يا حضرات المستشارين... إن هذه الصورة التي ترونها واضحة للعيان هي للمتحف البريطاني!
ونحن أيضا لدينا متحف، وهو «المتحف العلمي» المقبور في المرقاب، والذي يحتوي على أسد أعور أصلع، و«بطريق» محنط ميت من الحر، وعظام حوت مسكين أضاع طريقه، فسلخنا جلده، ووضعناه في صدر المتحف ليكون عبرة لمن يعتبر!
نرجع للمتحف البريطاني الذي لا علاقة له ببريطانيا، ولكن «هل كيف»؟ سنجيب من خلال سرد محتويات المتحف.
جزء كبير منه خاص بالآثار المصرية، ويحتل «حجر الرشيد» أهم قطعة أثرية فرعونية على الإطلاق مدخل المتحف، وتتناثر هنا وهناك بقايا أثار وتماثيل، ومومياءات لبعض الفراعنة، الذين استعدوا بكافة أدواتهم للآخرة، وإذا بهم يجدون أنفسهم في المتحف!
تنتهي من الآثار المصرية، لتجد نفسك أمام الأسود المجنحة لحضارات الرافدين، حيث طارت من العراق لتقف حارسة لأبواب المتحف، وتشاهد جدران كاملة تم شحنها الى المتحف تحكي انتصارات ملوك آشور وبابل، طبعا انتصارات حقيقية، وليس كلام «جرايد» وإذاعات!
تبتعد عن العراق و«تلف يمينا»، وتواجه بآثار الفرس القدماء، قبل بنائهم المفاعل النووي!
بعدها «تلف يسارا» تجد نفسك أمام تماثيل هندية راقصة...هندية لازم راقصة!
تدخل إلى باب جانبي تجد آواني وصحونا صينية رائعة، كالموجودة في«جيشنمال»!
تصعد السلم، وتجد أمامك شواهد لقبور إسلامية، وجدران مساجد، وسيوفا كالتي نستعملها حاليا للرقص!
الرومان واليونان آثارهم أيضا لا تعد ولا تحصى، ويستقبلك تمثال «فيونس» إله الجمال، ولا اعلم إن كان تمثالها قبل أم بعد عملية التجميل!
وفي النهاية هناك قسم صغير فيها «صخرتان» و«عصايتان» و«عظمتان» و«جدر» وهي تمثل تاريخ بريطانيا!
يا سادة يا كرام مع كل هذه الآثار التي «نهبت»من كل حضارات العالم، بواسطة جنود بريطانيا العظمى، بزعم الحفاظ عليها، لتوضع في هذا المكان... لم اشعر انني في متحف، بل في مغارة لصوص!
Mr.جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com