صالح حمد العنزي / الحرس القديم في الصحة


احد رواد الديوانية شخصية جدلية وفضولية، ويتدخل في اي شيء أو موضوع ويسيطر على النقاش دائما وله طريقته الخاصة في ذلك، عندما يكون الطرف الآخر لا يحمل شهادة الثانوية العامة تكون ردة فعله عليه: «ما عندك ثانوية وتناقشني!» واذا كان الموضوع حول الانتخابات والطرف الآخر عسكريا رده يكون: «انت ما تصوت وتناقشني!».
ما احوجنا في وزارة الصحة لهذا الرجل وآرائه فهو يضع النقاط على الحروف، ذلك انه بودنا ان نقول للكثير من الاطباء في المناصب الادارية: ما عندك شهادة في الادارة وتناقش! وان نقول للاطباء في لجان التوعية الصحية واقسام الاعلام ما عندك شهادة في الاعلام وتناقش!
لست متحاملا على الاطباء فالطبيب في عيادته لا احد يستطيع ان يناقشه فهو المتخصص وهذا مكانه الطبيعي، ولكنه عندما يخرج من عيادته فإنه يكون عرضة للاخطاء والنقاش مع اصحاب التخصص.
يجب ان نعترف بأننا اليوم نحتاج إلى التخصص، وقديما قالوا «اعطوا الخباز خبزه ولو اكل نصفه»، فأنت لا تستطيع ان تتخيل لاعب كرة قدم يلعب تنس ارضي، الاطباء هم العنصر الاساسي والمهم في وزارة الصحة وكل من يعمل في وزارة الصحة فهو موجود لمساعدتهم في تأدية مهمتهم الانسانية، لكن عندما يخرج الطبيب من العيادة فإنه يصبح من العوامل المساعدة لزملائه السابقين وعليه ان يتقبل انه قد لا ينجح في عمله خارج الطبابة، وسوف نروي قصة حدثت في وحدة الرعاية الصحية الأولية في احدى المناطق الصحية تثبت ما نقول، رئيس الوحدة وهو طبيب قد وافق على نقل أمين مركز من مركزه إلى مركز موجود فقط على الورق، اذ انه لم يتم العمل بهذا المركز، وبعد بضعة شهور وافق ايضا رئيس الرعاية على تبادل امين المركز المذكور اعلاه مع امين مركز آخر! يبدو انه قد اخذ هذه الافكار من وزارة الاسكان فقد تمت عملية تبادل بين صاحب بيت وطلب تخصيص وبين اصحاب البيوت فيما بينهم، الحرس القديم في وزارة الصحة مازال يعيش على افكار ان الوزارة وزارتنا، كل مناصبها الاشرافية هي لنا حتى وصل هذا إلى المناصب الاعلامية، وقد يصل الامر إلى المناصب القانونية والمالية التي مازالت صامدة.
يا اخوان عليكم تقبل، مبدئيا على الاقل، ان الطبيب في مواقع المسؤولية قد يصيب ويخطئ فهو يحمل شهادة ثانوية عامة فقط!
صالح حمد العنزي