كمال علي الخرس / البديل

تصغير
تكبير
تناول كثير من وسائل الإعلام الاجنبية الأحداث والتطورات السياسية في الكويت خصوصا ما حدث الأربعاء الماضي من اقتحام لمبنى مجلس الأمة من قبل بعض المتظاهرين ومشاركة بعض النواب.

كان لافتا تعليق صحيفة «وول ستريت جورنال» المقربة من صانع القرار في واشنطن على الأحداث الأخيرة في الكويت، وما كان لافتا في تعليقها هو اقتراح حل جذري للممارسة الديموقراطية في الكويت بالقول «إن الكويت لا تحتاج إلى قمع أمني بقدر ما تحتاج إلى تحول أسرع باتجاه ديموقراطية برلمانية حقيقية يكون رئيس الوزراء فيها مختارا من الأغلبية البرلمانية».

لا شك في رصانة وعراقة صحيفة «وول ستريت»، لكن يبقى حالها كحال كثير من الصحف الأجنبية تقترح صورا مثالية لتطبيقها على ميادين تحتاج الكثير من العمل والتطوير قبل الوصول بها للصورة المثالية المقترحة.

في الكويت حدثت مواجهات كثيرة بين السلطة والمعارضة، ففي دواوين الاثنين التي شهدت آنذاك صدامات حادة وسقفاً للمطالب كان بإعادة مجلس الأمة بعد حله حلا غير دستوري.

وشهدت المعارضة في الكويت أيضا تآلفا كبيرا في الدعوى للدوائر الخمس، لكن الآن يتبادر في أذهان كثير من المواطنين تساؤلات إن لم تكن مشاعر قلق بأن هل المعارضة حاليا بمن يقودها من رموز تمتلك النضج الكافي لارتداء ثوب الدستور بسعته إلى حد الوصول إلى طموح تسلم رئيس وزراء من الكتل البرلمانية، أو كما يقال بالعامية رئيس شعبي لرئاسة الحكومة؟

طبعا المعارضة لا تطلب رئاسة الحكومة في الوقت الحالي، ولو كان طلبا مشروعا كما تقترح «وول ستريت»، لكنها تطالب بتنحي رئيس الوزراء، وللأمانة حكومة رئيس الوزراء لديها من الاخفاقات الكثير وقد تكون هناك شبهات مالية ينظر فيها القضاء، ولكن المواطن العادي الذي يسعى نحو دولة وحياة عادلة وكذلك آمنة ومستقرة ينظر أيضا إلى البديل المناسب ويبحث عنه.

فهل المعارضة بشكلها الحالي وبرموزها الحاليين تمثل طموح المواطنين بقدرتها على إفراز ما يناسب مقاسها من حكومة مقترحة تحقق حياة عادلة وآمنة؟

هل رموز المعارضة الحالية بخلفياتهم الفكرية والثقافية والسياسية قادرون على تشكيل تكتل سياسي يتمتع بالنضج ليسد الفراغ الذي سيتركه رحيل رئيس الوزراء بإرثه السياسي الخارجي وبعلاقاته الحكومية والشعبية الداخلية؟ من الصعب تخيل ذلك خصوصا مع النظر إلى أن الحكومة ضعيفة لكنها متواصلة مع جميع أطياف المجتمع، ولو كان الاتصال بشكل مستقيم أحيانا أو ملتو أحيانا أخرى، على ذلك فإن الحكومة حاليا تبدو أكثر نضجا وحنكة في استقطاب مجاميع الشعب من معارضة تدخل بيتها عنوة.





كمال علي الخرس

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي