ملامح / كل عام وعلمنا بخير

تصغير
تكبير
|  د. عالية شعيب  |

صادف الخميس الماضي الذكرى الخمسين لرفع العلم الكويتي للمرة الاولى بألوانه الأربعة الجميلة، يوم 24 نوفمبر 1961. كل عام وعلمنا الغالي مرفرفا شامخا عاليا في سمائه الزرقاء بعيدا عن الأحقاد والفوضى والزيف والمصالح التي تعج بها شوارعنا وصحفنا وساحاتنا. فهذه ساحة اكتظت بمن يدعون لرحيل الحكومة ورئيسها، وهذه ساحة أخرى تجدد وفاءها للرئيس وهكذا تتصاعد الهتافات المختلفة من القاعات والساحات. ويظل علم الكويت منزها عن الطائفية والفساد والبغض الذي ملأ القلوب فتكالبت على بعضها وانقلبت المفاهيم وتداخلت المشاعر، وبات البعض لايعرف ما القانون وأين هي الخطوط الحمراء. والا كيف يتجرأ البعض على اقتحام قاعة عبدالله السالم منذ أيام وكأنه الحل الوحيد لايصال مطالبهم، والأدهى لايعترفون لفعلتهم بل يجدون المبررات لها. ماهذا الزمان الذي نعيشه، حيث لااحترام الصغير للكبير ولا ثوابت أو حدود للأدب والذوق ولامنطق أو بديهة. والخطير فعلا هو أن كل هذه الأفعال ليست سوى أنماط سيكررها المتفرجون والذين غسلت أدمغتهم ونشرت مرارا وتكرارا على حبال غسيل ملونة تارة بنغمة ارحل وتارة بنغمة الدستور وهلم جرا، لم نعد نعرف ماذا يريدون والى أين يذهبون. كل عام وعلمنا الغالي بخير، معافى من الشتائم البذيئة التي صارت عادية في مجلسنا الموقر وصحفنا الكريمة، الكل يشتم الكل، وكلما زادت الشتائم ارتفع السعر والرصيد الشعبي والانتخابي، فكل شتيمة بحساب وتراجعت أسهم الأخلاق والذوق والأدب، وصار الانسان الراقي ضعيفا ومتردداً. فإذا لم يعجبه منطقك يشتمك وينشر فضائح ماضيك ويكشف حساباتك البنكية ولاأحد يتذكر الكويت ومصالحها وفواتير التنمية المتأخرة والضرائب الحضارية التي عفى عليها الزمان. ففي ترتيب الخليج الحضاري نحن في آخر القائمة وفي ترتيب الدول العربية الحضاري لانوجد، والغربي لاكيان لنا. نصف قرن على علم الكويت، انظروا ماذا كنا، كنا في المقدمة، وصرنا في الآخر، واجبنا الوطني يحتم علينا إنقاذ مايمكن انقاذه لنصحح مسار السفينة، لعلنا نصل للبر بعد كل هذا التخبط، ماعاد في جسد السفينة خشبا، أو صبرا، فاستيقظوا!



twitter @aliashuaib
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي