سمو الأمير بعد قبوله مشكورا استقالة الحكومة السابقة، وحله لمجلس الأمة، نزع فتيل الأزمة، وألقى الكرة، إن صح التعبير، في ملعب الشعب والناخبين، وجعلهم الحكم بين الحكومة والنواب.
فالناس تذمرت من الأداء السيئ للحكومة السابقة، ومن تمزيقها لوحدة المجتمع، ومن تعطيلها لمشاريع التنمية، واستخدم النواب في محاسبتها جميع الأدوات المسموح بها، ومنها الاستجوابات، وكانت تنجو منها لا بسلامة موقفها وإنما لوقوف بعض النواب ممن قدموا مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة معها.
اليوم، وبعد حل المجلس جاء دور الناخب ليحاسب النائب، وأتمنى أن يتذكر الناخب من وقفوا مع الحكومة في الحق والباطل على السواء.
أتمنى أن يتذكر الناخب من وقفوا مع الحكومة وأنقذوها من السقوط في استجواب إهانة الناس والنواب بعد أحداث ديوانية الحربش، وأن يدرك أن النائب الذي وقف مع الحكومة في هذا الاستجواب هو أول من أهان الناس وشجع على ضرب زملائه النواب.
أتمنى الا ينسى الناخب من وقفوا مع وزير الإعلام في استجواب الإعلام الفاسد، هذا الإعلام الذين مزق نسيج المجتمع وطعن في ولاء أبناء القبائل، وبث الفرقة بين الأسرة الواحدة، ثم يأتي هؤلاء النواب السابقون ليطلبوا الدعم من قبائلهم، أقول ألستم من ساهم في شتمها؟
أتمنى أن نتذكر من ساهموا في إفشال استجواب السعدون والعنجري لرئيس الوزراء السابق في ما يتعلق بموضوع الإيداعات المليونية، والتي كان لها الأثر الكبير في إثارة الناس وخروجهم إلى ساحة الإرادة.
أتمنى الا ينسى الناخب من كانوا في سفينة الحكومة، فلما خرج منها أحد الشيوخ ورأوا أنها تتجه نحو الغرق، قفزوا منها وركبوا قارب نجاة المعارضة، معتقدين أنهم بذلك سينقذون ما يمكن إنقاذه من سمعتهم التي لطخوها بالوقوف مع الحكومة في خيرها وشرها، وأخص منهم نائبين أحدهما في الدائرة الثانية والآخر في الرابعة، ولكن بإذن الله أن الناس لن تنسى.
الشاهين وصالح غنام
استمتعت بالطلة البهية التي خرج فيها المحامي أسامة الشاهين مرشح الدائرة الأولى في برنامج «المشهد السياسي» على قناة «الوطن» مع صالح غنام، حول مستجدات الساحة السياسية، وربما يؤيدني الكثيرون أن الشاهين كان موفقا في طرحه وردوده، فقد كان لا يتحدث إلا بالدليل والبرهان، ويحترم الطرف الآخر ويناديه بلقبه، هدوء وعقلانية وقوة حجة، مما جعلته يكسب الجولة ويحرج خصمه الذين ظهر أنه لا يملك سوى قذف التهم دون دليل أو بينة، بل ووقع بالتناقض، فمرة يزعم أن «الإخوان» يتعاونون مع وزيرة الخارجية الاميركية وإيران، ومرة يزعم أن الحركة الدستورية تعجبه لأنهم يعملون في العلن وليس عندهم ما يخفونه، على كل حال هي بداية موفقة للشاهين وإن شاء يكون فاله المجلس، وأعتقد أن «حدس» استفادت من تجاربها السابقة وأخذت في التأني عند اختيار من يمثلها، ولا أدل على ذلك من اختيار المحامي أسامة الشاهين ليكون أحد مرشحيها.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com