آمال الخليجيين بشكل عام تتفق في الرؤية والمفهوم حول نظرية أن قوتنا في وحدتنا، ومفهوم الوحدة إذا تحقق وبشكل متكامل، ولن نقول على غرار وحدة الدول الأوروبية ولكن نقول إن ما بيننا من تشابه في كل شيء يجعلنا نحن الخليجيين أولى بالوصول لمرحلة الوحدة الحقيقية التي يصبو إليها القادة الخليجيون وشعوبهم، ولقد رأيت ومن وجهة نظري المتواضعة أن أكتب في هذا الموضوع مرة واثنتين، بل حتى وألف، إلى أن يكرمنا الله عزوجل بالوحدة المتكاملة، والتي في تقديرنا وبحساباتنا المتواضعة أيضاً أننا إن وصلنا إليها فسوف تحقق لنا ما لايمكن أن نتخيله من مكاسب ومكتسبات تعود بالخير والنفع على شعوب هذه المنطقة، وتقف سداً منيعاً لا تشوبه ولا تؤثر فيه الظروف المحدقة به، بل وتحديداً التي تتربص به وتتحين الفرص المناسبة للانقضاض عليه، وبسط نفوذها إلى ما تحلم منذ أزمان بعيدة بالسيطرة عليه.
إننا، وبناء على حسبة بسيطة من قبل رجل الشارع العادي، نرى أن الظروف الراهنة والمحيطة بالدول الخليجية سوف تعمل على صد الأخطار التي تحاول النيل من دولنا الخليجية المسالمة بطبعها وطابعها المجبولة عليها منذ مئات بل وآلاف السنين، وأعود وأقول بأن هذه الوحدة المتكاملة سوف تعمل على إخراس الألسن التي تخرج إلينا من حين إلى حين بالتهديد والوعيد والتصريحات المفرغة والفارغة القصد منها هدم الهمم والعزائم لمتولي أمر هذه الشعوب من القادة والزعماء، والذين لا نشك للحظة في سعيهم الدائم لحماية أمن دولهم وشعوبها.
في هذا الصدد، وفي ظل الظروف الحالية، يطفو إلى السطح الموقف الخليجي حيال ما حدث أخيراً في مملكة البحرين والذي اثبت بما لا يدع مجالاً للشك، وشكل برهاناً ودليلاً على أهمية السعي لهذه الوحدة التي نتحدث عنها، فقد شكلت الوحدة العسكرية المتضامنة سداً منيعاً ورسالة قوية للذين أرادوا العمل على تدمير وتفكيك هذا البلد الصغير الآمن، وأرادوا جعله نقطة انطلاق لتغيير وجه المنطقة لولا لطف الله بشعوب هذا البلد بشكل خاص وشعوب المنطقة بشكل عام، وبهذا، وفي ظل المعطيات التي أسلفنا بالحديث عنها، أصبحت الوحدة الخليجية الكاملة ضرورة من الضرورات التي لا تحتمل أي تأجيل أو إعادة نظر أو ماشابه، وقد لا أضيف جديدا إن قلت بأن لدينا كل المقومات التي يتطلبها تحقيق الوحدة اقتصاديا، واجتماعيا من حيث تشابه شعوب الخليج بالعادات والتقاليد والدين وأمور كثيرة لا حصر لها. بل إن تلك المعطيات التي ذكرناها تحتم على قادة وشعوب هذه المنطقة الإسراع وبشكل ممنهج لرسم خارطة طريق لتنفيذ هذه الوحدة بالشكل الذي يرضي طموح وآمال تلك الشعوب، ويشكل هدية كبرى للأجيال القادمة. وآخر دعوانا أن يلهم سبحانه وتعالى قادة هذه المنطقة ما تحبه شعوبها وتسعى إليه بالوحدة الشاملة المتكاملة بإذن الله وتوفيقه.
د.عيسى محمد العميري
كاتب وناشط سياسي كويتي
[email protected]