عطف الخبر / الدروب العشبية

| فاضل الزباد |

حين تبدو الشمس من الواحات

وتتلألأ اشعتها فوق اسطح سكونها الواجل

والذي يشتد حياؤه

تكون الصحارى رؤية فضفاضة

وربيعاً يعبر عن فسيفساء الزخارف المطرية

فما ينزل من مطر

وما تزهو من غيوم لامعة

لا غربة نعيشها

حين تبدو الصحارى

مواسماً من الحقائق السخية

المليئة بالحركة

والطاردة للجمود

فالامتدادات تطغى على تقاطعات البصر

وحين تكون وحيداً

لاشيء يلاوعك سوى التجاهل

واذا ما احسست بانتمائك فان الانسانية لا تستطيع ان تسلبك غبطتك ومتعتك

وما عليك إلا ان تترك غطرسة الاخرين جانباً

اذا ما زهوت انت بنفسك اولا قبل غيرك

فشتان بين استحضار ذاتك وبين خيلاء من حولك فثمة تجانس بين حماسك وبين قراءتك لوعيك

فدع جانباً غطرسة الاخرين، واترك لاحقاً زهو نفسك

لأنهما بعد ذلك سيلبسان زي الطبيعة

وسترى ان طموحك يكبر بتحولك نحو جدية موقفك

حين ترى ان اشعة الشمس تتلألأ فوق حرير الواحات

الذي يتلقف الغيث عندما ينحدر مصبّه تباعاً

وحين ترى الأزهار تُهدي عشقها لجمال الألوان

فاركن الى انسجة الكون

عندما يستجم فوق صحارى تلك الزهور المروية بالانتظار والفرائص المرتعشة وذكريات السنوات التى لم تمت

لان نسيانها يصعب على خصوصيات القلوب وعلى أفنان الدروب العشبية

لأن الشمس حين تدنو من الواحات

فإن اشعتها تتلألأ فوق اسطح سكون الصحارى الواجل



* شاعر وكاتب

[email protected]