«الكويت» يحلّ على ناساف الأوزبكي اليوم في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم

التاريخ في مواجهة الجغرافيا

تصغير
تكبير
 | كارشي (أوزبكستان) -  من محمود صالح و (ا ف ب) |

يحل الكويت ضيفا على ناساف كارشي الاوزبكي في الخامسة من مساء اليوم في المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الاسيوي في كرة القدم واضعا نصب عينيه الظفر باللقب للمرة الثانية في تاريخه.

ويعتبر اللقاء صراعاً حقيقياً بين التاريخ والعراقة اللذين يمثلهما الكويت، والجغرافيا التي يمثلها ناساف مستضيف المباراة.

وسبق للكويت ان توج بلقب المسابقة عام 2009 على حساب الكرامة السوري بالفوز عليه 2-1 في المباراة النهائية، وهو يأمل ان يمنح بلده انجازا آخر يضيفه الى تتويج المنتخب الاول ببطولة غرب اسيا 2010 وبطولة كأس الخليج 2011، وتألقه في التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل.

كما يحمل الكويت مسؤولية كبيرة على الساحة العربية تتمثل في إبقاء اللقب عربيا اذ سبق ان توج به الجيش السوري (2004) والفيصلي الاردني (2005 و2006) وشباب الاردن الاردني (2007) والمحرق البحريني (2008) والكويت (2009) والاتحاد السوري (2010) في الاعوام السبعة الاخيرة.

وفي اطار استعداده للمباراة النهائية، قام مدرب الكويت الكرواتي دراغان تالاييتش ومساعده الاردني عبدالله بوزمع بدراسة ناساف بشكل مفصل من خلال مشاهدة دقيقة لمباريات الخصم كافة في البطولة الاسيوية، وقال عبد العزيز المرزوق، رئيس مجلس ادارة النادي، ان ثقته كبيرة في لاعبي الفريق وفي قدرتهم على استرجاع اللقب، مشيرا الى ان «الكويت سيواجه خصما قويا يتمتع بإمكانات عالية وهو سيخوض النهائي مدعوما بالارض والجمهور، الا ان فريقنا يمتلك المقومات والحلول المناسبة بفضل احترافية الجهاز الفني والاداري».

ومن جانبه، اوضح محمد الهاجري، المشرف على الفريق، ان سبب مغادرة وفد الكويت الى كارشي قبل موعد المباراة النهائية بأربعة أيام يعود الى الرغبة لدى الجهاز الفني في منح اللاعبين فرصة للتأقلم على الاجواء وتجاوز الفارق الزمني بين الكويت واوزبكستان.

وكانت طائرة خاصة نقلت البعثة الكويتية التي ضمت حوالي مئة شخص وحطت في مطار كارشي العسكري كون المطار المدني في المدينة لا يضم مدرجا يستوعب طائرات كبيرة.

واللافت ان البعثة حملت عددا كبيرا من الجمهور المحلي الذي يمثل اندية الكويت والقادسية والعربي وكاظمة بعد ان تحول النهائي الى «هاجس وطني» في البلد الخليجي.

ويدخل الكويت الى النهائي بعد تعادله المخيب للآمال مع الصليبخات المغمور 3-3 في الجولة السابعة الاخيرة من بطولة كأس ولي العهد حيث يحتل المركز الثالث في المجموعة الثانية، علما ان تعادله مع الشباب في المباراة المؤجلة من المرحلة السادسة والمقررة في 2 نوفمبر المقبل يضمن له موقعا في الدور نصف النهائي من المسابقة المحلية التي توج بلقبها في الموسمين الماضيين.

وفي طريقه الى المباراة القمة، احتل الكويت المركز الثاني في المجموعة الرابعة ضمن دور المجموعات برصيد 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل مقابل خسارتين، متخلفا عن الوحدات الاردني المتصدر (14)، ومتقدما على الطلبة العراقي (5) والسويق العماني (3).

وتجاوز الكويت العقبة الأصعب في دور الـ 16 وتمثلت بمواطنه القادسية بركلات الترجيح 3-2 بعد ان انتهى لقاء القمة بينهما بالتعادل 2-2.

وفي ربع النهائي، تغلب «العميد» على موانغ تونغ يونايتد التايلندي 1 -صفر ذهابا قبل ان ينتزع منه التعادل السلبي ايابا في بانكوك، ثم تخلص من اربيل العراقي في نصف النهائي اثر فوزه عليه 2 -صفر في عقر داره ذهابا وتعادله معه 3-3 إيابا.

ويتوجب على الكويت، الذي يعود تاريخ تأسيسه الى عام 1960، خلال المباراة النهائية تحصين العمق الدفاعي في تشكيلته بعد ان اهتزت شباكه ست مرات في المباريات الثلاث الأخيرة محليا وقاريا، كما يقع على عاتق العاجي بوريس كابي وضع حد لظاهرة اهدار الفرص السهلة امام المرمى.

وسيفتقد «العميد» خلال المباراة الى احد ابرز عناصره جراح العتيقي بعد حصوله على بطاقتين صفراويين في مباراتي الدور نصف النهائي، فضلا عن سامي الصانع للسبب عينه، بيد ان الورقة الرابحة تبقى حاضرة وتتمثل بالنجم البرازيلي روجيريو كوتينيو، دون اغفال الدور المهم الذي يقوم به الاردني رأفت علي والحارس خالد الفضلي.

ويزخر سجل نادي الكويتي بالالقاب المحلية اذ توج بلقب بطل الدوري المحلي 10 مرات وكأس الامير 9 مرات، وكأس ولي العهد 5 مرات، فيما احرز لقبا واحدا في كأس الاتحاد الكويتي والكأس السوبر الكويتية، وكأس الخرافي وكأس الاتحاد الاسيوي.

ومن جانبه، يدخل ناساف الى مباراة الغد التي يخوضها بكافة نجومه، متسلحا بعاملي الارض والجمهور الذي سيشغل الجزء الاكبر من ملعبه الذي يتسع لـ 20 الف متفرج.

ويدخل ناساف الى المواجهة بعد تعادله السلبي في المباراة الاخيرة التي جمعته بأولماليك في 22 اكتوبر الجاري ضمن الدوري الاوزبكي حيث يحتل المركز الثاني (46 نقطة)، علما بان اللقب حسم قبل فترة لصالح بونيودكور (58 نقطة).

وكان من المــــــقرر ان يلتــــــقي ناســــــاف مع باخــــــتاكور في نهائي كأس أوزبكـــستان يوم الاربــــعاء الماضي بيد ان الاتحاد المحلي ارتأى تأجيل اللقاء الى 13 الشهر المقبل افساحا في المجال امام الفـــــريق للاستعداد للنـــــهائي القاري.

ويبحث ناساف، الملقب بـ «الدراغونز» والذي ابصر النور قبل 14 عاما فقط وتحديدا سنة 1997، عن لقبه الاول ان كان على الصعيد المحلي او القاري.

وفي طريقه الى المباراة النهائية، تصدر ناساف ترتيب المجموعة الأولى ضمن دور المجموعات برصيد 18 نقطة من 18 ممكنة بعد تحقيقه ستة انتصارات على كل من ديمبو الهندي (7 نقاط)، الانصار اللبناني (6) والتلال اليمني (4)، مسجلا 30 هدفا (الأفضل في دور المجموعات).

وفي دور ال16، تغلب على الفيصلي الاردني 2-1، قبل ان يتخلص من عقبة تشونبوري التايلندي في ربع النهائي من خلال ركلات الترجيح 4-3 بعد ان فاز خارج ارضه 1 - صفر ذهابا وخسر في ملعبه بالنتيجة ذاتها ايابا.

وفي الدور نصف النهائي، تغلب على الوحدات الاردني 1 - صفر ذهابا في كارشي، قبل ان ينتزع التعادل من خصمه 1-1 ايابا في عمان.

ويعتمد ناساف بشكل خاص على العامل البدني الذي يتفوق فيه على خصمه ويستند في الناحية التهديفية على المهاجم المونتينيغري الخطير ايفان بوسكوفيتش الذي يتصدر ترتيب هدافي البطولة الاسيوية برصيد 11 هدفا.

ويتوجب على الكويت حسم المباراة قبل الوصول الى ركلات الترجيح لان ناساف متخصص فيها نظرا لتميز لاعبيه بعنصر التركيز، اذ سبق للفريق الاوزبكي ان نجح في تحقيق الفوز من خلالها في مناسبتين خلال الموسم الراهن، الاولى، على حساب تشونبوري التايلندي في ربع نهائي المسابقة الاسيوية، والثانية، في الدور نصف النهائي من كأس أوزبكستان على حساب بونيودكور.



المرة الثانية



تشير سجلات الاتحاد الاسيوي لكرة القدم إلى ان الكويت سبق له ان التقى ناساف كارشي الاوزبكي مرة واحدة.

كان ذلك في العام 2002 خلال منافسات مجموعة الدور ربع النهائي لتصفيات غرب اسيا في ابوظبي ضمن بطولة الاندية ابطال الدوري الآسيوي.

وأسفر اللقاء عن تعادل الفريقين 1 - 1 وتأهل ناساف إلى نصف النهائي بحلوله ثانيا في المجموعة فيما ودع الكويت المنافسات بحلوله ثالثا.



مباشر من كارشي



متابعة إعلامية

أفردت الصحف الاوزبكية مساحات كبيرة للمباراة المرتقبة اليوم بين ناساف والكويت وركزت على كونها تشكل فرصة ذهبية للفريق المحلي لإحراز أول لقب له على الاطلاق، اذ لم يسبق له اعتلاء أعلى نقطة من منصة في اي بطولة، سواء محلية او خارجية.

المرزوق يشكر السفير

أعرب عبد العزيز المرزوق رئيس نادي الكويت عن خالص شكره وتقديره الى السفير خلف ابوظفير وأركان السفارة محمد الشحومي وأحمد الغانم وأعضاء السفارة الذين تكبدوا عناء السفر من طشقند الى كارشي (500 كم) برا لاستقبال الوفد الكويتي والاقامة في كارشي لتسهيل اقامة الوفد حتى عودته، وقال المرزوق ان هذا ليس بغريب على ابناء الكويت المخلصين الذين يبذلون كل ما بوسعهم من اجل راحة مواطنيهم.

وعلى الصعيد ذاته يقيم سفير الكويت في اوزبكستان حفل عشاء مساء اليوم على شرف الوفد الكويتاوي، وبعدها سيغادر الوفد مدينة كارشي عائدا الى الكويت.

تحديات بالجملة

يواجه لاعبو الكويت عدة تحديات منها برودة الجو القارس، وكذا المعاناة التي عاناها الفريق قبل سفره اذ رفض الاتحاد الكويتي لكرة القدم تأجيل لقائه مع الصليبخات في كأس ولي العهد قبل سفر الوفد بيوم واحد، في حين ان الاتحاد الاوزبكي قرر تأجيل مباراة ناساف مع نظيره باختاكور في نهائي كأس اوزبكستان حتى لا يتعرض اي من لاعبي الفريق الى الاصابة، كما كان الاتحاد الآسيوي للعبة رفض ايضا نقل المباراة من المدينة الصغيرة كارشي الى طشقند حيث تتوافر في المدينة الاخيرة كل الامكانات التي تسمح بإقامة نهائي مناسب.

التدريب الأخير

أدى لاعبو الكويت مرانهم الاخير امس على ملعب المباراة في ظل اجواء مشابهة لطقس المباراة، وركز المدرب الكرواتي دراغان تالاييتش على تسديد الركلات الترجيحية تحسبا لانتهاء المباراة في وقتيها الاصلي والاضافي بالتعادل، بالاضافة الى الاستفادة من التمريرات الطولية لاختراق دفاع الخصم الذي يتمتع ببنية جسمانية قوية وطول فارع، وساد جو التدريب اجواء من البهجة والتفاؤل وحضره عبد العزيز المرزوق رئيس نادي الكويت والنائب مرزوق الغانم مدير عام كرة القدم بالنادي وعبد العزيز العنبري عضو مجلس الادارة ووليد الراشد امين السر العام.

وقد اجتمع مرزوق الغانم باللاعبين اكثر من مرة وبث فيهم الروح المعنوية العالية، متمنيا ان يجني اللاعبون والجهاز الفني والاداري ثمرة جهدهم في مشوار البطولة ويحققوا اللقب الآسيوي الذي يتمناه جماهير الكويت.

«الأبيض» يسعى لـ «دوري الأبطال»

علمت «الراي» ان الكويت يسعى حثيثا وبكل جدية الى المشاركة في دوري أبطال آسيا الذي ينظم فقط للأندية المحترفة آسيويا ولا يشارك فيه اي نادٍ كويتي. وكانت ادارة النادي قد تلقت كتابا من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ اسبوع، يطلب فيه تحقيق المتطلب الاخير الذي يقف عائقا دون مشاركته في دوري الابطال وهو تحويل كيان النادي الى «كيان تجاري»، وقد تدارست ادارة النادي كل السيناريوات المطروحة وستختار السيناريو الذي يضمن لها المشاركة من دون أي مشاكل مستقبلية بعد الاتفاق مع الجهات المعنية.

شاشات عملاقة

ويتوقع المراقبون ان يزحف الجماهير الى الاستاد قبل موعد المباراة بخمس ساعات، وقد وضعت الاجهزة المحلية العديد من شاشات العرض الكبيرة تحسبا للضغط الجماهيري المتوقع، كما يتوقع ان تغلق الابواب قبل بدء اللقاء بساعات. تقام المباراة في طقس بارد ربما تصل درجة الحرارة الى 10 درجات مئوية، مع وجود فرصة لوجود أمطار، ويدير اللقاء طاقم حكام من كوريا الجنوبية.

دراغان والوحدات

خلال المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة النهائية، مازح الكرواتي دراغان تالاييتش، مدرب الكويت، رجال الاعلام الاوزبكي عندما قال لهم بأن «فريقكم (ناساف كارشي) كان محظوظا ببلوغ لقاء القمة لأنه تجاوز الوحدات الاردني في الدور نصف النهائي»، وتابع: «لو كنت مدرب الوحدات لما كان ناساف بلغ النهائي».

معلوم ان تالاييتش كان على رأس الجهاز الفني للوحدات في الموسم الماضي قبل ان ينتقل لقيادة الكويت، فيما تجاوز ناساف الفريق الاردني في نصف النهائي بعد فوزه عليه 1 - صفر في كارشي ذهابا وتعادله معه 1 - 1 في العاصمة الاردنية عمّان إيابا.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي