العودة إلى «المجالس»

تصغير
تكبير
| بانة عبدالرزاق القطان |

مجلس الأمة، ذلك الصرح الذي يختصر في مفهومه أعظم صور الحرية و الديموقراطية، و له عظيم الشأن السياسي في النفس، فهو انعكاس للشعب، و خلاصة ما يريده. والآن ها هو وقت العمل قد عاد، بالرغم من كل الأزمات التي أثقلت كاهله، لتعود الحياة في الآمال المرجوة من النواب لتحقيقها باسم سلطتهم، و لعل و عسى أن نرى إصلاحا حقيقياً لا يدع مجالاً لفسادِ أي ذي فساد.

إن النواب أشخاص أخذوا على عاتقهم مسؤولية الشعب، و إن أراد الشعب التعبير يكون النائب صوت المواطن و مسمعه، و لكن لا يكون ذلك إلا بمقابل ما تجود به الأيدي و بحسب ما تأخذه الضمائر وتحتويه الذمم، و لم تعد تقتصر حرية التعبير علىالشجاعة في التحرك أو الصدق في الوفاء للقَسَم، و إنما بما تمليه الأجندات الجانبية، و ما تنص عليه المطالب الخفية. و بات في جعبتي السؤال: لماذا وصل بنا الحال لنسأل النائب ما هو أصلاً من واجبه، بدلاً من أن يكون لكل منا رؤية مستقبلية هادفة قابلة للتطبيق يقدمها لكل نائب تم التصويت له والاعتماد عليه من بعد الله لاستيفاء الحقوق و ضمان أن يجري الحق مجرى الدم في عروق الوطن و مصلحة المواطن؟ و لماذا ينسى النواب إن لم يتناسوا- أن واجبهم هو المواطن كوحدة واحدة غير قابلة للتجزيء؟

إن الوطن أمانة في أعناق المواطنين شعباً و نواباً عنه، فإن لم يحفظ المواطن الأمانة لن يحفظها غيره، و إن قصر أي طرف بواجبه تجاه الأمانة تُلام كل الأطراف. إن كنا نريد من النواب حاجة فهي طلب لا أمر أن يضعوا الوطن نصب أعينهم، التكليف بحمايته في عمق قلوبهم، الإيمان بأحقيته بالولاء محور أرواحهم، و أن تكون ضمائرهم هي وسادتهم التي ينامون عليها ليلاً و مقاعدهم التي يجلسون عليها نهاراً.

في الختام، من يعش خائفاً لن يكون أبداً إنساناً حراً، ليست الأهداف ضرورية لتحفيزنا فحسب، بل هي أساسية فعلاً لبقائنا على قيد الحياة، فليكن الوطن هدفنا وليكن الموت على أرضه مهما كلف الأمر هو حياة لنا.



دمتم بود

إدارة أعمال- الجامعة العربية المفتوحة
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي