د. وائل الحساوي / نسمات / صوتك سيصل رضيت أم أبيت

تصغير
تكبير
صرخت بأعلى صوتها: «توبة هالمرة، فيكفي ما انخدعت به سابقا وصدقت بأن ممارستي لحق الانتخاب هو مسؤولية وطنية أمارسها وأخدم بها وطني، فقط تبين لي بأنهم جميعا من طينة واحدة، فكلهم كذابون مخادعون لا يهمهم إلا مصالحهم ولا يختلف المعارضون منهم عن الحكوميين، لو أعطوني ملء الأرض وعودا فلن أنتخب أحدا هذه المرة وكنت أتمنى لو كان الحل غير دستوري لنرتاح من شر المجلس».

لقد أصبحت هذه العبارة هي لسان حال الكثير من الناخبين وهو ما يمثل ردة الفعل الحقيقية لفيلم الرعب الذي عشناه على مدى عامين، وكلما أسدل الستار على فصل من فصول الرعب وتنفس الناس الصعداء جاء الفصل الذي يليه بما هو أسوأ منه حتى خرج الجميع من المسرح وهم مصدومون مرعوبون!!

ولست ألوم الناخبين على ردة فعلهم هذه فقد انكشف أمامهم حقيقة كثير مَنْ وثقوا فيهم وسمعوا منهم الوعود الكثيرة ثم شاهدوا كيف كانت الكويت تتلقى سهامهم المسمومة وتنزف دماً في كل ساعة، بينما كان القوم يضحكون ويتسامرون ويخزّنون الأموال التي سلبوها من هذا الشعب المسكين ظلما وعلوا، وعندما انكشف بعض المستور ما كان من الحرامية إلا ان صاحوا على الملأ: «امسكو الحرامي» لكي يغطي كل منهم على نفسه، ويكفي ان تتهم غيرك بأنه من القبيضة حتى تجد اسمه قد دخل في قائمة «غينيس الكويتية» لأسماء المرتشين!!

أود فقط ان أذكر الناخبين بأن هذه العبارة التي يرددونها الآن قد تكررت في انتخابات عام 2009 حيث كان الإحباط من مجلس 2008 هو سيد الموقف وبالفعل فقد عزف الكثيرون عن التصويت بل بلغت نسبة المشاركة في التصويت 45 في المئة في كثير من الدوائر، فماذا كانت النتيجة؟ لقد جاءنا مجلس 2009 الذي جعلنا نترحم على جميع المجالس السابقة ونتمنى عودتها بحلوها ومرّها، ولكن هل تعلمون ما هو السر؟ انه بسبب عزوف الناخبين المخلصين والذين ليس لديهم أجندات محددة ولا مصالح آنية وتركهم المجال لأصحاب المصالح والأهواء والمرتشين والمسيّرين بالريموت كنترول ليتسابقوا على صناديق الاقتراع لتوصيل مرشحيهم.

إذا كنت أخي الناخب تعتقد بأنك صادق مع نفسك بالعزوف عن الانتخاب فإنك واهم، بل إن كثيرا من المرشحين الفاسدين مستعدون لدفع مئات الدنانير لك لكي لا تدلي بصوتك في الانتخابات، فدعونا نحوّل غضبنا وإحباطنا الى غضبة عارمة تطارد المفسدين لتطردهم وتمنع فوزهم، ودعونا نلاحق المفسدين في كل مكان لنفضحهم ونكشف زيفهم.



ناخبة غبية

تقول إحدى الناخبات المصريات: «ما أجمل عهد مبارك حيث كانت أصواتنا تصل الى الصناديق ونحن جالسون في بيوتنا، أما اليوم فنحن نقف ساعات طويلة في الطابور لكي ننتخب!!».

هؤلاء الذين يقولون: لن ننتخب أحدا لا يقلون غباء عن تلك المرأة فهم يوصلون المرتشين والمفسدين الى قيادة البلاد دون ان يشعروا بذلك.





د. وائل الحساوي

wael_al_hasawi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي