تأجيل مرتقب غداً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية وترجيح تمثيل لبنان بـ «مقعد شاغر» في قمة سورية


| بيروت - «الراي» | يُعلن في بيروت غداً عن تأجيل الجلسة الـ 17، المقررة يوم الثلاثاء لانتخاب رئيس للجمهورية الى موعد لاحق، سيحدد على الارجح بعد القمة العربية في سورية في 29 و30 الشهر الجاري، بعدما اخفقت الضغوط العربية والدولية على دمشق لتسهيل انتخاب رئيس للبنان قبل القمة، وهو الامر الذي سيرخي بظلاله الثقيلة على القمة ورئاستها السورية.
وتتجه الانظار، بعد سقوط ما يمكن وصفه بـ «الفرصة الاخيرة» لانتخاب الرئيس، اقله في الامد المنظور، الى قرار الحكومة، المرتقب صدوره بعد غد الثلاثاء، حول موقفها من المشاركة في قمة سورية او مقاطعتها، وسط ميل بارز لدى قوى الاكثرية الداعمة للحكومة، الى مقاطعة لبنان، كـ «رسالة قاسية» لسورية وللقمة من خلال ابقاء المقعد اللبناني شاغراً.
واذا كان من السابق لأوانه الحديث عن موقف نهائي للحكومة في هذا الشأن، فان تقويماً دقيقاً يجري في بيروت وعبر اتصالات مع عواصم عربية مؤثرة لايجابيات وسلبيات المشاركة والمقاطعة، لـ «يبنى على الشيء مقتضاه» في واحد من اخطر الجلسات للحكومة بعد غد الثلاثاء.
وقال قيادي من قوى الاكثرية لـ «الراي» ان من شأن ابقاء مقعد لبنان شاغراً في قمة دمشق تحميل الرئيس السوري بشار الاسد، وفي شكل مباشر، مسؤولية غياب لبنان، كتطور بالغ الخطورة، يفهمه العرب تماماً ويضعهم تالياً امام مسؤولياتهم حيال استمرار النظام السوري في تعطيل الحياة الدستورية والسياسية في لبنان وتطويل امد ازمته وفتحها على اخطار فعلية.
غير ان اللافت في بيروت هو انتقال الحديث الى مرحلة ما بعد القمة حتى قبل انعقادها، مما عكس اقتناعاً بأنها لن تفضي الا الى «تأكيد المؤكد»، اي الى فتح ابواب الازمة في لبنان على فصل جديد من المواجهة السياسية العاصفة وما قد ينجم عنها من توترات غالباً ما تنعكس على «الشارع» الشديد الحساسية نظراً للاصطفافات السياسية والطائفية والمذهبية الحادة.
وربما ستكون المرحلة المقبلة اكثر وضوحاً في «ضبابيتها» مع اطلالتين على جانب من الاهمية واحدة اليوم لرئيس البرلمان نبيه بري الذي يتحدث عبر احدى الشاشات المحلية، وثانية للأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله المتوقعة في مهرجان يقام غداً في الضاحية الجنوبية لبيروت في
ذكرى مرور اربعين يوماً على اغتيال القائد العسكري في الحزب عماد مغنية في سورية.
وعشية اطلالة الرئيس بري ذكرت «وكالة الانباء المركزية» في بيروت ان مصادر نيابية مطلعة ابلغت اليها ان رئيس البرلمان يضع اللمسات الاخيرة على ما أسمته المصادر مشروع سياسي كبير ينطلق من المبادرة العربية كأساس والمسعى الفرنسي كذلك، ويرتكز على ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية اولا، وهو العماد سليمان كما تنص المبادرة، والانتقال الى حكومة وحدة وطنية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب من دون تعطيل من هذا الطرف او استئثار من ذاك الطرف على ان يكون رئيس الجمهورية وتحديدا اذا كان قائد الجيش الضامن والوازن في داخل المجلس الوزراء الذي سيدرس عددا من الملفات الدقيقة والحساسة.
وقالت المصادر ان الرئيس بري قد يقوم بجولة عربية تشمل سورية والاردن ومصر والسعودية وقطر والامارات واليمن اذا دعت الحاجة الى مثل هذه الجولة وهو سينسق مواضيع مبادرته وجولته مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي قد يزور بيروت بعد القمة من أجل التأكيد على استمرار المبادرة العربية بغض النظر عن الموقف من القمة.
وقد حدد نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم «خريطة الطريق» التي تراها المعارضة مدخلاً للخروج من المأزق، لافتاً الى حلّ من نقاط ثلاث، هي «انتخاب رئيس توافقي للجمهورية، تشكيل حكومة وحدة وطنية إما بضمانة دستورية وإما بضمانة سياسية تؤدي الا يتفرد فريق في لبنان من الموالاة أو المعارضة بالمسائل الأساسية التي تحدث عنها اتفاق الطائف، وصوغ قانون انتخابات لا يفصل على قياس أفراد ولا يكون هجينا يختلف من منطقة إلى أخرى بحسب طبيعة القوى الموجودة ولا يكرس فيديرالية الطوائف والمذاهب بل يساوي بين الجميع ولينجح من ينجح ويفشل من يفشل».
وقال قاسم: «إذا انطلقنا من هذه السلة الثلاثية يمكن أن نجد طريق الحل ويمكن أن نعيد لبنان إلى سكة المعالجة لأن ردودكم كانت دائما سلبية ولن تقدموا اقتراحا. أنتم تريدون انتخاب الرئيس فقط، لماذا؟ كي تأخذوا مجلس النواب والحكومة ورئاسة الجمهورية وتصنعوا ما تشاؤون من دون رعاية القوى الأخرى الموجودة في الساحة، وهذا لن يكون لكم».
وكرر وصف فريق الأكثرية بانهم «أدوات اميركية» ، وقال: «الخلاف الذي حصل بينهم حول حضور القمة العربية أو عدم حضورها سببه الأساسي أن التعليمة الأميركية هذه المرة تأخرت في توجيههم»، مضيفاً: «خير لسورية الا يحضر هؤلاء قمتهم فهذا أفضل لمقامهم واجتماعهم».
واتهم «بعض الدول العربية» بانها «تبحث عن موطئ قدم في لبنان وهي تساهم في تعطيل الحل وهي تبحث عن دور لها وإن شاء الله يأتي يوم من الأيام ونذكرها بالإسم ولكن نكتفي اليوم بهذا المقدار».
واكد «ان لدينا إثباتات يقينية مئة في المئة لا يعتريها الشك بأن إسرائيل هي رأس عملية اغتيال القائد عماد مغنية فبالتالي لسنا بحاجة لا لتوظيف هذا الاغتيال سياسيا ولا للإدعاء على أحد من الأدوات التي لا قيمة لها ولا فعالية لها»، وقال: «على هذا الأساس إعلموا إن إسرائيل هي المسؤولة وعليها أن تتحمل مسؤوليتها بالكامل. هذا رأينا وموقفنا، ونسأل لمصلحة مَن صرف الأنظار عن إسرائيل وتوجيه الأنظار إلى مقام آخر؟».
في المقابل ، أكد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان اوغاسبيان ان النقاش مستمر بين قوى «14 مارس» بشأن تعيين وزير بديل عن الوزير الراحل بيار الجميل فيما موضوع تعيين بدلاء عن الوزراء المستقيلين لم يبحث بعد. واستبعد البت بتوسيع الحكومة قبل القمة العربية او الانتخاب بالنصف
زائد واحد «رغم دستورية هذا الخيار».
وأكد اوغاسبيان «ان التوجه العام لدى الحكومة هو بمقاطعة القمة العربية»، لافتاً الى «ان تمثيل لبنان بمستوى ضعيف كان مطروحاً قبل معرفة برنامج القمة، حيث ستبث اعلامياً 3 كلمات في جلسة الافتتاح على ان تكون باقي الجلسات جلسات عمل».
وأكد النائب عمار حوري (من كتلة النائب سعد الحريري) «أن ترميم الحكومة لن يطرح قبل استنفاد كل فرص انتخاب رئيس للجمهورية»،
مشيرا إلى «ان الاكثرية لن تسير في هذه الخطوة دون مباركة البطريرك الماروني نصرالله صفير».
واستغرب حوري في حديث إلى موقع «elnashra.com» اعتبار البعض ان الحديث عن إقفال البرلمان مشكلة، مشددا على «ان المشكلة هي في إقفال مجلس النواب وحين يستأثر رئيس البرلمان بصلاحيات هيئة المكتب والهيئة العامة أي بكل مجلس النواب».
ولفت إلى أنه يعارض «على المستوى الشخصي» مشاركة لبنان في القمة العربية .
وكشف النائب اسامة سعد (من المعارضة) عن «توجه لدى المعارضة لإرسال ممثل عنها الى القمة العربية في دمشق او ارسال مذكرة».
السيد الأمين: ترميم الحكومة متأخّر
وانتخاب رئيس الجمهورية يغني عنه
| بيروت - «الراي» |
رأى مفتي صور السيد علي الأمين (شيعي مناهض لـ «حزب الله» وحركة «أمل) «ان خطوة ترميم الحكومة جاءت متأخرة وكان يجب ان تحصل عندما قدّم وزراء «أمل» و«حزب الله» استقالاتهم»، لافتاً إلى «أن الخطوة الانقلابية تتمثل في تصرفات المعارضة».
وسأل المفتي الأمين في حديث الى إذاعة «لبنان الحر»: «كيف يكون الوزير في يوم مستقيلاً وفي يوم آخر يمارس
دوره؟»، معتبراً هذا الأمر «لوناً من ألوان الشغب واللعب بالقوانين من مرجعيات ينبغي أن تكون قدوة للشعب في التزام القوانين».
وأشار إلى أنه «اذا كانت فعلا أبواب البرلمان مفتوحة فلماذا لا يجتمع النواب»، وقال: «وكأن البعض
يريدنا أن نصدّق أن هناك مجلس نواب مفتوحاً ولكن النواب فيه لا يجتمعون، فيما نسمع حججاً وأعذاراً واهية لعدم فتح البرلمان».
أضاف: «لا شك في ان أيامنا اليوم وغداً غير طبيعية لأننا بلا رئيس جمهورية، وهذه الحالة تفتح المجال أمام اختلالات عديدة في مختلف المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية».
وأعرب عن تمنيه الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يغني عن اعتماد فكرة الترميم، موضحاً «ان الترميم اذا حصل يكون بعد الدعوة الجدية والصادقة لعودة الوزراء المستقيلين».
وعن مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشق، قال الأمين: «لبنان سيكون أكثر الحاضرين رغم غيابه».