«سورية تجاوزت سيناريو الحرب الأهلية وكل محاولات زرع الفتنة أُجهضت»

الأطرش لـ «الراي»: النظام يترنّح ... ولم يتجاوز مرحلة الخطر

تصغير
تكبير
| بيروت - من ريتا فرج |

أكدت منتهى الاطرش الناطقة الرسمية باسم المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية) وابنة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش أن النظام السوري «لم يتجاوز مرحلة الخطر»، داعية الرئيس بشار الأسد الى «الانضمام للشعب السوري»، ومشيرة الى «أن وقف آلة القمع» سيدفع كل السوريين للخروج الى الشارع للمطالبة بإسقاط النظام.

«الراي» اتصلت بـ منتهى الأطرش وأجرت معها الحوار الآتي:



• ما موقف منتهى الأطرش من المجلس الوطني السوري؟ وهل تؤيدين هذه الخطوة؟

- أدعم كل أطياف المعارضة في الداخل والخارج. ورغم أنني لا أنتمي لأي تكتل، الا انني أدعو المعارضة الى توحيد صفوفها ما دام هدفها الأساسي إسقاط النظام. لا أخاف على المعارضة السورية، ولكن النظام يحاول زرع بذور الخلاف في ما بينها، وأعتقد أنها ستتجاوز خلافاتها.

• بلغ عدد الضحايا من الأطفال منذ بداية الحركة الاحتجاجية في سورية نحو 225 طفلاً. ما رأيك في ذلك؟

- الشعب السوري تحكمه عصابة ليس لها أخلاق ولا ضمير. ومنذ بداية الثورة قُتل الأطفال بشكل وحشي، وحتى الثورة نفسها انطلقت دفاعاً عن أطفال درعا. النظام يقتل اطفال سورية وجيلها الشاب، وهذا الأمر مستغرب. وهنا أريد أن أقول لهؤلاء الشبيحة وللنظام أيضاً أليس لديكم أطفال؟ اتقوا الله.

• حذرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي ميلاي من أن القمع السياسي للاحتجاجات المناهضة للنظام قد يدفع سورية لحرب أهلية شاملة. هل تتخوفين من سيناريو الحرب الأهلية؟

- لا أخاف من الحرب الأهلية وأستبعدها. الشعب السوري متضامن، وكلنا يد واحدة حتى إسقاط النظام. التعدد الطائفي والاثني في سورية لا يشكل خطراً عليها، وشعار الثورة السورية لا للطائفية ويد واحدة حتى إسقاط النظام. النظام حاول جرّ البلاد الى الحرب الأهلية لكنه فشل في ذلك، لأن تضامن الشعب السوري أقوى من كل مخطط. في السابق كانت لديّ شكوك وتخوفتُ من اندلاع الحرب الأهلية، لكن بعدما استشرتُ المعلمين الكبار من أمثال رياض الترك والطيب تيزيني وهيثم المالح زالت شكوكي. سورية تجاوزت سيناريو الحرب الأهلية، وتضامُن الشعب السوري أجهض كل محاولات زرع الفتنة.

• يوم الجمعة الماضي أطلق عليه «جمعة أحرار الجيش»، هل الرسالة التي أرسلتها تنسيقيات الثورة قد تؤدي الى زيادة حركة الانشقاقات في الجيش السوري؟

- حركة الانشقاقات في الجيش السوري تزداد يوماً بعد يوم، وقد وصل عدد المنشقين الى 15 ألف جندي، وإذا رفع النظام آلة البطش والقتل فإن الانشقاقات ستتسع، لأن جيش سورية جيش حر كالشعب السوري، ولكنه يخاف هو أيضاً من النظام، وبالامس القريب انشقّ عبد المجيد المصري وهو من حماة فاغتالوه.

• بعد الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن، الى أين تتجه سورية؟ وهل تجاوز النظام السوري مرحلة الخطر؟

- روسيا تتعامل مع القضية السورية من موقع المصالح، ورغم ذلك أعتقد أن القيادة الروسية ستميل الى الشعب السوري في نهاية المطاف. النظام لم يتجاوز مرحلة الخطر وهو الآن يترنح وليس أمامه إلاّ خيار الاصغاء لمطالب الشعب السوري.

• الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وضع خريطة طريق في مقاربته للأزمة السورية وطالب بإلغاء المادة الثامنة من الدستور ووقف آلة القمع والسماح للسوريين بالتظاهر. ما رأيك في ذلك؟

- إذا تم وقف آلة القمع والبطش فهذا يعني أن النظام انتهى، وعندها الشعب السوري كله سيخرج الى الشوارع بتظاهرات مليونية لإسقاط النظام. لا أريد التعليق على موقف الاستاذ وليد جنبلاط، ربما لديه رؤية خاصة ويعلم بتفاصيل الأوضاع الاقليمية اكثر مني.

• هل أنت خائفة على دروز سورية من السيناريو الذي يقول ان سقوط النظام سيؤدي الى تهديد الأقليات؟

- نحن متمسّكون بأرضنا وسندافع عنها، ويجب عدم إغفال ان الثورة السورية (الكبرى) انطلقت من السويداء. نحن حماة الديار وتاريخنا يؤكد على ذلك، والمخاوف التي يثيرها البعض حول الاقليات لا أساس لها.

• ما رأيك بالتظاهرات المؤيدة للنظام؟

- تظاهرات التأييد لا أساس لها، وكل الذين يتظاهرون هم من الموظفين والطلاب الذين يتم حشدهم في الساحات لاطلاق شعارات مؤيدة للنظام، وأنا على يقين أنهم غير مقتنعين بها. حتى أن بعض الجهات اتصلت بقريبتي وطلبوا منها النزول الى الشارع للمشاركة في التظاهرة المؤيدة للنظام. الشعب السوري كله مع إسقاط النظام، وما نراه على التلفزيون من تظاهرات تدعم النظام، كلها مدبرة.

• الحركة الاحتجاجية في سورية مرّ عليها ثمانية أشهر، فما الرسالة التي يمكن أن توجهيها الى جيل الشباب الذي يقود الحركة في الميدان؟

- الشباب جيل المستقبل، وأعتبر نفسي أماً لكل الشباب السوري الذي يتلقى الرصاص ويتعرّض للقتل. وأقول للشباب المستقبل أمامكم وأدعمكم بكل جوارحي حتى إسقاط النظام، وأضع يدي بيدكم من أجل بناء سورية الغد.

• سبق أن وجّهتِ رسالة عبر «الراي» للرئيس الأسد، فماذا تقولين له اليوم؟

- أدعو الرئيس الأسد من جديد للانضمام الى الشعب السوري وأقول له ان السوريين ضد كل مؤامرة خارجية ونحن حريصون على سورية وسنحميها بأرواحنا وعقولنا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي