يوم بكت فيه منطقة القادسية

تصغير
تكبير
| بقلم عادل عبدالعزيز * |

من الناس رجال نجحوا في كل ما اسند إليهم، يتوقون إلى النصر لينالوه بسواعدهم ويصدروه لغيرهم، اما بالقيادة والاشراف، او باجادة تنفيذ ما أوكل لهم من مهام واختصاصات، أو حتى لانهم يتمتعون بحظ وافر.

منذ منتصف السبعينات وانت يا محمد السدرة تشرف على اللاعبين عندما كان مقر النادي العربي في مركز شباب منطقة القادسية.

ولا انسى شخصيا عند انتقالي وانضمامي للعب في صفوف النادي العربي، الذي كان المرحوم باذنه تعالى محمد يشرف على الفريق الأول فيه مع زميله شملان الشملان، وقد كانت تلك الفترة بالفعل العصر الذهبي للأخضر، واذكر في العام 1980، وكان حينها يدربنا السيد (ديفيد مكاي)، وقبل افتتاح الدوري لم تسمح ظروفي انذاك بحضور المباراة التجريبية، وفي يوم الافتتاح الرسمي اذا بالمدرب (مكاي) يعلن التشكيلة النهائية للفريق، حيث وقتها رشحني للمرة الاولى ككابتن للنادي العربي، وبعد ذلك تدخلت انت وزميلك الشملان، لتقولا لمدربنا «سالفة عادل يلعب ألا هذا من اختصاصك، اما اشارة الكابتن فهي من اختصاصنا... وعقابا لعادل فلن يتسلم اشارة الكابتن لمباراة واحدة، ليكون عبرة لغيرة... وملتزما بالتدريب»، وهذا ان دل على شيء، يعني حبك الشديد للنادي العربي، واخلاصك دون الخلط بين معايير العمل وحسابات الاخوة والصداقة.

كما اشهد لك في انتخابات النادي عام 1986، لما كنت معك في القائمة نفسها التي افتخر ان يكون رئيسها اخونا العزيز سيد احمد عبدالصمد- ميزان وقائد ومعلم النادي العربي... اطال الله في عمره ومنَّ عليه بالصحة والعافية ان شاء الله، فقد كان لك يا محمد الدور الكبير فيما حققناه من نتائج وانجازات، وكنت الشعلة التي لا تنطفئ امام ملعبنا ولاعبينا.

ولا يفوتني اخر لقاء جمعني بك، واسترجعنا يومها حديث الذكريات الجميلة، حينما ذهبنا للاطمئنان على صحة اخينا سيد احمد عبدالصمد- بو يوسف، واذكر كان معنا كل من الاخوة الافاضل السيد عبدالعزيز العميري والدكتور خليفة بهبهاني.

أخي محمد:

كنت مثالا للقيادة الحقيقية، والشخصية الكريمة المحبوبة التي تتمنى الخير وتساعد الجميع، من النادي العربي إلى مجلس ادارة جمعية القادسية، إلى أن اصبحت مديرا لجمعية منطقتنا.

وانه ليحزنني يا ابو عيسى ان اذكر في هذه المرثية بدايات رجل قائد، بعد ان عرفت ان الله عز وجل شاء كتابه نهاية بطلها يوم امس الاول الموافق الرابع من ديسمبر 2011 فياليت انني قد كتبتها دون ان اجمالك في حياتك.

وقبل وداعك، اود ان احمّل روحك الذكية سلاما إلى من سبقك من أحباب النادي العربي، واقصد المرحوم (يوسفنا)، الذي فقدته القلعة الخضراء في نوفمبر من العام الماضي، والرحمة موصولة ايضا إلى كافة احياء وأموات المسلمين باذنه تعالى.

ولا يشتد الحزن على المرء، الا اذا كان مصحوبا بفراق اقرب واعز الناس اليه والى قلبه، فلا رجعة ترجى ممن انتقل إلى مثواه الاخير، ويبقى العزاء الوحيد هو رصيدك من حب الناس ووقوفك إلى جانبهم في السراء والضراء، فالى جنات الخلد يا محمد السدرة ان شاء الله.

وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:

بسم الله الرحمن الرحيم

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي). صدق الله العظيم





* لاعب وكابتن وعضو مجلس ادارة النادي العربي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي