حديث / شبابنا وموضة «كاميرا ستايل»

ابتسام السيار


| ابتسام السيار |
لاحظت قبل اسابيع في المجمعات خاصة وعلى شواطئ البحر انتشار موضة جديدة عند الشباب خاصة لمن هم دون العشرين فهي ليست تقليد قصة شعر او لبس او التشبه** بفنان او فنانة او لاعب مشهور... ولكنها موضة الكاميرا والتصوير فهناك مجموعة كبيرة من بعض الشباب والفتيات يحملون او يعلقون الكاميرات الفوتوغرافية على رقابهم و يتجولون بين الشواطئ او بين مختلف اركان المجمعات ليلتقطوا الصور وخاصة بشكل لافت في الكافيهات خاصة الفتيات فالبعض منهن يلتقط الصور للاخريات وهي تبتسم والاخرى شاردة الذهن او بحركات يتعقدن انها صور مذهلة... فلا شك ان هواية التصوير تعد من اروع الهوايات وان التقاط المناظر هو اجمل ما يبقي الانسان بتواصل مع الذكريات ولكن ليس بالتقليد للغير لانها هنا تعد مجرد وقت وليست هواية ينميها.
مما لاشك ان الانسان يتأثر بمن حوله وبما حوله من اشخاص واحداث واشياء... والانسان المتوازن يتأثر ويؤثر وهذا يعني أن التقليد يمكن ان يكون طبيعيا حيث يتأثر الانسان بالاشخاص من حوله بأفكارهم وسلوكهم وتصرفاتهم وثيابهم وغير ذلك...وهذا يساهم في قبوله في الجماعه التي ينتمي اليها ويعزز مكانته فيها ويعتبر ذلك نوعا من التكيف الاجتماعي الناجح... فالطفل اكثر تأثرا من البالغ الراشد وهو يقلد اكثر لان معلوماته وخبراته قليلة وعندما يكبر فهو يصبح أقل تأثرا وتقليدا واكثر تأثيرا واستقلالية والتقليد بالمعني المرضي يعنى التأثر الشديد بالاخرين والبحث عن تقليدهم في الملبس والشكل والهيئة وطريقة الكلام والمشتريات وغير ذلك دون ان يكون في ذلك مصلحة حقيقية او نفع او ملاءمة لشخصية الانسان وظروفه الخاصة. ومثل ذلك ما ذكرته في البداية ان الشباب يبذلون جهودا كبيرة في التقليد فهناك من يحصل على النقود بسهولة او يدخرها ليقتني تلك الكاميرا والقليل من يلجأ الى سرقة المال ليشتريها حتى لا يصبح اقل منهم شأنا وحتى يصل الى المضمون الايجابي والمفيد لتلك الهواية لانها تفتقد ذلك اصلا، وكثير من يسعي وراء الموضات والمظاهر والتقليد وهم يظنون انهم اصبحوا احسن حالا وانهم امتلكوا النجاح والمنزلة والشهرة وهم لا يشعرون بالرضى الحقيقي عن انفسهم وظروفهم ولا بد من اختيار الهواية حتى يشبع ذاته... وعادة يقلد الاضعف الاقوى يتأثر به كما يقلد الصغير الكبير لانه يشعر بالنقص والضعف ويتمني ان يتخلص من ضعفة ونقصة من خلال التشبه والشبه ويحقق ذلك درجة من الرضا والاطمئنان الموقت... و في الجانب الاخر يمكن ان يكون التقليد دافعا للجد والتحصيل واكتساب المهارة والقدرات و في ذلك دفع ايجابي وطبيعي ومطلوب والانسان يسعى للأفضل والاحسن دائما ولا بد من التفريق بين تقليد القوالب الجامدة الشكلية الفارغة وبين الوصول الى المضمون الاقوى والانجح من خلال الجد والتحصيل والعمل. ويلعب التنافس والحسد دورا مهما في التقليد حيث يقلد البعض اعمال الاخرين الناجحة ولكن بشكل مزيف لانه لا يمتلك جوهر النجاح من حيث الموهبة والدأب والمثابرة والامكانيات... والمقلد عموما شخصية تشكو من النقص وعدم الثقة بذاتها ولا يمكنها ان تحقق ذاتها وان ترضى عنها من خلال اعمالها العادية وسلوكها واستقلاليتها وانتاجيتها وهي قلقة وغير مستقرة وتبحث عن ذاتها من خلال الاخرين فقط... ولا يمكنها ان تنظر في اعماقها لتكتشف مواقع القوة والضعف بل تهرب الى التفكير السطحي والكسب السريع والاطراء من الاخرين... كما انها اقل نضجا وتماسكا وفعالية وهي تتأثر بسرعة وتتقلب وتفتقد الى القوة الحقيقية والعمق والنجاح... واخيرا لابد للإنسان من ان يبحث عن ذاته وان يفهمها ويطورها ويغنيها بما يناسبها من خلال الجد والكفاح والطموح والتحصيل في كافة المجالات المفيدة والبناءة بعيدا عن التقليد السطحي وعن القشور الهشة التى لا تسمن و تغني من جوع.
[email protected]
لاحظت قبل اسابيع في المجمعات خاصة وعلى شواطئ البحر انتشار موضة جديدة عند الشباب خاصة لمن هم دون العشرين فهي ليست تقليد قصة شعر او لبس او التشبه** بفنان او فنانة او لاعب مشهور... ولكنها موضة الكاميرا والتصوير فهناك مجموعة كبيرة من بعض الشباب والفتيات يحملون او يعلقون الكاميرات الفوتوغرافية على رقابهم و يتجولون بين الشواطئ او بين مختلف اركان المجمعات ليلتقطوا الصور وخاصة بشكل لافت في الكافيهات خاصة الفتيات فالبعض منهن يلتقط الصور للاخريات وهي تبتسم والاخرى شاردة الذهن او بحركات يتعقدن انها صور مذهلة... فلا شك ان هواية التصوير تعد من اروع الهوايات وان التقاط المناظر هو اجمل ما يبقي الانسان بتواصل مع الذكريات ولكن ليس بالتقليد للغير لانها هنا تعد مجرد وقت وليست هواية ينميها.
مما لاشك ان الانسان يتأثر بمن حوله وبما حوله من اشخاص واحداث واشياء... والانسان المتوازن يتأثر ويؤثر وهذا يعني أن التقليد يمكن ان يكون طبيعيا حيث يتأثر الانسان بالاشخاص من حوله بأفكارهم وسلوكهم وتصرفاتهم وثيابهم وغير ذلك...وهذا يساهم في قبوله في الجماعه التي ينتمي اليها ويعزز مكانته فيها ويعتبر ذلك نوعا من التكيف الاجتماعي الناجح... فالطفل اكثر تأثرا من البالغ الراشد وهو يقلد اكثر لان معلوماته وخبراته قليلة وعندما يكبر فهو يصبح أقل تأثرا وتقليدا واكثر تأثيرا واستقلالية والتقليد بالمعني المرضي يعنى التأثر الشديد بالاخرين والبحث عن تقليدهم في الملبس والشكل والهيئة وطريقة الكلام والمشتريات وغير ذلك دون ان يكون في ذلك مصلحة حقيقية او نفع او ملاءمة لشخصية الانسان وظروفه الخاصة. ومثل ذلك ما ذكرته في البداية ان الشباب يبذلون جهودا كبيرة في التقليد فهناك من يحصل على النقود بسهولة او يدخرها ليقتني تلك الكاميرا والقليل من يلجأ الى سرقة المال ليشتريها حتى لا يصبح اقل منهم شأنا وحتى يصل الى المضمون الايجابي والمفيد لتلك الهواية لانها تفتقد ذلك اصلا، وكثير من يسعي وراء الموضات والمظاهر والتقليد وهم يظنون انهم اصبحوا احسن حالا وانهم امتلكوا النجاح والمنزلة والشهرة وهم لا يشعرون بالرضى الحقيقي عن انفسهم وظروفهم ولا بد من اختيار الهواية حتى يشبع ذاته... وعادة يقلد الاضعف الاقوى يتأثر به كما يقلد الصغير الكبير لانه يشعر بالنقص والضعف ويتمني ان يتخلص من ضعفة ونقصة من خلال التشبه والشبه ويحقق ذلك درجة من الرضا والاطمئنان الموقت... و في الجانب الاخر يمكن ان يكون التقليد دافعا للجد والتحصيل واكتساب المهارة والقدرات و في ذلك دفع ايجابي وطبيعي ومطلوب والانسان يسعى للأفضل والاحسن دائما ولا بد من التفريق بين تقليد القوالب الجامدة الشكلية الفارغة وبين الوصول الى المضمون الاقوى والانجح من خلال الجد والتحصيل والعمل. ويلعب التنافس والحسد دورا مهما في التقليد حيث يقلد البعض اعمال الاخرين الناجحة ولكن بشكل مزيف لانه لا يمتلك جوهر النجاح من حيث الموهبة والدأب والمثابرة والامكانيات... والمقلد عموما شخصية تشكو من النقص وعدم الثقة بذاتها ولا يمكنها ان تحقق ذاتها وان ترضى عنها من خلال اعمالها العادية وسلوكها واستقلاليتها وانتاجيتها وهي قلقة وغير مستقرة وتبحث عن ذاتها من خلال الاخرين فقط... ولا يمكنها ان تنظر في اعماقها لتكتشف مواقع القوة والضعف بل تهرب الى التفكير السطحي والكسب السريع والاطراء من الاخرين... كما انها اقل نضجا وتماسكا وفعالية وهي تتأثر بسرعة وتتقلب وتفتقد الى القوة الحقيقية والعمق والنجاح... واخيرا لابد للإنسان من ان يبحث عن ذاته وان يفهمها ويطورها ويغنيها بما يناسبها من خلال الجد والكفاح والطموح والتحصيل في كافة المجالات المفيدة والبناءة بعيدا عن التقليد السطحي وعن القشور الهشة التى لا تسمن و تغني من جوع.
[email protected]