نائب يتحدث عن توقف مشاريع عملاقة وتفشي البطالة

طهران: بريطانيا ستدفع ثمن تعاطيها اللامناسب مع الشعب الإيراني

تصغير
تكبير
| طهران - من أحمد أمين |

أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، لدى استقباله الديبلوماسيين الايرانيين العاملين في سفارة بلادهم في لندن بعد ان اتخذت الخارجية البريطانية قرارا بطردهم من اراضيها «ان بريطانيا ستدفع ثمن تعاطيها اللامناسب مع الشعب الايراني خلال السنوات الاخيرة»، وقال «ان طهران سترد بالمثل على الإجراء البريطاني».

وفي ما يتعلق بقطلع العلاقات الايرانية - البريطانية، اوضح «ان اي قرار في شأن العلاقات مع بريطانيا سيتخذ وفقا لمصالح البلاد».

وتابع: «بناء على مشروع القرار الذي صدق عليه مجلس الشورى الاسلامي، كان على السفير البريطاني ان يغادر إيران، وشعرت عندها الحكومة البريطانيا بالاهانة، ومن اجل ان تغطي على ذلك، اتخذت قرارا عاجلا بطرد الديبلوماسيين الايرانيين من اراضيها».

وعن تقييمه لأداء الاتحاد الأوروبي في الازمة الديبلوماسية بين طهران ولندن، قال مهمانبرست «ان الحكومة البريطانية بذلت قصارى جهدها من اجل ان تعمم نوع علاقاتها مع إيران، على سائر بلدان الاتحاد الاوروبي، وطبعا ابلغنا الدول الاوروبية بضرورة عدم الاخلال بعلاقاتهم مع إيران بسبب القضايا الجانبية التي تثيرها بريطانيا، وما نتوقعه من جميع الدول هو ان تواجه الظلم، لأننا اذا بحثنا في السياسات الاميركية سندرك ان اميركا تريد ان تصوّر إيران بانها عامل لانعدام الأمن».

وعن زيارة الديبلوماسيين الغربيين المعتمدين لدى طهران، لمقر السفارة البريطانية وحديقة قلهك التابعة لها، قال «ان هؤلاء السفراء قاموا بالتنسيق مع الحكومة البريطانية، لزيارة الموقعين، كما انهم ابلغوا وزارة الخارجية الايرانية بالموضوع».

الى ذلك قال القائم بالاعمال في السفارة الايرانية في بريطانيا، بعد وصوله مطار طهران «رغم كل الضغوط، فان جميع موظفي السفارة الايرانية في لندن، غادروا الاراضي البريطانية بعزة بعد توديع رسمي اجرته لهم الحكومة البريطانية». وتجمع عشرات الطلبة الباسيج فجر امس، امام صالة استقبال المسؤولين في مطار مهر آباد بانتظار وصول القائم بالاعمال وسائر موظفي السفارة الايرانية في لندن، مرددين هتاف «الموت لاميركا والموت لبريطانيا والموت لاسرائيل»، مطالبين حكومة بلادهم بتعليق الرحلات الجوية بين إيران وبريطانيا.

وحض آية الله مكارم شيرازي، احد كبار مراجع التقليد والقادة الدينيين في قم، الاوساط الشبابية الى الانضباط والالتزام بالقوانين، مؤكدا في معرض حديثه عن اقتحام السفارة البريطانية من قبل الطلبة الباسيج «ان بعض الخطوات غير القانونية التي يقدم عليه الشباب العاطفيون، تعطي الذرائع للاعداء المغامرين وتكلفنا ضرائب جساما، مثل حادث اقتحام مقر السفارة البريطانية الذي دفع البريطانيين الى اثارة الجدل والسفسطة من اجل التغطية على الهزيمة التي لحقت بهم على يد مجلس الشورى الاسلامي». واضاف «ان هؤلاء على الاكثر يبادرون الى دس افرادهم بين الشباب الانقياء لاستغلال الحادث والحاق الاضرار والقيام بخطوات اخرى، لاجل تنفيذ حملة اعلامية مناهضة لإيران على الصعيد الدولي، وهذا مافعله البريطانيون».

وفند السفير البريطاني لدى طهران دامنيك جيلكات بعد عودته الى بلاده، صحة التصريحات الرسمية الايرانية التي أفادت ان حادث اقتحام السفارة كان «عفويا»، موضحا «ان إيران ليست البلد الذي تخرج فيه مسيرات في شكل عفوي يعقبها اقتحام مبنى سفارة اجنبية، وهذا العمل ما كان لينفذ لولا معرفة وتأييد النظام الحاكم».

ورأى بوجود علاقة بين حادث الاقتحام وقرار البرلمان الإيراني بخفض العلاقات مع بريطانيا، متهما رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس اللجنة البرلمانية لشؤون الامن القومي والسياسة الخارجية علاء الدين بروجردي، بانهما وراء قرار خفض العلاقات، مؤكدا «ان هذين الفردين مريبان ولهما مطامح سياسية».

على صعيد آخر، ورغم تأكيد المسؤولين الرسميين الإيرانيين المتواصل عن عدم تأثير العقوبات الدولية والغربية على اقتصاد بلادهم، فان احاديث المواطنين في وسائط النقل العامة وطوابير المشتريات ومجالس السمر تؤشر الى خلاف ذلك، ويعزو خبراء تنامي المشاعرالعدائية والانفعالات العصبية واتساع الاصابة بالامراض النفسية في اوساط المواطنين، الى سوء الاوضاع المعيشية والتدهور الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة والتضخم.

وفي هذا الاطار، كشف قدرت حسيني نائب اهالي مدينة كجساران في محافظة كهكيلويه وبوير احمد في مجلس الشورى الإسلامي، عن اتساع ظاهرة البطالة في المحافظة، مؤكدا «ان معظم المشاريع العملاقة متوقفة الان، ولم يحصل اي تقدم في انشاء مشاريع كبرى مثل مصنعي البتروكيمياويات في مدينتي دهدشت وكجساران ومصنع الآلات في كجساران وسد جمشير ومصنع اسمنت سيبو وغيرها».

من جانب اخر (وكالات)، حضّ نائب الرئيس الاميركي جو بيدن، تركيا اتباع النهج الغربي لكبح التطلعات النووية الايرانية وفرض العقوبات على طهران.

ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن بيدن: «نواصل دعم التوصل الى حل ديبلوماسي لمخاوفنا ازاء ايران. غير اننا نعتقد ايضا ان ممارسة الضغط على القيادة الايرانية امر ضروري لضمان التوصل الى تسوية عبر التفاوض، ولهذا نشجع شركاءنا، ومنهم تركيا، على اتخاذ خطوات لفرض عقوبات جديدة على ايران، كما فعلنا ونفعل».

والتقى بيدن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس، وبحثا المخاوف المتزايدة للغرب ازاء ايران.

الى ذلك، افاد مصدر ديبلوماسي فرنسي، أمس، أن بلاده قررت خفض عدد موظفي سفارتها في طهران «موقتا كاجراء احتياطي».

وتابع المصدر ان هذا الاجراء يشمل قسما من الموظفين الديبلوماسيين وكذلك عائلات كل الموظفين الرسميين الفرنسيين العاملين في طهران الذين سيطلب منهم مغادرة ايران في الايام المقبلة مؤكدا انه لا يشمل في المقابل افراد الجالية الفرنسية.

ولم تصدر اي تعليمات خاصة بمغادرة طهران لنحو 700 فرنسي يقيمون في ايران.

واشار المصدر الديبلوماسي الفرنسي نفسه الى ان «السفارة لا تقلص مراكزها لكنها تخفض فقط بصورة موقتة قسما من موظفيها لاسباب امنية واضحة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي