الكويت وفرنسا معاً «من أجل المستقبل»

تصغير
تكبير
| بقلم ندى يافي * |

أشعر اليوم بالفرحة والاعتزاز لأن دولة الكويت الصديقة تستضيف غداً و بعد غد، أي يومي الاثنين و الثلاثاء في21 و 22 نوفمبر مؤتمراً غاية في الأهمية، وهو المؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى المستقبل، يعقد برئاسة مشتركة كويتية فرنسية. وهذه الرئاسة المشتركة ابتدأت في أوائل العام الحالي، حين طلبت فرنسا بصفتها رئيسة مجموعة الدول الثمانية G8 للسنة الحالية من الكويت أن تشاركها رئاسة هذا المنتدى الذي درج التقليد على أن يتم بتوجيه من دولتين: واحدة من المجموعة الصناعية ( تكون لها رئاسة الــ G8 ) وأخرى من الشرق الأوسط، وهو منتدى يعقد كل سنة بشكل دوري. وما يزيد من سعادتي هو أن يعقد هذا المؤتمر في دولة الكويت في سنة تزخر بالمعاني والرموز منها الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال والعشرين للتحرير والخامسة لتولي صاحب السمو الأمير مقاليد الحكم وكذلك عشية البدء بالاحتفال بالذكرى الخمسين للدستور.

وسوف يكون وزير خارجية فرنسا، ألان جوبي إلى جانب الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح خلال هذين اليومين، للتباحث مع وزراء خارجية العديد من الدول الأخرى المدعوة، من مجموعة الثمانية والشرق الأوسط بمفهومه الواسع، وبعض الدول الشريكة الأخرى، وممثلي منظمات دولية.

ولقد أنشئ هذا المنتدى في نهاية عام 2004 بعد اجتماع قمة الـ G8 (لمجموعة الدول الصناعية الثمانية الكبرى)، في الولايات المتحدة و كان الهدف منه مساعدة البلدان الساعية إلى تحديث مجتمعاتها.

والسمة المميزة للمنتدى هي التواصل مع المجتمعات المدنية، حيث تقام خلال السنة اجتماعات خاصة بالمجتمعات المدنية فيما بينها، يليها في نهاية العام مؤتمر وزاري يجمع كافة البلدان المشاركة، ثم يرفع ممثلو المجتمعات المدنية توصياتهم إلى الوزراء ويتم التباحث بشأنها.

وبالفعل فلقد أجريت هذه السنة بفضل الجهود المشتركة ثلاث ورش عمل، الأولى في الكويت حول دور المرأة و الثانية ورشة عمل في فرنسا، حول دور الاقتصاد في تحديث المجتمع، و الأخيرة عقدت في المغرب حول دور الشباب في الديموقراطية.

وسوف تنقل التوصيات التي نتجت عن هذه الاجتماعات إلى الوزراء في 22 نوفمبر، ويدور حولها نقاش مفيد للغاية حيث تؤدي التوصيات في نهاية المطاف إلى السعي لتطبيقها من قبل الحكومات.

كما أن المنتدى يعقد في لحظة تاريخية تشهد تغييرات كبرى في المنطقة، ما يعطي الاجتماع بعداً استثنائياً من حيث المغزى، و لذلك فسوف يتم أيضاً على هامش هذا المنتدى اجتماع آخر لما يسمى بشراكة دوفيل، تيمناً بالمدينة الفرنسية التي عقد فيها اجتماع لقمة الثمانية في شهر مايو من السنة الحالية، أدى إلى الالتزام بمساعدة تلك الدول التي شهدت تغييرات اخيراً و تسعى إلى إجراء إصلاحات في نظامها، ولا بد من مساعدتها سياسياً واقتصادياً في مساعيها لإرساء أسس سليمة واقتصاد متين. وتضم شراكة دوفيل كلاً من ممثلي بلدان مجموعة الثمانية ودول الخليج.

لا شك أن هذا المنتدى سيجمع ثمرات كافة المنتديات السابقة وسيترك أثراً مميزاً على مسار الحوار من اجل الديموقراطية. نتمنى له كل النجاح، كما نرجو أن يتكلل بإيجاد وسيلة تضمن استمرارية الحوار هذا، من اجل مزيد من التقدم في المستقبل.



* سفيرة فرنسا لدى الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي