قطف دان / قبلة

تصغير
تكبير
| عبدالله عيسى |

أول التماس بين الأرواح انما هو شعلة تشتبك بها الشفتان وتتماهى الروحان في سكيب منها فاذا بلغتا التراقي فما ثم رجعة الا هما «هي» يشار الى أيهما باشارة واحدة ولا يتنازعان فيها، فهم ثالوث مقدس، هو هي وروح الحب القدس الرابط بينهما.

القبلة باب ان يفتح فمولج النشوة الكبرى حباً وسعادة، وان يكسر فخواء موقوت، يفتح على رياض لك زهراتها تقطف منها انّى شئت ما شئت، وكسره عن حجرة مصمتة لا عوج فيها ولا أمتاً.

فلا تعجل بها من قبل أن يقضى اليك الأمر، وتبلغ بها الروح أهلاً، ولا تعجل فيها ودع كلك يتصل بكلك، وانغمس في قدس من الحلول فيها والاتحاد معها، دعها هي توصلك بلغتها فذلك أفصح للمراد وأقرب للمرام، وأطلق لأنثاكما العنان وأسلمها اللجام فان الروح الأرق - وليست دائماً هي - تستشعر الحس فتلمسه فيقع عليه الأثر باشرة لا وسيط بينكما، ولا يكون الوقع كففاً بل في العين واللب.

قال قباني:

لما تصالب ثغرانا بدافئة

لمحت في شفتيها طيف مقبرتي

تروي الحكايات أن الثغر معصية

حمراء... انك قد حببت معصيتي

ويزعم الناس أن الثغر ملعبها

فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟



* شاعر وكاتب كويتي

[email protected]

@abdullah_eisa
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي