«شوية ماي... غلّبوا الحي... وعملوها حكاية... وقصة ورواية... وكل القصة وما فيها... شربت أنا قبله... وشرب ورايا!». أغنية غنتها الفنانة الشعبية شريفة فاضل قديماً، واليوم لدينا في الكويت قصة مماثلة... تجمهر أمام مخفر بيان نواب ونشطاء سياسيون وأكاديميون أحدهم دفع ألوفا لحفظ القضية، وآخر مستعد لدفع عشرات الألوف لاقامتها... قضية حصلت على تغطية إعلامية فاقت ما حصلت عليه حفلة الزفاف الملكي البريطاني لويليام وكيت.. بثت على الهواء مباشرة من غرفة التحقيق وقاعة الفحص للطب الجنائي ليتناقلها المواطنون عبر «التويتير» ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة... فتطايرت معها تيجان ونجوم من على الأكتاف بسبب محاولة التستر على الجاني، فشاركوه بجريمة أكبر، فسقطت ورقة التوت عن سمعة رجال الأمن وسرية التحقيق، فطالب النواب معاقبة جميع من شارك في هذه القضية الأخلاقية التي طالت ومست سمعة وكرامة العديد من الأسر، كما هدد عدد من النواب باستجواب وزير الداخلية مهما فعل مع الجناة، ومن غير المستغرب إن طالبوا بطرح الثقة فيه وبرحيل الحكومة أيضاً.
... وكل القصة وما فيها أن رجلا ضرب صديقته ثم أرضاها فتنازلت، ولو أن كل من شارك بهذه الحكاية ترك القانون يأخذ مجراه... بعيداً عن التشهير والتجريح وبيع أسرار الناس للإعلام وبثها في أدوات التواصل الحديثة لما حصلت لدينا في الكويت مثل هذه الفضائح المدوية والمسيئة إلى صورة الجهاز الأمني في الكويت خصوصا القضية الأخيرة التي غطت وتجاوزت بقوتها جميع ما سبقها من فضائح مالية وسياسية شبيهة... نعم لقد أجرم هذا القيادي بحق نفسه وشرف مهنته وزملائه بالعمل، ولابد من تطبيق أشد العقوبة المنصوص عليها بالنظم واللوائح حتى يكون عبرة لغيره، ويجب أن يعطى وزير الداخلية الوقت والصلاحية لتطهير جهاز الأمن من كل من يسيء إليه حتى تعود ثقة الناس بهذا الجهاز... وصدق النائب مسلم البراك عندما قال «ان باب نجار الداخلية مخلع».
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
[email protected]