أن تكون كويتيا، يجب ان يضاف اليك قليل من نكهة العنصرية، حتى تثبت انك كويتي اصيل، اما ان تكون كويتيا وتتعامل مع الجميع دون فوقية، فهذا يعني ببساطة انك تعاني من خلل جيني، وعلى ادارة الجنسية ان تراجع ملفاتك!
وان تكون كويتيا فهذا يعني انك ترى ان «المصاروة» هم سبب تردي التعليم، و«الفلسطن» سبب ازدحام الشوارع، و«البوعرقة» سبب الفساد الاقتصادي، و«المغربيات» سبب انحراف الازواج، و«الاندونيسيات» سبب ضعف مستوى الابناء الدراسي!
قبل ايام، كشفت حادثتان حجم المرض الذي يعاني منه المجتمع، الاولى كانت حصول الممثل الخلوق «احمد ايراج» على الجنسية الكويتية تبعا لوالده الذي استحقها من قبل، نشر اسمه في الجريدة الرسمية، فتداعى بعض اصحاب العاهات النفسية، للسخرية، والتقليل من شأنه بسبب اصوله الايرانية، وبعضهم سخر من اسمه واسم عائلته، مع ان من سخروا منه اسماؤهم مخجلة، لا يحملها انسان يحترم نفسه! ولكنها آفة البلد الذي يتصور بعض «الكوايتة» فيها ان على الدولة مراجعته شخصيا في ديوانيته كلما ارادت منح الجنسية الكويتية لأي انسان!
ومن محطة عنصرية الى اخرى، تسرب الغاز في المصفاة! فخرج لنا المسؤول الهمام مرددا بأن الامور طيبة ولا خسائر تذكر...! الاخ يقول لنا بكل ثقة، الخسائر لا تذكر، مع ان القتلى اربعة؟! قيل له ان اربعة هنود ماتوا، هل اربعة قتلى بسبب اهمالكم تعتبر خسائر لا تذكر؟ ويبدو انه اجاب مبتسما: في الهند يموت الآلاف يوميا بسبب هذه الحوادث!
اربعة قتلى بسبب الاهمال، لا حرك النقابات النفطية المتخمة، ولا الصحافة الفهلوية، ولا النواب الكسبة، ولا الاقلام المستثقفة، ولا الشارع الثوري الذي يمارس عادة الاعتصام الاسبوعي كنوع من الترفيه... فالقضية لا تتعدى موت اربعة، في مقابل ضمائر ميتة!
ومتأكد ان البعض بعد قراءته للمقال سيعلق «حسبالي عندك سالفة، كلهم اربعة هنود»!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com