من وحي الشارع / غرائبيات خروف العيد

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

دخل في أنبوب الصرف الصحي ليلقى حتفه بطريقة كوميدية.

ذلك لم يكن فيلما كرتونيا بطله الفأر «جيري» بل الجرذ قذافي **الذي طالما أثار موجة من الاستياء والسخرية أثر تصريحاته الغرائبية.

ففي مؤلفه الكتاب الأبيض دعى إلى دمج اسرائيل بفلسطين واستحداث دولة أسراطين ليعم السلام، وفي كتابه الأخضر شق السماء بنظرياته العبقرية وخاصة عندما ذكر أن المرأة أنثى والرجل ذكر، وفي منهجه لمحاربة الاحتكارات الأجنبية ذكر أن الكوكاكولا هي من أصول أفريقية، لأن الكولا ثمرة أفريقية، وأن كلمة الديموقراطية عربية الأصل وتعني «ديموكراسي» أي حكم الدهماء في حين جلوسهم على الكراسي.

ومن تصرفاته غير العقلانية عندما أعلن الجهاد ضد سويسرا، ودعوته لمئتي فتاة إيطالية لم يتجاوزن الثلاثين من عمرهن، حسناوات لا يقل طولهن عن المتر وسبعين سم، حضرن إلى ليبيا بناء على دعوة القذافي الذي جمعهن في خيمته ليوزع عليهن المصاحف ويدعوهن لدخول الإسلام، كأنه يريد أن يقول لا مكان للجياكر وقصار القامة في الإسلام.

ومازال العالم يذكر خطبته الشهيرة في مدينة «تمبكتو» في جمهورية مالي الأفريقية حيث قدم مجاملة رخيصة للجمهور المالي عندما ذكر لهم بأن الحضارة الإسلامية بدأت من «تمبكتو»، وكانت خطاباته مملة وأفكاره غير منظمة ويطرح الفكرة نفسها عشرات المرات وخطبته في الأمم المتحدة التي تجاوزت الساعة والنصف أدت إلى انهيار المترجم، وخطابه زنقه زنقه تحول إلى أغنية رقص الناس على كلماتها لشدة طرافتها، وفي نهاية الفيلم الليبي عثروا على من كان يبطش بشعبه محشوراً في أنبوب الصرف الصحي يطلب الرحمة.

وكلنا نذكر كيف تم إعدام دكتاتور العصر صدام حسين في صبيحة يوم عيد الأضحى، وكان خروف عيد «معفن» صلاحيته منتهية، وهاهو القذافي يضحون به قبل العيد ويوضع في ثلاجة يصطف أمامها الجمهور الليبي بالطوابير ليمطروه بالبصاق ويشيعوه باللعنات، والدعوات في أن يحترق في قعر جهنم وكل آهة تطلقها أم شهيد تدعه ينقلب في قبره كالمجنون.

انتهى المسلسل الليبي، وهناك مسلسلات عربية أخرى في انتظار النهايات السعيدة وعيدكم وعيد الربيع العربي مبارك.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي