يرتادون قاعات العلم مزدانين بأفخر الثياب وأغلى الإكسسوارات

طلبة الجامعة... اهتمام بالمظهر يتطلّب حرصاً أكثر على الجوهر

تصغير
تكبير
| كتبت فاطمة البغلي |

من ذا الذي لا يحب أن يكون حسن الثوب جميل المظهر؟ ومن ذا الذي لا يرغب في تحصيل العلم وتطوير الفكر؟ ليس ثمة اثنان يختلفان على أهمية هذا وضرورة ذاك، ولكن حيازة الاثنين معا تحتاج إلى حسن تدبير وطول تفكير، فكثيرا ما نجد طلبة الجامعة (بنين وبنات) مولعين بالموضة مزدانين بأفخر الثياب وأغلاها، حريصين على التحلي بكل أنواع الاكسسوارات، فهل يا ترى هم مولعون بالفكر وتحصيل العلم بنفس القدر، ذلك ما تكشف عنه «الراي» من خلال التحقيق التالي:

أرجعت الطالبة دلال العياف اهتمام الطالب بالمظهر أو الجوهر إلى شخصية الفرد ذاته، «فذلك يختلف من شخص إلى آخر، لكنه ليس من الجيد أن يبالغ في مظهره، فلكل مكان ما يناسبه»، مؤكدة أن «العامل الاجتماعي له دور حيوي في ذلك إذ قد يلجأ الفرد إلى المبالغة لجذب الانتباه والفوز في منافسة مفترضة في مخيلته بينه وبين المحيطين به».

كما أشارت العياف إلى أن «المبالغة تؤدي أحيانا إلى لفت أنظار البعض وعلى الفرد أن يكون مسؤولا عما يقوم به، وفي النهاية المظهر الخارجي لا يرقى بمستوى الفرد أكثر من امتلاكه الأخلاق والرغبة في تطوير الفكر».

بدوره، أكد الطالب سعود الفليحان أن «الاهتمام بالنفس يختلف من فرد إلى آخر كل حسب نظرته وتفكيره المستقل، غير أن المبالغة في الاهتمام بالمنظر ظاهرة سلبية تؤثر على الطالب بشكل قد يؤدي إلى ضعفه في المستوى التعليمي والتحصيل»، معللا تلك المبالغة بـ»الدخل المادي المرتفع، إذ يلجأ الفرد إلى إشباع رغباته في الشراء إضافة إلى وقت الفراغ الذي يولد الاهتمام بالأمور البسيطة العديمة الفائدة، إضافة إلى الجانب النفسي الذي يدفع الفرد إلى حب الظهور».

ورأى الفليحان أن «مواجهة المبالغة في الاهتمام بالمظهر زيادة وعي الطالب وإدراكه أن سبب وجوده في الجامعة هو الدراسة والتعلم»، مشيرا إلى أنه قرأ إحصاءات (غير موثقة) ترتب الخليجيين من حيث الاهتمام بالمظهر، حيث جاء الكويتي في المقدمة، بعده القطري، يليه الإماراتي فالسعودي ثم البحريني وأخيرا العماني.

أما زميله محمد المنيع فأشار إلى أن «الطالب الجامعي يهتم بمظهره بشكل كبير والسبب وراء ذلك العلاقات الاجتماعية والاحتكاك بين الجنسين مما يجعله أكثر اهتماما بجذب الانظار إليه»، لافتا إلى أن «المظهر قد يؤثر على بعض الأساتذة في الجامعة وهذا شيء مؤسف، وعموما الاهتمام بالمظهر لا يمثل مشكلة لو اهتم الطالب بذاته وفق معايير لائقة ولم يتعد على حريات الآخرين إلى جانب التركيز على تنمية الذات والفكر».

وتشخيصا للمشكلة، رأت الطالبة فاطمة الحبيب أن «الطالب الجامعي يحرص على الظهور بصورة حسنة تليق به، فإن اهتم بنفسه ولم يهمل دراسته، فلا مشكلة في ذلك، إذ ليس كل من يهتم بنفسه لديه مشاكل نفسية، فالأجانب لا يهتمون بمظاهرهم الخارجية ومع ذلك لديهم مشاكل نفسية واجتماعية ومادية لا تنتهي».

واستطردت الحبيب: «نحن في مجتمع يحب الأزياء والموضة، واهتمامنا بأنفسنا لا يعني إهمالنا تطوير الذات والعقل والثقافة، فالغربيون هم منبع الموضة ونرى في وسائل الإعلام مدى حرصهم على تطوير منتجاتهم ولكنهم في الواقع لا يهتمون بأنفسهم».

«فوق اللازم»... بهذه العبارة قيم الطالب طلال الخالدي اهتمام طلبة الجامعة بالمظهر، مؤكدا تأييده لذلك، بالقول ان «الطالب الجامعي يهتم بالمظاهر بشكل واضح إلا أن ذلك ليس مشكلة، بل هو شيء محمود لأنه يعكس ثقافة الفرد، فالمستوى المادي والمعيشي له انعكاسه وأحيانا الجانب النفسي متمثلا في حب إثبات الذات بحسن الملبس والمظهر بشكل عام».



محصلة نهائية

لم يعارض أحد من الطلبة اهتمام الطالب الجامعي بنفسه إلا في حال المبالغة، واتفق الجميع على أن الاهتمام بالذات إلى جانب تنمية الفكر والتركيز على الدراسة والعلم من الامور الطيبة التي يجب أن يحرص عليها الجميع، فلا إفراط ولا تفريط.

وأجمع الطلبة أيضا على ضرورة أن يعي الطالب سبب وجوده في الجامعة وأن يترفع عن المظاهر التي قد تعوق انطلاق تفكيره، وأن يحرص على تنمية ذاته أداء للأمانة التي ستوكل إليه بعد تخرجه من دفع لعجلة التنمية في المجتمع بفكره وحسن مظهره لا بأحدهما.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي