وليد الرجيب / أصبوحة / القضية المركزية

تصغير
تكبير
سادت في الأيام الأخيرة أجواء شحن واستقطاب في الصحف وبعض مؤسسات المجتمع المدني وبين بعض الأكاديميين على خلفية حادثة دخول المتجمهرين المحتجين مبنى مجلس الأمة يوم الاربعاء الماضي 16 نوفمبر 2011، مصورة الأمر وكأنه القضية المركزية للكويت.

ورغم أن كثيرا من بيانات الجهات التي تدين هذا الحدث الجزئي قد سقط أو رفض مثل بيان مجموعة الـ26 وبيان بعض شيوخ القبائل وبيانات بعض جمعيات النفع العام وغيرها، على اعتبار أن الجميع ضد الفوضى والتعدي على الأملاك الخاصة والعامة، ولكن يجب النظر إلى السبب وليس إلى النتيجة فقط، ووضع هذا الحدث الجزئي في سياقه الكلي، إلا أن الموضوع ما زال قابلاً للتأجيج أكثر سواء في جوانبه الفئوية والطائفية أو من خلال تسويغ التشديد الأمني والتضييق على الحريات وهنا تكون الحكومة قد نجحت في حرف انتباه الناس عن قضيتهم الأساسية.

والأمر الآخر يتعلق بالقوى السياسية المعنية بقيادة وتوجيه الجماهير المستاءة والغاضبة، هذه القوى فقدت زمام المبادرة لصالح تجمع نهج وبعض النواب، وهم في معظمهم شخصيات غير منظمة سياسياً مع الاحترام لهم، كما أن تجمع نهج ليس تنظيماً سياسياً أو تحالفاً لقوى أو تنظيمات سياسية، تستطيع وضع سياسات دقيقة وتكتيكات تقود الجماهير بعيداً عن الحسابات الانتخابية.

ولقد دعوت من خلال هذا العمود أكثر من مرة إلى ضرورة تولي القوى السياسية وبالأخص الوطنية لمهامها في التصدي لقضايا الشعب الكويتي السياسية والاجتماعية، أي تلك المتعلقة بالاصلاح السياسي والدستوري وتلك المتعلقة بحياة الناس المعاشية والمطلبية مثل البطالة وارتفاع الأسعار والاسكان وغيرها، وذلك من خلال التنسيق والتوافق على أجندات إصلاحية وكذلك التنسيق من أجل تنظيم المهرجانات والتجمعات لضمان القدر الأكبر في نجاحها ولعدم انجرارها للعفوية والعشوائية.

إن التجمعات التي نسقتها القوى الوطنية والسياسية في السابق والتي لم تسمح خلالها للنواب بإلقاء كلمات كانت منظمة وناجحة بكل المقاييس وكان حضورها النسائي لافتاً وحققت أهدافها التي يجب أن تستكملها بمزيد من التوافق والتنسيق المستقبلي.

ولا يفوتني في نهاية الموضوع أن أشيد بدور الشباب من الأطباء الذين قاموا بمعالجة المصابين واسعافهم ميدانياً في تجمع الأربعاء الماضي وكذلك الشباب الذين قدموا مساعدات ومياهاً خاصة لكبار السن كما حموهم من الضرب، وأيضاً لا يفوتني الاشادة بالتعامل الحضاري لبعض رجال الأمن مع المحتجين ورفض بعضهم لضرب الناس.





وليد الرجيب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي