Mr. جعفر رجب / تحت الحزام / أيام لندنية صور من بلاد الكفر - إنهم لا يسجدون!

تصغير
تكبير

عندما تكون في بلاد من اخترعوا كرة القدم الحديثة، لا بد من زيارة كروية للدوري الانكليزي، لذلك قررت التوجه إلى مباراة بين فريقي «تشلسي» و«دربي كاونتي» في الأسبوع الفائت... وقمت بتصوير بعض أحداث المباراة... أولا لأثبت حضوري الشخصي في الملعب، وثانيا نكاية بالزملاء في الصفحة الرياضية، الذين يقومون بأعمال بطولية، عندما تُوكل لهم تغطية مباراة في الدوري الكويتي... المهم وبعد أن جلست في موقعي، سجلت ملاحظات عدة، وهي كالتالي:

1 - استغربت من الوضع والمكان، وسألت الرجل الجالس بجانبي:ما اسم هذه اللعبة؟ فقال: كرة القدم، فقلت له: في بلادنا أيضا لعبة اسمها كرة القدم، ولكنها مختلفة تماما عما أشاهده!

2 - اللاعبون من الفريقين، جميعهم يركضون طوال المباراة، فلا يوجد منهم من ينام أو يجلس في الملعب!

3 - الملعب فيه جمهور، والكل يشجع، ويسبون أيضا، مع إنه يقال إن الانكليز قوم مؤدبون... وأعتقد سبب سبهم في الملعب، هو عدم امتلاكهم لفضائيات متخصصة في الشتائم!

4 - اللاعب الانكليزي، إذا ضرب الكرة برأسه، لا يمشط شعره بعدها!

5 - اللاعب الذي يسقط على الأرض لا يقول «آخ... يمه ريلي... أبي أبوي، أبي أمي، أبي زوجي...» بل يقوم مثل البغل- مستعمرين ويجوز سبهم- ويكمل المباراة!

6 - اللاعب منهم يتجاوب مع الجماهير، ويحييهم ويبتسم ويضحك معهم ويصفق لهم أيضا، ويردون عليه التحية، وقد يكون السبب أنهم «شافوني» بين الجمهور، فقاموا بهذه التمثيلية، حتى لا يشوهوا سمعة بلدهم، ويسيئوا له في المحافل الدولية، خاصة مع الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا!

7 - الجماهير الحاضرة تشجع من بداية المباراة حتى نهايتها، وأعتقد ان السبب وجود المخابرات بين الجماهير، مما يجبرهم على التشجيع والتصفيق، مع أني استغرب عدم حمل الجماهير لصور الملكة أو على الأقل المرحومة ديانا!

8 - لم اكتشف أين المقصورة بالملعب، ولم أشاهد كبار رجالات الدولة، فهنا لا يتدخل عيال الملكة «اليزابيث» بالرياضة، ولا يصبحون رؤساء أندية، ولا يمشون قوانين البلد على مزاجهم!

9 - اللاعب عندما يسجل هدفا يرفع يده، ويهنئه بقية اللاعبين، ويتوجه بالشكر للجماهير، ولم أشهد رغم الأهداف العديدة، لاعبا يسجد سجدة الشكر في الملعب، مثل لاعبينا المؤمنين المتقين... وان كنت لم أفهم لماذا فقط نسجد إذا سجلنا هدفنا، لماذا لا نسجد شكرا حتى لو خسرنا، ألا يجب أن نشكره في السراء والضراء... وإن كنت استوعب سبب سجود لاعبينا عندما يهزمون منتخبات عدوة وكافرة، ولكني لم استوعب سبب سجودهم في الدوري المحلي أيضا... ولا يسعنا إلا أن نحمد الله إنها سجدة فقط، وأرجو ألا يتطور الأمر عندنا، بأن يقوم اللاعب- كزيادة في التقوى والصلاح- وبعد تسجيل كل هدف بالصلاة ركعتين شكرا، ويصلي حكم المباراة ركعتين استخارة قبل أن يحتسب ضربة جزاء، ويصلي الفريق الخاسر صلاة الاستسقاء لينزل المطر وتؤجل المباراة... فديننا ابتلي بنا، فمرة نقطع باسمه الرؤوس، ومرة نحوله إلى مندوب في صندوق الانتخابات، وعند اللعب نأخذه معنا للملعب ليسجل لنا الأهداف!

 

 Mr. جعفر رجب

jjaaffar@hotmail.com


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي