حتى السنتين»، واردف: «اذا تجاوز النظام الفترة المقبلة فمن المحتمل ان يبقى».
وقارن زيسر الوضع في سورية مع الثورة المصرية قائلا: «خلافا لمصر، ونجاح ثورة الفيسبوك وميدان التحرير، لا نرى طبقة وسطى أو شريحة من الشباب تتظاهر في دمشق وحلب ضد الاسد»، وتابع: «ما نشهده هو تظاهرات تنطلق من اطراف سورية».
وأوضح: «المثير في سورية هو انقلاب معادلة الدعم للنظام. الاطراف التي كانت قاعدة دعم قوية للنظام العلوي اصبحت ضده. الفئة السنية في اطراف سورية دعمت الاسد على نحو تقليدي، والآن انقلبت الآية. من يدعم النظام في الوقت الراهن هم سكان المدن المركزية، ونعلم ان حالة الاستياء من النظام كانت اكثر في هذه المدن».
واضاف البروفيسور زيسر «ان الوضع في سورية معقد جدا، بلد 40 في المئة منها اقليات: علويون، اكراد، دروز، ومن هذا المنطلق لا أرى سببا للتسرع الى ندب نظام الاسد. هذه الاقليات ما زالت تتصرف بموجب عقلية الاقلية، مفادها ان الاقلية تريد ان تحمي نفسها من حكم مع طباع اسلامي قد يظهر مضطهدا لها بدل الحكم الحالي».
ويعتقد زيسر ان «اركان نظام الاسد ما زالت ثابتة» قائلا: «ما زال الجيش والجهاز البيروقراطي في الدولة يدعمان الاسد، وهذا يقوي الفرضية ان نظام الاسد باق». وأضاف: «الانشقاقات التي نسمع عنها في صفوف الجيش السوري ليست جوهرية».
وتابع الخبير: «اذا نظرنا الى الاحداث السورية من منظور المنطقة، نشهد صراعا بين دول الخليج السنية من جهة، وايران وحزب الله من جهة ثانية. الدول السنية تدرك ان اضعاف بشار الاسد له تأثير عميق على نفوذ ايران في المنطقة. لذلك، تمد دول الخليج المعارضة بالمال، والايرانيون يدعمون النظام في قمع التظاهرات تقنيا ويزودونه بالخبرة المتراكمة لديهم في هذا المجال».
وأجاب المحلل الاسرائيلي عن سؤال حول مظاهر التشابه والتباين بين بشار وأبيه قائلا: «اعتقد ان بشار يتصرف في حذر اكثر من ابيه، وهذا لأنه يدرك ان العصر مختلف. فبشار لا يريد ان يفقد دعم الشعب السوري كليا». واوضح زيسر ان «بشار لا يتصرف، حتى الآن، مثل ابيه، الذي دمّر في ثمانينات القرن الماضي مدينة حماه كليا. بشار يصوب نحو احتواء الأزمة بدل الدمار الكلي».
واضاف «ان مستوى العنف الحالي يساعد النظام، لأنه رسالة الى الطبقة الوسطى والعليا في مدن سورية، تجعلهما يترددان ان كان الانضمام للمعارضة خيارا جيدا».
وحول التدخل الخارجي قال زيسر: «نسمع ان معظم الدول العربية تنادي بتدخل غربي، لكن هل الغرب على استعداد للتدخل في سورية؟ هنالك هوة بين الاقوال والاعمال، ولا اعتقد ان التدخل وشيك».
مسألة اخرى تعمل لمصالح النظام حسب زيسر هي المعارضة السورية، «فالمعارضة لا تبدو موحدة ومنظمة، ولا نعلم ان كانت تتمتع بدعم شعبي عريض. المعارضة غير منسقة وتعاني من جدالات داخلية».
وقال: «اذا لم يحصل تغيّر كبير في العوامل التي ذكرتها، اعتقد ان النظام قادر على البقاء».
وسُئل زيسر عن موقف اسرائيل حيال الازمة السورية فقال: «اسرائيل تخشى ان تنتقل اسلحة كيماوية من سورية الى منظمات ارهابية في حال سقوط الحكم المركزي». واضاف : «اسرائيل تدرك ايضا ان سقوط الاسد هو ضربة قاسية لايران وحزب الله».
وتابع: «بشار يروج ان ما يحدث في سورية هو مؤامرة، ونسمع اسم اسرائيل والولايات المتحدة في خطاباته. لكن اسرائيل لا تتدخل في سورية، ان ما يحصل في سورية هو في أيدي الشعب السوري».
واضاف الخبير الاسرائيلي: «انظروا الى الصور التي تصل من حمص، انها مسألة تهم المجتمع الدولي بأسره، وليست مسألة اسرائيلية فقط. هل سيستمر العالم في الوقوف من دون تحرك حقيقي، مستنكرا الاحداث؟ لا اعرف، لكنها معضلة انسانية صعبة».
وانهى الخبير حديثه: «سيرورة الاحداث في سورية معقدة، وعلينا ان نتابعها في حذر، وقد تصل الى نقطة ينهار بها النظام. لكن النظام سيحارب حتى النهاية. مصير قادة الجيش، والطائفة العلوية مقرون بمصير الاسد، ولا اعتقد ان هذه الاطراف ستتخلى عنه بسرعة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي