غليون يطالب مجلس الأمن بـ «تبني» تطبيق المبادرة العربية

تظاهرة حاشدة في حمص في استقبال المراقبين والجيش استبق وصولهم بسحب دباباته من بابا عمرو

تصغير
تكبير
دمشق، باريس - وكالات - تجمع عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين للنظام في مدينة حمص المضطربة، امس، فور دخول وفد مراقبي الجامعة العربية حي بابا عمرو في المدينة، بعد ان عمدت القوات السورية قبل وصوله الى سحب دباباتها من الحي الذي تعرض لقصف متواصل في اليوم السابق اسفر، وفق ناشطين، عن 60 قتيلا.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان 70 الف شخص على الاقل تجمعوا في حي الخالدية، وهو واحد من اربعة احياء في المدينة شهدت قتالا ضاريا بين الجيش ومنشقين عنه استخدمت فيها القوات الحكومية الدبابات.

وبثت القنوات الفضائية صورا مباشرة من حي الخالدية للحشود التي لوحت بعلم الاستقلال السوري وهتفت ضد النظام.

وفي المقابل، ذكرت قناة «الدنيا» التلفزيونية السورية الموالية للحكومة ان المراقبين اجتمعوا فور وصولهم مع محافظ حمص غسان عبد العال، ثم بدأوا جولة في احياء المدينة، حيث «اطلعوا على الاضرار التي خلفها الارهابيون في حي باب السباع والتقوا احد الذين تم خطفهم في الحي وعائلات الشهداء».

وقالت القناة ان «حشودا تجمعت في باب السباع لحظة وصول وفد المراقبين العرب للتأكيد على الوقوف في وجه المؤامرة التي تتعرض لها سورية».

واشارت الى توجه المراقبين بعد حمص الى حماة وادلب ايضا، من دون تحديد اي موعد.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد ًالرحمن ان 11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو، مضيفا ان هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس المجاور لبابا عمرو، وموضحا ان آخر مرة سمع اطلاق رصاص الثامنة الا ربعا صباحا بالتوقيت المحلي.

وكان رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الفريق محمد احمد مصطفى الدابي قد قال فجر امس «انني في طريقي الى حمص وحتى الان (السلطات السورية) تتعاون» مع بعثة المراقبين.

ووصل خمسون مراقبا عربيا مساء الاثنين لمراقبة الوضع على الارض في سورية حيث تقول الامم المتحدة ان اكثر من خمسة آلاف شخص قتلوا في قمع الحركة الاحتجاجية ضد النظام منذ منتصف مارس.

واكد المرصد ان السلطات السورية «تغير في بعض مناطق جبل الزاوية اسماء شاخصات القرى ليضللوا لجان المراقبين العرب»، داعيا لجان المراقبين الى «الاتصال بنشطاء حقوق الانسان والثوار».

وفي القاهرة، أعلنت غرفة العمليات الخاصة بلجنة المراقبين العرب المكلفة بمتابعة تطورات الأوضاع في سورية، أن اللجنة بدأت عملها في حمص.

وقال مسؤول في غرفة العمليات لـ «الراي» انه من المقرر أن يرأس أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي اجتماعا لمسؤولي غرفة العمليات لتقييم الموقف، مطالبا في الوقت ذاته بأن تراعي وسائل الإعلام حساسية الموقف ودقة عمل اللجنة، بعيدا عن التلوين وبث الأنباء غير الصحيحة.

وقبل وصول المراقبين، شهد حي بابا عمرو واحدا من اكثر ايامه دموية. وقال الناشط عمر الحمصي نقلا عن مصادر طبية لوكالة الأنباء الألمانية «د ب أ» إن محصلة الضحايا بلغت 60 قتيلا و70 جريحا.

ووقع انفجار ضخم في أنبوب غاز شرق بلدة تلبيسة في حمص فجر امس أسفر عن حريق هائل.

واتهم الحمصي الحكومة بتدبير الانفجار، خاصة وأن مروحيات تابعة للجيش السورية شوهدت في سماء المنطقة قبل وقوعه، ورأى أن السلطات السورية نفذت هذا الهجوم لتدعي أن الثورة السورية ليست سلمية.

وطالبت المعارضة السورية مجلس الامن بـ «تبني» تطبيق المبادرة العربية في شأن سورية بهدف انهاء المأساة.

وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس: «من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي امر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها»، معتبرا ان «هذا الامر سيمنح المبادرة مزيدا من القوة».

واضاف غليون ان «الخطة العربية هي خطة جيدة لاحتواء الازمة، ولكني اعتقد ان الجامعة العربية لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيق هذه الخطة».

وحض الجامعة العربية والامم المتحدة على «وضع حد للمأساة» في سورية. وقال ان «بعض المراقبين وصلوا الى حمص» مضيفا ان «هؤلاء اعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا اليها».

وأفادت هيئات الثورة السورية ان 35 مدنيا قتلوا برصاص قوات الأمن في أنحاء سورية أمس.





محمد صالح لـ «الراي» من حمص:

الوضع حرج جدا... وعمليات القتل تتكرر



بيروت - من ريتا فرج:

أكد الناطق باسم لجنة التضامن الوطني في مدينة حمص والناشط الميداني محمد صالح أن المتظاهرين الذين خرجوا في حمص بالتزامن مع وصول المراقبين اليها «ارادوا القول للوفد: أوقِفوا القتل».

ووصف صالح في اتصال اجرته معه «الراي» الوضع في حمص بانه «حرج جداً، وعمليات القتل والخطف تتكرر بشكل يومي».

وقال ان «وفد المراقبين العرب أعطي مدة شهر، وهو خلال أسبوع قادر إذا عمل لساعات طويلة ومنظمة، على دخول كافة المدن والأحياء السورية. ونحن نطالب الوفد بإيقاف القتل ليس من جهة واحدة بل من الجهتين، لأن هناك الكثير من المسلحين الموجودين داخل المناطق المتوترة في سورية ويطلقون الرصاص على الناس بشكل عشوائي».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي