تحت هذا الشعار وتحت حملة «متحدون من أجل التغيير العالمي»، خرجت يوم السبت الماضي 15 أكتوبر تظاهرات في أكثر من 750 مدينة شملت 82 دولة وهي مرشحة بأن تزيد وتتضاعف.
وهي حملة شعبية دولية تكاد تكون نادرة في اجماعها على التوقيت والهدف، وهي تعكس اتحاد الشعوب ضد اتحاد النخب الرأسمالية المسيطرة على مقدرات هذه الشعوب، ضد الجشع والفساد وافقار الشعوب وسياسات الخصخصة التي تنتهجها النيوليبرالية ونظامها الرأسمالي.
وهذه الاحتجاجات العالمية تأثرت بحركة «احتلوا وول ستريت» الأميركية وبالثورات والانتفاضات العربية، وشملت عواصم في جميع أرجاء الكرة الأرضية من طوكيو إلى نيوزيلندا واستراليا ودول أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي إيذان بشيء أكبر وهي بداية العاصفة كما قال أحد الأكاديميين الأميركيين.
وهي ليست حركة فجائية أو طارئة أو نخبوية، بل هي متصاعدة منذ بداية الأزمة الاقتصادية الرأسمالية في العام 2008، فحركة «الغاضبون» الاسبانية ما زالت تتصاعد منذ مايو الماضي وتواجه قمعاً بوليسياً، كما تستمر المظاهرات في كل من اليونان والبرتغال وايطاليا التي تتم فيها مواجهات مع الشرطة، كذلك تستمر مظاهرات الطلاب في تشيلي منذ مايو أيضاً مطالبة باصلاح التعليم وإلغاء تبعية الجامعات للقطاع الخاص، وكذلك في كولمبيا حيث تحتدم الصراعات بين الطلاب والحكومة بشأن اصلاح النظام الجامعي.
وفي الولايات المتحدة اتسعت احتجاجات «احتلوا وول ستريت» لتشمل 1300 مدينة موزعة على الولايات المتحدة وانخرط طلاب أكثر من 85 جامعة في الحركة الاحتجاجية حتى الآن، وتهدف الحركة في لندن إلى احتلال مركز البورصة، وفي باريس يريدون احتلال منطقة «لاديفانس» وهي المنطقة التي يوجد بها أهم الشركات الفرنسية، أما في برلين التي لم يتوقع أن تكون الاحتجاجات واسعة فيها فقد فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية بحجمها.
وقد تم تصميم مواقع عالمية للدعوة إلى التحرك والاضراب ووضعت بها خرائط لمكان التجمعات والمراكز المالية والمصارف التي تنوي الجماهير احتلالها، أما في اسبانيا التي تبلغ بها نسبة البطالة أكثر من20 في المئة بينما تقول مصادر أخرى أنها بلغت 40 في المئة خرج آلاف من المتظاهرين ضد سياسة التقشف ورفع الدعم الاجتماعي عن الشعب التي أوصى بها كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، رافعين شعار «التقشف يزيد من عدم المساواة بين الناس»، وطالبت الجموع بحرية الوصول إلى المعلومات واصلاح التعليم ورفض الخصخصة والتسليع واستعادة الديموقراطية الحقيقية من يد النخبة المالية التي نهبت شعبهم، كما شملت الدعوة العالمية شعوباً عربية تجاوب بعض شبابها معها.
ويقول أحد التقارير ان بافيت الأميركي وهو ثاني أغنى رجل بالعالم يدفع 4.17 في المئة ضرائب على دخله الضخم، بينما تدفع سكرتيرته 36.17 في المئة ضرائب على دخلها البسيط، وقس هذا على كل الرأسماليين بالعالم.
إن العالم الذي لم يعد كما كان بدأ يغلي، أما النظام الرأسمالي فقد أثبت فشله ولا عدالته ليس في دولة واحدة بل في كل أرجاء الأرض، فلا بد من نظام إنساني أكثر عدلاً واحتراماً للبشر.
وليد الرجيب
[email protected]