تركي العازمي / العقول المستباحة!

تصغير
تكبير
الذي يحصل في الساحة سيدات وسادة المجتمع الكويتي هو التيه المعنوي بعينه والذي أوصلنا له بعض أصحابنا منذ أن انطلقت شرارة الإيداعات المليونية، فمطلقها ومتلقيها ومتهميها شركاء... والمصيبة أنه مع استمرار الحالة الفوضوية هذه ترك الحكماء الساحة للجميع مفتوحة و«النفس أمارة بالسوء»!

كان بودي أن يتمهل البعض ولا يطلق العنان لتصريحات قد يكون بعضها من الظن الذي لا يستند على دليل مادي ما أوقع الضرر على متلقيها، ثم أن نشر الأسماء لا يؤذي المعني بل أن أسرته ومحبيه كذلك يصيبهم الأذى!

صحيح أن ما حصل خطأ وهو من تراكمات الماضي البعيد والقريب أكثر من ذلك حجماً، وطبيعة في التعامل معه من الخطأ القديم، إلا أن المعالجة لا تكون بحجم هذه الحملة المركزة... فنحن مع كل يوم تنكشف لنا ممارسات غريبة حان الوقت لوقفها! ما العمل إذاً؟

واجب على الجهات الرقابية تفعيل أدواتها دون تجنٍ على طرف دون آخر والمخطئ يجب أن يعاقب فالمثل يقول «من أمن العقوبة أساء الأدب» ومن هنا وجبت المعالجة الفورية وعلى الحكماء أن يظهروا في ساحة الميدان كي لا يحترق المجتمع بكل فئاته!

وصحيح أن القانون مغيب ولا يتم تطبيقه إلا على «المشتهى» أو كردة فعل بالنسبة لمعظم القضايا محل الخلاف، ولكن هذا لا يعني أن نترك «القرعة ترعى» ونضيع نحن والبلاد والعباد!

نعم يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... إنه زمن العقول المستباحة! أي عقل يريدوننا أن نفكر من خلاله، هل هو عقل الحكماء أم فكر الجهل الذي قادنا إلى هذه الحالة، أم عقل يبحث في تعقب أقطاب الخلاف والصراع الدائر!

كنا طالبناهم ألا يعلمونا الكذب، ونحن في هذا المقال نتمنى منهم أن يستمروا قليلا كي تتساقط كل الأوراق وحينئذ نرجو من أصحاب العقول الحكيمة أن يتدخلوا ولا يتركوا الأرض تحترق! فمتى كانت البداية الحقيقية للفساد، ومن هم أبطاله ومن هم التبع، ومن هم الصالحون؟

علمونا شيئا نستفيد منه ويستفيد منه البلاد والعباد ولا تستبيحوا عقولنا التي كشفتم لها صراعات البقاء أو البحث عن الثراء إن صح التعبير... قاتل الله المصالح ومحرك الفتنة و«نثر الفلوس»، الكويت تحتاج إلى حال نواب أفضل فالحكومة لم وإن صورها البعض بأنها فاسدة فلن تستطيع أن تفسد الصالحين. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي