خطباء التجمع «نعوا» الدستور ومصادمات بين «الأمن» و«المتجمهرين»... والمشاركون اقتحموا قاعة مجلس الأمة

أربعاء «الشرعية بالدستور»... خرج عن «الإرادة»

تصغير
تكبير
| كتب حسين الحربي ونواف نايف وأنور الفكر وغانم السليماني ومحمد صباح |

لم تكن نهاية «أربعاء الشرعية بالدستور» معبرة عن الدعوات التي أطلقها خطباء المهرجان الذي شهدت ساحة الإرادة بدايته ولم يكن اقتحام قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة نهايته.

ومن ساحة الإرادة التي كانت مسرحا لـ «الخطباء» من النواب والسياسيين والنشطاء المدافعين عن الدستور، انطلقت الشرارة مساء أمس بصدام بدأ بين رجال الأمن والمشاركين في التجمع الذين حاولوا الخروج في مسيرة إلى الشارع عقب انتهاء المهرجان الخطابي، رغم اعلان «الداخلية» عدم السماح بأي مسيرات.

ووسط محاولات التهدئة «الأمنية» لإقناع المشاركين بعدم الخروج إلى الشارع وقع التصادم «الذي كان متوقعا» في ظل الإصرار على كسر «الحصار» الأمني لساحة الإرادة، قبل ان يفترش المتجمهرون المكان بمشاركة عدد من النواب.

ومع القبضة الامنية تراجعت الجموع، ووسط التزاحم سقط عدد منهم بين مصاب بكسور أو باختناق، ليعاودوا الكرة ويلتحموا مع رجال الأمن الذين أصيب البعض منهم، حيث نقل رجلا امن الى المستشفى لإصابته بكسر في الرجل، وآخر لاصابته بالرأس نتيجة ضربه بشيء صلب.

وبين الكر والفر ومنع رجال الأمن الجمهور الذي افترش الأرض من المسير، كانت بوابة مجلس الأمة البديل، حيث توجه النواب المتواجدون يتبعهم الجمهور وتم فتح البوابة امامهم ودخلوا قاعة المجلس واعلنوا الاعتصام الى حين رحيل الحكومة وحل المجلس، فيما أصيب أحد رجال الأمن داخل المجلس وتم نقله الى المستشفى، كما تم اعتقال عدد من المواطنين من قبل رجال حرس المجلس.

وفيما أعلن النائب الدكتور فيصل المسلم من داخل قاعة عبدالله السالم ان «الرسالة وصلت»، داعيا المتواجدين إلى «الالتحاق بساحة الإرادة»، شن النائب مسلم البراك هجوما عنيفا على رجال الأمن قائلا «ستتحملون مسؤولية ضرب الناس ذبحتوا اخوانكم حرام عليكم»، مضيفا «أقسم ان أحمد الحمود (وزير الداخلية) سيدفع الثمن وسأستجوبه».

وشدد المشاركون في المهرجان الخطابي الاحتجاجي الذي دعا إليه تجمع «نهج» مساء أمس تحت شعار «أربعاء الشرعية بالدستور»، شددوا على ضرورة الدفاع عن الدستور وعدم السماح بالمساس به، مستنكرين طلب الحكومة رفع استجواب رئيسها من جدول أعمال مجلس الأمة استنادا إلى قرار المحكمة الدستورية بتفسير بعض المواد الدستورية.

ونالت موافقة مجلس الأمة على طلب الحكومة في جلسته أول من أمس نصيبا كبيرا من الهجوم الكلامي الذي شنه المتحدثون في المهرجان الذي أقيم في ساحة الإرادة، بين مستنكر للطلب الحكومي وآسف لموافقة المجلس، وناعٍ للدستور، ومطالب بحل الحكومة والمجلس.

وطالب النائب مسلم البراك برحيل الحكومة الحالية، مناشدا سمو الأمير حلها، ومشددا على حرية الشعب الكويتي.

واشار إلى ان «اي خيمة تنصب في ساحة الإرادة، فإنها تمثل الشرف والكرامة»، مضيفا «أدعو محمد العفاسي بحكم القرابة والعلاقة إلى الابتعاد عن هذه الحكومة»، ومناشدا في الوقت نفسه الوزير الهارون بتقديم استقالته ايضا.

واعتبر النائب عبدالرحمن العنجري ان «ما حدث في جلسة مجلس الأمة أول من أمس هو تنقيح للدستور، وهو يوم عار حول البرلمان إلى برلمان صوري ومزيف».

وقال النائب مبارك الوعلان انه «في عهد رئيس الحكومة الحالية تم ضرب الوحدة الوطنية التي تفاخرنا بها في السابق»، مضيفا انه «آن الأوان لمجيء رئيس جديد للحكومة».

وقال النائب الدكتور وليد الطبطبائي ان «اسرائيل هي الدولة الدستورية التي تحترم مواطنيها عندما بذلت الغالي والنفيس من أجل مواطنها شاليط (الجندي الذي كان أسيرا لدى حركة حماس)، ونحن لسنا دولة ديموقراطية، وتوفيت الدولة الدستورية عن عمر يناهز 49 عاما و 4 أيام عندما تم القفز على الدستور»، مشددا على ان «جوهر الدستور هو سيادة الأمة على مقدراتها».

وطالب الطبطبائي بـ «حل مجلسي الأمة والوزراء تجنبا لأحداث من الممكن أن نفقد فيها السيطرة على القرار».

وقالت فاطمة المطوع «اننا نعيش شعورين متناقضين، الأول بالاحباط مما حصل والثاني بالأمل من الوجوه الحاضرة التي تطالب بحقوقها التي لن تضيع»، مشيرة إلى ان «هذه الوقفة هي شعبية وليست برلمانية، ونحن نعيش مرحلة مفصلية».

واعتبر النائب السابق فهد الخنة ان «من صوت مع اسقاط الاستجواب خان الأمانة»، قائلا «اللهم ارحم البصيري والساير والمليفي والهارون والراشد، هؤلاء أموات».

وحذر الخنة انه «اذا لم يصعد رئيس الوزراء المنصة ستكون مصيبة يتحملها من تسبب بها»، مشيرا إلى ان «الوزير الهارون وعد النائب مسلم البراك بتقديم استقالته لكنه لم يستقل».

ووجه رئيس اتحاد طلبة الكويت في الجامعة أحمد النويبت 3 رسائل، الأولى للحكومة داعيا إياها إلى الكف عن العبث ومحاسبة القبيضة والمرتشين، والثانية لمجلس الأمة شاكرا فيها النواب الشرفاء لاقرار المكافأة الطلابية، والرسالة الثالثة لحض الشعب على مواجهة قوى الفساد.

وقال ممثل حركة «نريد» عجيل العجمي: «من المؤسف أن يتم قتل ووأد الدستور في يوم ميلاده، نحن شباب الكويت خرجنا للتعبير عن رفض العبث بالدستور، وسوف نحمي الوطن والدستور ومقدرات الأمة لتسليمها للأجيال القادمة كما تسلمناها من الآباء والأجداد».







الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي