الكناش / العيد والمجتمع

تصغير
تكبير
| نواف السعد |
لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية... عيد أو أعياد... ورغم قلّتها أو كثرتها يمكنك أن تعرف أي الأفكار أو الديانات التي ينتمي إليها هذا المجتمع، ففي العيد الراحة والاستجمام من الأعمال، وأيضا توطيد العلاقة الأسرية والعائلية، وأيضا توطيد العلاقة بين الفرد والمجتمع وبين الفرد والدولة، وهذا ما يؤخذ من العيد.
ولكن العيد ما هو إلا تذكير وإعادة للفرح وللسعادة، فالعيد في أصله كان في الديانات فقط، ولكن الدولة التي ليس لها دين صعب عليها الا يكون لها عيد، ولهذا وضعت بعض الأعياد أو الأيام التي تكون فيها إجازة مثل عيد العمال مثلا، ولكن مع هذا لم يفهم هؤلاء ما فائدة العيد في الدين أو ما فائدة العيد بعد كل عبادة من العبادات أو العيد في حياة المؤمن والمسلم؟
في مقال سابق تكلمت عن كنه العبادة وكيف ان الإنسان المسلم والمؤمن عندما يجتمع مع غيره في العبادة، فانه يجد السعادة والراحة كثيرا مع من هو في الإيمان نفسه، وأحيانا قد يكون هناك جهد وتعب في العبادة، ولكن عندما يجد الإنسان المسلم أو المؤمن ان معه كثيراً من الناس، فإنه يجتهد في العبادة ولهذا اعتقد ان العبادة ليست فقط هي علاقة العبد مع الله، ولكن أيضا علاقة العبد مع الآخر الذي يعبد الله معه أو يتماثلان في عبادة الله.
والإنسان المسلم والمؤمن عندما يجتمع بعد العبادة في يوم العيد، فهو يفرح مرتين في اجتماع أحبته في العبادة وأيضا اجتماع أحبته في العيد، ولكن السؤال المهم: ما الذي يعنيه العيد؟، اعتقد ان من ينظر إلى العيد وكنهه يعرف انه طالما الإنسان اجتهد في العبادة وتعب مع من تعب في عبادة ربه، فانه كتب له ان يفرح في النهاية في انجاز هذه العبادة، ولكن أيضا لم يجعل العيد أيضا الفرح، ولكن جعل الفرح جماعة أيضا مثلما أصبح الاجتماع على العبادة... اجتماع على العيد والتذاكر بما حصل في وقت العبادة.
ان المسلمين يستقبلون عيد الأضحى المبارك بالفرح والسرور، بالإضافة إلى أمر مهم وهو استقبال العبادة، ودعوات ان يتقبل الله الطاعة وغيرها من الكلمات التي تسمعها هنا وهناك ما يجعل من العيد اجتماع وتوطيد العلاقات بين الناس ولبس الجديد من الثياب، فمهما أقول أو أتكلم عن العيد اعتقد أنه يكفي ان أقول انه يجمع الأحباب والأصدقاء، وكأنهم لم يجتمعوا من قبل أو أنهم الآن تعرفوا على بعض، مع أنهم يعرفون بعضهم منذ سنوات طوال جدا.
في النهاية أقول ان العيد يكون بعد العبادة هو أفضل بكثير من الأعياد التي نفرح بها، فإننا نستقبل عيد الأضحى وعيد الفطر بكل فرحة وابتهاج.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي