عائشة عبدالمجيد العوضي / في العمق / مميّزات ولكن بالنّفي!

تصغير
تكبير
سمعنا وقرأنا وتناقَلَت الألسن تلك المميزات الإحدى عشرة التي لا تخلو مقابلة ولا يخلو اجتماع أو لقاء للأستاذ صالح الفضالة إلا وذكرها كأنها منّة وتفضّل منه لاخواننا البدون، حتى بتنا نحفظ تلك الإحدى عشرة كأسمائنا!

إن السيد الفضالة الذي يدندن حول تلك المميزات على الدوام ربما يجهل أنها ليست مميزات! إنما هي حقوق طبيعية أصيلة لكل إنسان كامل الحق في التمتع بها، أما لفظ المميزات فهي تعني إضافات وميزات استثنائية يمتاز بها إخواننا البدون عن غيرهم، وكأنهم استوفوا جميع حقوقهم ليتفضل الفضالة عليهم بتلك المميزات!

لكن الأهم هو السؤال، هل فعلاً تُرجِمَت تلك المميزات إلى واقع أم أنه وكما اعتدنا أن تُطلق الألسن وتكتب الأيدي ما يتنافى ويتضارب مع الواقع، فهو لا يصلح إلا للخيال وحسب أما في الحقيقة فنجده بعيدا كل البعد عن التطبيق! يا سادة يا من كُلِّفتم بالقيام على شؤون الإنسان البدون، اعلموا أن الكثير من مصداقيتكم قد فُقِدَت وأن جديّتكم باتت محل شك وريب من الجميع!

يقولون... ان أبواب الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية مشرعة لمن أراد الاستفسار والسؤال! هذه الجملة تكررت مراراً وتكراراً، وذهبنا واجتمعنا وجلسنا وسألنا وتحرّينا ولكن لا جديد ولم نجد سوى سياسة المسكنات أما العلاج فلا بوادر له، لا أخفيك قارئي أنني لطالما ردّدت بيني وبين نفسي باستنكار، من نسأل؟ هل من المنطقي أن نطلب من الجاني أن يشهد على نفسه؟ ومن ثمَّ نصدّق شهادته! بالطبع لا فذلك شيء لا يُعقل!

إن الجهاز المركزي يعمل برقابة ذاتية حُرّة مطلقة ولم نعترض على ذلك في بداية الأمر، أما الآن فباعتقادي أننا في أشد الحاجة إلى أجهزة رقابية منفصلة تقيّم الأداء وتحاسب وتدقق بشفافية ووضوح، هذا إن كانت هناك رغبة جادة صادقة لحل القضية.

وفي النهاية لا يسعني إلا أن أرجع حيث بدأت! لأثبت تلك المميزات ولكن بالنّفي! - وإن كانت هناك قلّة قليلة قد أخذت بعض حقوقها - فباختصار أضِف لا قبل كل ميزة لتتعرّف بدقة على الواقع، فلا تعليم ولا علاج ولا عمل ولا ثبوتيات ولا وثائق ولا جواز سفر ولا رخصة قيادة!



عائشة عبدالمجيد العوضي

A.alawadhi-85@hotmail.com

Twitter: @3ysha_85
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي