في حوار ضمن حلقة ضيقة شاركت فيه «الراي»
جعجع: إذا نجت حمص فستكون في ذاتها المنطقة العازلة

سمير جعجع







| بيروت ـ من ليندا عازار |
سمير جعجع ما بعد 14 فبراير وسمير جعجع ما قبل 14 مارس، «مرتاح» الى الكلمة التي ألقاها في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري والتي وُصفت بانها «خطاب الثورة» (السورية)، و«متحمّس» للورقة السياسية التي «تطل على المستقبل» التي ستطلقها قوى 14 آذار في الذكرى السابعة لـ «انتفاضة الاستقلال» (في 14 مارس الجاري) التي لن تحييها هذه السنة في مهرجان شعبي مركزي على غرار ما حصل (استثنائياً) العام الماضي بل في قاعة مقفلة بعدما قالت كلمتها «المدويّة» في «البيال» قبل 16 يوماً.
جعجع «الاستراتيجي»، يبدو هذه الأيام فخوراً بأن سياسة «حفر الجبل بالإبرة» التي ينتهجها منذ خروجه من «معتقل الـ 11 عاماً» (العام 2005) تفعل فعلها لدى قواعد حزب «القوات اللبنانية» (الذي يترأسه) التي أخرجها من الأفق الضيّق الى الرحاب العربي متجاوِزاً ترسيمات الحرب اللبنانية ومزيلاً «متاريسها» الطائفية وكاسراً الحاجز الذي كان يفصل بين مسيحيي لبنان ومحيطٍ عربي صار «الحكيم» طليعياً في مقاربة هواجسه من «باب مشترك» عنوانه «الانسان والحرية».
جعجع «المبدئي»، الذي «عبَر» طائفته على «جناح» 14 آذار وبخطابه الذي لم يجنح عن ثوابت واضحة يلتزم بها وبتحالف «ما جمعته القضية لا يفرّقه انسان» مع الرئيس سعد الحريري، لم يجد حين اعلن في ذكرى 14 فبراير «وحدة الدم» من «الأشرفية الى حمص»، اي صعوبة بجعل جمهوره «يهضم» هذه «المصالحة» الاولى من نوعها التي عقدها مع «الشعب السوري»، فقد بدا ذلك امتداداً طبيعياً لمسارٍ اعلن فيه بدايةً «التطبيع» مع القضية الفلسطينية قبل ان يقدّم اعتذاره الشهير العام 2008 « عن كل أذية او ضرر غير مبرر، تسببنا به، خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية، طوال مرحلة الحرب».
جعجع، الذي لا ينفكّ يعلن «التاريخ لا يعود الى الوراء»، لا يمكن لمَن يزوره في مقره في «معراب» (كسروان)، الا ان يلمس حرصه على متابعة أدقّ تفاصيل الملفات «الساخنة» في المنطقة ولا سيما التي تتشابك (بتداعياتها) مع الملف اللبناني.
في الأزمة السورية عبّر جعجع، خلال حلقة ضيقة مع عدد من الاعلاميين كانت بينهم «الراي» عن اقتناعه بـ «حتمية» سقوط نظام الرئيس بشار الاسد «على الأرجح خلال الـ 2012»، مختصراً ملامح «التذبذب» في المواقف الدولية، وبينها الاميركية، حيال الأزمة السورية بعنوان «يتقاسمون جلد الدب قبل اصطياده».
وفي رأي «الحكيم» ان ثمة تجاذباً اقليمياً - دولياً يلامس درجة الصراع ولكن ليس على قاعدة «مَن يدعم بقاء الأسد ومَن يؤيّد تنحيه» بل على قاعدة «مَن سيخلفه»، متوقفاً عند كلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبل ايام حين سألت «هل نؤيد «القاعدة» في سورية؟»، ومعتبراً ان هذه الاشارة تشكّل مؤشراً قوياً الى طبيعة «الكباش» الدائر حالياً على تخوم الملف السوري.
واذ يعتبر رداً على سؤال لـ «الراي» ان سرعة التطوّرات الميدانية والديبلوماسية المتصلة بالوضع في سورية «تسريعاً او إبطاءً» ترتبط بالاتفاق على «البديل من الأسد»، يتوقّف عند خلفيات الموقف الروسي التي تتداخل على الشكل الآتي:
* «ردّ الصاع» للاميركيين والاوروبيين نتيجة ما آل اليه الوضع في ليبيا بعد قرار مجلس الامن (1973) حيث يعتبر الروس انه تم تجاوُزهم وترْكهم على «قارعة الطريق».
* الانتخابات الرئاسية حيث يرغب فلاديمير بوتين في شدّ عصَب الناخبين بوسائل عدة، بينها الظهور بمظهر مَن يواجه الولايات المتحدة ويحمي مصالح موسكو.
* الموقف «الايديولوجي» للروس الذي يعتبر ان مجلس الامن يجب ألا يتدخل في ايّ صراع على السلطة داخل الدول، وربما مردّ ذلك لخشية من تمدُّد «عدوى» الثورات اليهم.
* مجموعة المصالح التي تربط روسيا بالنظام السوري الحالي.
واذ يلفت جعجع الى انه يفضّل ان يتم بتّ الملف السوري ضمن تفاهم اميركي - روسي، يتدارك «لكن ليس بالضرورة ان يحصل ذلك»، ومعتبراً انه «عندما تدقّ الساعة في سورية، تتحرّك مجموعة أصدقاء سورية لوحدها».
وحين يُسأل عن امكان إقامة منطقة عازلة ومدى حيوية مثل هذا الأمر، يشير الى انه اذا «زمطت» حمص التي يبلغ تعداد سكانها نحو مليون نسمة «فهذه ستكون في ذاتها المنطقة العازلة».
ومن بدهيات «الجلسة» مع رئيس حزب «القوات» سؤاله عن ارتدادات الوضع السوري على لبنان. وعندما تسأله «الراي» عن كيفية مقاربة 14 آذار مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد ولا سيما سلاح «حزب الله» يقول: «لا حل مع (حزب الله) الا بإطار صراع سياسي، ونحن مع حوار جدي في وقته لا يكون بتضييع جوهر البحث اي السلاح وإمرته ضمن ثوابتنا لجهة التمسك بحصرية السلاح بيد الشرعية وان يكون القرار الاستراتيجي بيد الدولة».
واذ يلفت الى ان «ما كُتب قد كُتب» في موضوع سلاح (حزب الله)، يعتبر ان هذا السلاح «مرتبط بتوازن القوى على مستوى المنطقة ككل، وأيّ تغيير في هذا التوازن ينعكس تلقائياً على وضعية هذا السلاح»، يؤكد ان «التهويل» بامكانات «الخرْبطة» الامنية في لبنان ربطاً بتطورات الوضع السوري لا يفيد، ورافضاً في شكل كلي ايّ كلام عن «مقايضة او مبادلة السلاح بمكتسبات دستورية او تعديلات على اتفاق الطائف، فهذا امر غير مقبول ويشكّل دعوة لمجموعات اخرى كي تتسلّح لتحقق مكاسب في السلطة او النظام».
ورداً على سؤال آخر، يؤكد ان «قرار» إسقاط الحكومة الحالية وأشكاله تتخذه 14 آذار «في التوقيت المناسب»، لافتاً الى انه يكفي لإسقاطها «رفع الغطاء عنها»، من دون ان يغفل بعد ذلك اهمية «سحب بعض النواب» الى فريق المعارضة «وهذا لا يبدو صعباً».
ولا يمكن ان يمرّ الحوار مع جعجع دون ان يتوقّف عند الملف النووي الايراني وآفاقه وارتفاع احتمالات توجيه اسرائيل ضربة لايران بعدما باتت تعتبر ان هذا الملف صار يشكل «تهديداً وجودياً لكيانها».
وفي حين يرى ان مجرّد الكلام الايراني عن «اجتثاث اسرائيل» يوازي «القنبلة النووية»، يلفت الى ان الولايات المتحدة لا تؤيد، اقله في المرحلة الراهنة، عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد ايران، رافضاً في الوقت نفسه ربْط هذا الامر بانتظار اميركي لامكان انتقال عدوى الثورات العربية الى طهران «فالقنبلة الذرية مشروع ايراني منذ ايام الشاه وليس اسلامياً».
ويوضح ان الصِدام الايراني - الاسرائيلي «في وقت من الاوقات» تحتّمه نقطة محورية ترتكز عليها الثورة الاسلامية في ايران وتتمثل في «ان الفرس يبحثون عن كيفية اعادة السلطة الى اهل البيت في العالم الاسلامي، واسترداد الخلافة من اهل السنّة من بوابة فلسطين، وهم لاجل ذلك يعتمدون حتى في إعلامهم، وهذا يتجلى ايضاً في قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»، على إظهار القادة العرب السنّة على انهم خونة وتخلوا عن القضية وباعوا فلسطين، وان الثورة الاسلامية في ايران هي التي تستردّ حق الامة، اي ان استراتيجية الجمهورية الاسلامية تقوم على استرداد الساحة الاسلامية الاكبر».
سمير جعجع ما بعد 14 فبراير وسمير جعجع ما قبل 14 مارس، «مرتاح» الى الكلمة التي ألقاها في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري والتي وُصفت بانها «خطاب الثورة» (السورية)، و«متحمّس» للورقة السياسية التي «تطل على المستقبل» التي ستطلقها قوى 14 آذار في الذكرى السابعة لـ «انتفاضة الاستقلال» (في 14 مارس الجاري) التي لن تحييها هذه السنة في مهرجان شعبي مركزي على غرار ما حصل (استثنائياً) العام الماضي بل في قاعة مقفلة بعدما قالت كلمتها «المدويّة» في «البيال» قبل 16 يوماً.
جعجع «الاستراتيجي»، يبدو هذه الأيام فخوراً بأن سياسة «حفر الجبل بالإبرة» التي ينتهجها منذ خروجه من «معتقل الـ 11 عاماً» (العام 2005) تفعل فعلها لدى قواعد حزب «القوات اللبنانية» (الذي يترأسه) التي أخرجها من الأفق الضيّق الى الرحاب العربي متجاوِزاً ترسيمات الحرب اللبنانية ومزيلاً «متاريسها» الطائفية وكاسراً الحاجز الذي كان يفصل بين مسيحيي لبنان ومحيطٍ عربي صار «الحكيم» طليعياً في مقاربة هواجسه من «باب مشترك» عنوانه «الانسان والحرية».
جعجع «المبدئي»، الذي «عبَر» طائفته على «جناح» 14 آذار وبخطابه الذي لم يجنح عن ثوابت واضحة يلتزم بها وبتحالف «ما جمعته القضية لا يفرّقه انسان» مع الرئيس سعد الحريري، لم يجد حين اعلن في ذكرى 14 فبراير «وحدة الدم» من «الأشرفية الى حمص»، اي صعوبة بجعل جمهوره «يهضم» هذه «المصالحة» الاولى من نوعها التي عقدها مع «الشعب السوري»، فقد بدا ذلك امتداداً طبيعياً لمسارٍ اعلن فيه بدايةً «التطبيع» مع القضية الفلسطينية قبل ان يقدّم اعتذاره الشهير العام 2008 « عن كل أذية او ضرر غير مبرر، تسببنا به، خلال أدائنا لواجباتنا الوطنية، طوال مرحلة الحرب».
جعجع، الذي لا ينفكّ يعلن «التاريخ لا يعود الى الوراء»، لا يمكن لمَن يزوره في مقره في «معراب» (كسروان)، الا ان يلمس حرصه على متابعة أدقّ تفاصيل الملفات «الساخنة» في المنطقة ولا سيما التي تتشابك (بتداعياتها) مع الملف اللبناني.
في الأزمة السورية عبّر جعجع، خلال حلقة ضيقة مع عدد من الاعلاميين كانت بينهم «الراي» عن اقتناعه بـ «حتمية» سقوط نظام الرئيس بشار الاسد «على الأرجح خلال الـ 2012»، مختصراً ملامح «التذبذب» في المواقف الدولية، وبينها الاميركية، حيال الأزمة السورية بعنوان «يتقاسمون جلد الدب قبل اصطياده».
وفي رأي «الحكيم» ان ثمة تجاذباً اقليمياً - دولياً يلامس درجة الصراع ولكن ليس على قاعدة «مَن يدعم بقاء الأسد ومَن يؤيّد تنحيه» بل على قاعدة «مَن سيخلفه»، متوقفاً عند كلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قبل ايام حين سألت «هل نؤيد «القاعدة» في سورية؟»، ومعتبراً ان هذه الاشارة تشكّل مؤشراً قوياً الى طبيعة «الكباش» الدائر حالياً على تخوم الملف السوري.
واذ يعتبر رداً على سؤال لـ «الراي» ان سرعة التطوّرات الميدانية والديبلوماسية المتصلة بالوضع في سورية «تسريعاً او إبطاءً» ترتبط بالاتفاق على «البديل من الأسد»، يتوقّف عند خلفيات الموقف الروسي التي تتداخل على الشكل الآتي:
* «ردّ الصاع» للاميركيين والاوروبيين نتيجة ما آل اليه الوضع في ليبيا بعد قرار مجلس الامن (1973) حيث يعتبر الروس انه تم تجاوُزهم وترْكهم على «قارعة الطريق».
* الانتخابات الرئاسية حيث يرغب فلاديمير بوتين في شدّ عصَب الناخبين بوسائل عدة، بينها الظهور بمظهر مَن يواجه الولايات المتحدة ويحمي مصالح موسكو.
* الموقف «الايديولوجي» للروس الذي يعتبر ان مجلس الامن يجب ألا يتدخل في ايّ صراع على السلطة داخل الدول، وربما مردّ ذلك لخشية من تمدُّد «عدوى» الثورات اليهم.
* مجموعة المصالح التي تربط روسيا بالنظام السوري الحالي.
واذ يلفت جعجع الى انه يفضّل ان يتم بتّ الملف السوري ضمن تفاهم اميركي - روسي، يتدارك «لكن ليس بالضرورة ان يحصل ذلك»، ومعتبراً انه «عندما تدقّ الساعة في سورية، تتحرّك مجموعة أصدقاء سورية لوحدها».
وحين يُسأل عن امكان إقامة منطقة عازلة ومدى حيوية مثل هذا الأمر، يشير الى انه اذا «زمطت» حمص التي يبلغ تعداد سكانها نحو مليون نسمة «فهذه ستكون في ذاتها المنطقة العازلة».
ومن بدهيات «الجلسة» مع رئيس حزب «القوات» سؤاله عن ارتدادات الوضع السوري على لبنان. وعندما تسأله «الراي» عن كيفية مقاربة 14 آذار مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد ولا سيما سلاح «حزب الله» يقول: «لا حل مع (حزب الله) الا بإطار صراع سياسي، ونحن مع حوار جدي في وقته لا يكون بتضييع جوهر البحث اي السلاح وإمرته ضمن ثوابتنا لجهة التمسك بحصرية السلاح بيد الشرعية وان يكون القرار الاستراتيجي بيد الدولة».
واذ يلفت الى ان «ما كُتب قد كُتب» في موضوع سلاح (حزب الله)، يعتبر ان هذا السلاح «مرتبط بتوازن القوى على مستوى المنطقة ككل، وأيّ تغيير في هذا التوازن ينعكس تلقائياً على وضعية هذا السلاح»، يؤكد ان «التهويل» بامكانات «الخرْبطة» الامنية في لبنان ربطاً بتطورات الوضع السوري لا يفيد، ورافضاً في شكل كلي ايّ كلام عن «مقايضة او مبادلة السلاح بمكتسبات دستورية او تعديلات على اتفاق الطائف، فهذا امر غير مقبول ويشكّل دعوة لمجموعات اخرى كي تتسلّح لتحقق مكاسب في السلطة او النظام».
ورداً على سؤال آخر، يؤكد ان «قرار» إسقاط الحكومة الحالية وأشكاله تتخذه 14 آذار «في التوقيت المناسب»، لافتاً الى انه يكفي لإسقاطها «رفع الغطاء عنها»، من دون ان يغفل بعد ذلك اهمية «سحب بعض النواب» الى فريق المعارضة «وهذا لا يبدو صعباً».
ولا يمكن ان يمرّ الحوار مع جعجع دون ان يتوقّف عند الملف النووي الايراني وآفاقه وارتفاع احتمالات توجيه اسرائيل ضربة لايران بعدما باتت تعتبر ان هذا الملف صار يشكل «تهديداً وجودياً لكيانها».
وفي حين يرى ان مجرّد الكلام الايراني عن «اجتثاث اسرائيل» يوازي «القنبلة النووية»، يلفت الى ان الولايات المتحدة لا تؤيد، اقله في المرحلة الراهنة، عملاً عسكرياً اسرائيلياً ضد ايران، رافضاً في الوقت نفسه ربْط هذا الامر بانتظار اميركي لامكان انتقال عدوى الثورات العربية الى طهران «فالقنبلة الذرية مشروع ايراني منذ ايام الشاه وليس اسلامياً».
ويوضح ان الصِدام الايراني - الاسرائيلي «في وقت من الاوقات» تحتّمه نقطة محورية ترتكز عليها الثورة الاسلامية في ايران وتتمثل في «ان الفرس يبحثون عن كيفية اعادة السلطة الى اهل البيت في العالم الاسلامي، واسترداد الخلافة من اهل السنّة من بوابة فلسطين، وهم لاجل ذلك يعتمدون حتى في إعلامهم، وهذا يتجلى ايضاً في قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله»، على إظهار القادة العرب السنّة على انهم خونة وتخلوا عن القضية وباعوا فلسطين، وان الثورة الاسلامية في ايران هي التي تستردّ حق الامة، اي ان استراتيجية الجمهورية الاسلامية تقوم على استرداد الساحة الاسلامية الاكبر».