تركي العازمي / كل عام / والفريقين بخير!

تصغير
تكبير
تمر الأيام على عجالة وتطوينا الظروف الزمانية والمكانية... وفي أيامنا هذه، يتحدث العاقل ولا يستمع له، وينفث المرضى سمومهم في بعض الوسائل الإعلامية ولا يجرؤ كائن من كان على محاسبتهم جراء تفتيتهم لفئات المجتمع وتفريق «المساكين» و... عندما تقف صحيفة كـ «الراي» إلى جانب كتلة العمل الشعبي من باب حرية الرأي لا تعجب ذلك الفريق هذه الوقفة!

كنا في وقت من الزمن نتأمل الأحداث ونعقد الأمل بالله عز شأنه ومن ثم بالحكماء... و«يا مطولك يا ليل» حيث مرت الاعوام والأحلام كما هي خاصة تلك التي تسبق عيدي الفطر والأضحى فلا إصلاح ولا هم يحزنون!

و«العيال كبرت» ولم نحصل على حلم القسيمة ولا القرض بعد مرور عشرين عاما من تقديم الطلب، والمساحات فاضية محتكرة وقضيتنا الإسكانية «على طمام المرحوم»، وحلم الصحة أصبح كابوسا من هول ما نقرأ وفي التربية «الفلاش ميموري» وقبلها «الحقيبة الالكترونية»، الداخلية وحفظ الأمن وسلامة وسهولة المرور حلم لا يمكن تحقيقه... كلها أحلام لم يتحقق منها شيء!

أما السياسة... فأمرها مرتبط مع الفقرة الأولى من هذا المقال، فالمصالح هي اللاعب الرئيسي والحكمة ضالة المؤمن ولكن أين الحكمة من الممارسات التي نعيشها حيث لم يسلم أحد من الملاحقات في حين التجاوزات «على قفا من يشيل»!

لقد سيسوا كل شيء، حتى حقوق العيش الكريم سيسوه، والمطالبة بالإصلاح سيست، وعشنا نحن حالة تيه صنفت في علم القيادة بحالة الفوضى... وهي لا شك مفيدة، ولكن استمرارها يؤدي إلى الدمار!

نذكّر هنا من يحمل في جمجمته عقلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه «إنما أهلك من قبلكم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا الحد عليه»... فاين نحن من محاسبة «الحبايب»!

والشاهد أن دورة الأيام لا يتخرج منها بنجاح إلا من خاف من العقاب الالهي وأخلص في السلوك قولا وعملا، وهنا نذكر بالقول المأثور «قل لمن لا يخلص لا تتعب» الذي يعكس الصورة القاتمة التي تعيشها البلاد حيث الإخلاص في القول والعمل بات نادرا بل أصبح الرويبضة هم من يعيثون بالأرض فسادا في حين لا تجد للحق مناصرا!

في عيد الأضحى هذا العام نقول كل عام والفريقين بخير، ونؤكد على استمرارنا بالحلم فهو حق لا يستطيع أحد انتزاعه منا، وسنستمر في الدعاء لولاة الأمر في شتى بقاع الارض أن يوهبهم الله البطانة الصالحة، ونخص بالدعاء دولتنا الحبيبة لعل وعسى أن تنتهي سحابة الفوضى بين الفريقين ويعم الأمن والأمان وأن نجد تعليما جيدا، وبيتا صالحا للسكن، وراتبا لا تلتهمه سياسة رفع الأسعار، وخدمات صحية جيدة وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن!

المراد، لنا الحق في أن نحلم وسنظل نحلم بوطن جميل متطور شعبه متحاب والقانون فيه مطبق على الكبير قبل الصغير. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي