المملكة العربية السعودية... مرحلة جديدة في مسار النهضة
الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز
| بقلم: الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز |
يجسد حلول اليوم الأول من برج الميزان «الموافق 23 سبتمبر» من كل عام يوماً تاريخياً مجيداً لا ينسى يتمثل في تلك الملحمة الوطنية الكبرى التي أدت إلى توحيد المملكة العربية السعودية في كيان واحد ودولة قوية متماسكة قامت عام (1351هـ / 1932م)، عندما أعلن المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد كل مناطق المملكة العربية السعودية، كما أنه يعيد لنا ذكرى مناسبة وطنية غالية على كل مواطن ومواطنة سعوديين لتذكر تضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا هذا الكيان الكبير، وفي الوقت نفسه يعطيهم دافعاً للمحافظة على المكتسبات التي تحققت والإستمرار في بناء الوطن وتدعيم ركائزه للأجيال القادمة.
وبعد ارسائه، طيب الله ثراه، دعائم الأمن والاستقرار لهذا الوطن الكبير بدأت الانطلاقة الحضارية والاقتصادية والثقافية وفي كافة المجالات الأخرى لتعم أرجاء الوطن للنهوض بهذا الوطن على كافة الأصعدة، ووضع المملكة العربية السعودية على مشارف المستقبل.
تسلم الحكم من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله والذين ساروا على نهج الملك المؤسس من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والانتماء العربي ومواصلة مسيرة البناء والتعمير والازدهار. وشهدت المملكة خلال سنوات حكمهم نهضة شاملة في شتى المجالات.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله الحكم والمملكة تعيش مرحلة متميزة من الرفاه والرخاء للمواطن السعودي. وقد جاءت القرارات الملكية الكريمة التي صدرت قبل أشهر عدة، والتي تصب في مصلحة المواطن السعودي في المقام الأول، ثم الاقتصاد السعودي في المقام الثاني، لتؤكد حرصه على تسخير كافة الموارد الوطنية لخدمة المواطن، لاسيما وأن جميع هذه القرارات التي اتخذت ستعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن وتوفر له السكن اللائق وترفع من مستويات الخدمات العامة التي يحظى بها.
وقد استطاع خادم الحرمين الشريفين بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة مواصلة المسيرة التنموية وأن ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات، على الرغم من كل التطورات والظروف الإقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة وبالمملكة، ما جعلها تتبوأ الصدارة في العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي وثوابت في السياسة والعلاقات الدولية مستمدة من العقيدة الاسلامية والقيم العربية والسياسات الحكيمة لقيادتها.
إن المملكة تنطلق من كونها حاضنة الحرمين الشريفين ما يؤكد الدور الإسلامي المنوط بها، واضعة مصالح الأمتين العربية والإسلامية نصب عينيها، متحملة مسؤولياتها الدينية تجاه العقيدة وتجاه الحرمين الشريفين. فقد شهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من أربعة عشر قرناً نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، إلا أن التوسعة التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في شهر رمضان المبارك الماضي تعتبر أكبر مشروع توسعة في تاريخ المسجد الحرام، إضافة إلى عدد من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، إذ ان التوسعة الحالية تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام.
والمملكة إلى جانب كونها دولة وطنية تسعى إلى المحافظة على أمنها الوطني وتقديم الرفاه لمواطنيها بعد أن استطاعت أن تحقق وحدة هذا الكيان الكبير، فإنها تواصل القيام بدورها المحوري في المجالات الإقليمية والدولية عبر ديبلوماسيتها النشطة وجهودها التي لا تكل في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
واليوم مع حلول ذكرى تأسيسها الـ 81 وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله تدخل المملكة مرحلة جديدة في مسار نهضتها، وهي مرحلة تؤهلها لتكون واحدة من أهم دول العالم في القرن الواحد والعشرين.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم، قبل ست سنوات ونيف والمملكة تشهد نهضة تنموية شاملة، فالقطاعات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية، إضافة إلى قطاعات المواصلات والإتصالات والمياه والكهرباء تشهد تطوراً ونمواً كبيراً. فقد قام يحفظه الله بتسخير الثروة الوطنية لتطوير كل القطاعات ودشن عدداً من المبادرات الإقتصادية والتعليمية والصحية، كما استطاعت المملكة تحت قيادته تجاوز آثار الأزمة الإقتصادية العالمية وتبوأت مكانتها المستحقة كإحدى الدول العشرين المؤثرة في الإقتصاد العالمي وأحد صانعي السياسات المالية والنقدية في المجتمع الدولي.
أما الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة المملكة لصيانة هذه المكتسبات وتدعيمها فتتمثل في عدة ركائز، أولها التمسك بالعقيدة الإسلامية قولاً وفعلاً والسيرعلى نهجها، وثانيهما التمسك بالهوية العربية، وثالثهما المحافظة على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، ورابعها توفير العيش الكريم لمواطني المملكة عبر خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وتجيء هذه المناسبة الوطنية الغالية لتذكرنا جميعاً بتضحيات الأجداد والآباء، ولتحفزنا على مواصلة العمل لإستكمال متطلبات التنمية الشاملة التي انطلقت منذ أن بدأ المغفور له الملك عبدالعزيز مسيرته الطويلة والشاقة لبناء هذا الوطن، والذي استطاع خلال فترة قصيرة في أعمار الدول والشعوب أن يصل به إلى مصاف الكثير من الدول التي سبقته في بناء الدولة الحديثة. كما استطاع، يرحمه الله، أن يرسخ دعائم أول وحدة عربية في العصر الحديث صمدت في وجه كل التحديات الإقليمية والدولية وما زالت تواصل القيام بمسؤولياتها العربية والإسلامية.
ومع حلول هذه الذكرى الغالية أود أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يحفظهم الله، وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، داعياً الله عز وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل مكروه، وأن يعيد هذه المناسبة عليها بكل خير وعزة وأن يديم المولى عز وجل عليها وعلى شقيقتها دولة الكويت وعلى الأمتين العربية والإسلامية نعم الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يحفظ لدولتينا القيادتين الحكيمتين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وشقيقه حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحفظهما الله.
* سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت
يجسد حلول اليوم الأول من برج الميزان «الموافق 23 سبتمبر» من كل عام يوماً تاريخياً مجيداً لا ينسى يتمثل في تلك الملحمة الوطنية الكبرى التي أدت إلى توحيد المملكة العربية السعودية في كيان واحد ودولة قوية متماسكة قامت عام (1351هـ / 1932م)، عندما أعلن المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد كل مناطق المملكة العربية السعودية، كما أنه يعيد لنا ذكرى مناسبة وطنية غالية على كل مواطن ومواطنة سعوديين لتذكر تضحيات الأجداد والآباء الذين أسسوا هذا الكيان الكبير، وفي الوقت نفسه يعطيهم دافعاً للمحافظة على المكتسبات التي تحققت والإستمرار في بناء الوطن وتدعيم ركائزه للأجيال القادمة.
وبعد ارسائه، طيب الله ثراه، دعائم الأمن والاستقرار لهذا الوطن الكبير بدأت الانطلاقة الحضارية والاقتصادية والثقافية وفي كافة المجالات الأخرى لتعم أرجاء الوطن للنهوض بهذا الوطن على كافة الأصعدة، ووضع المملكة العربية السعودية على مشارف المستقبل.
تسلم الحكم من بعده أبناؤه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد يرحمهم الله والذين ساروا على نهج الملك المؤسس من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي والانتماء العربي ومواصلة مسيرة البناء والتعمير والازدهار. وشهدت المملكة خلال سنوات حكمهم نهضة شاملة في شتى المجالات.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يحفظه الله الحكم والمملكة تعيش مرحلة متميزة من الرفاه والرخاء للمواطن السعودي. وقد جاءت القرارات الملكية الكريمة التي صدرت قبل أشهر عدة، والتي تصب في مصلحة المواطن السعودي في المقام الأول، ثم الاقتصاد السعودي في المقام الثاني، لتؤكد حرصه على تسخير كافة الموارد الوطنية لخدمة المواطن، لاسيما وأن جميع هذه القرارات التي اتخذت ستعمل على تحسين المستوى المعيشي للمواطن وتوفر له السكن اللائق وترفع من مستويات الخدمات العامة التي يحظى بها.
وقد استطاع خادم الحرمين الشريفين بخبرته الواسعة بشؤون السياسة والإدارة مواصلة المسيرة التنموية وأن ينهض بالمملكة نهضة نوعية في شتى المجالات، على الرغم من كل التطورات والظروف الإقليمية والدولية التي أحاطت بالمنطقة وبالمملكة، ما جعلها تتبوأ الصدارة في العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثقل ديني وسياسي واقتصادي وثوابت في السياسة والعلاقات الدولية مستمدة من العقيدة الاسلامية والقيم العربية والسياسات الحكيمة لقيادتها.
إن المملكة تنطلق من كونها حاضنة الحرمين الشريفين ما يؤكد الدور الإسلامي المنوط بها، واضعة مصالح الأمتين العربية والإسلامية نصب عينيها، متحملة مسؤولياتها الدينية تجاه العقيدة وتجاه الحرمين الشريفين. فقد شهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من أربعة عشر قرناً نقلات معمارية كثيرة على مر العصور، إلا أن التوسعة التي وضع حجر الأساس لها خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في شهر رمضان المبارك الماضي تعتبر أكبر مشروع توسعة في تاريخ المسجد الحرام، إضافة إلى عدد من المشاريع التطويرية في المشاعر المقدسة، إذ ان التوسعة الحالية تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام.
والمملكة إلى جانب كونها دولة وطنية تسعى إلى المحافظة على أمنها الوطني وتقديم الرفاه لمواطنيها بعد أن استطاعت أن تحقق وحدة هذا الكيان الكبير، فإنها تواصل القيام بدورها المحوري في المجالات الإقليمية والدولية عبر ديبلوماسيتها النشطة وجهودها التي لا تكل في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
واليوم مع حلول ذكرى تأسيسها الـ 81 وبقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين أيدهما الله تدخل المملكة مرحلة جديدة في مسار نهضتها، وهي مرحلة تؤهلها لتكون واحدة من أهم دول العالم في القرن الواحد والعشرين.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم، قبل ست سنوات ونيف والمملكة تشهد نهضة تنموية شاملة، فالقطاعات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والصحية، إضافة إلى قطاعات المواصلات والإتصالات والمياه والكهرباء تشهد تطوراً ونمواً كبيراً. فقد قام يحفظه الله بتسخير الثروة الوطنية لتطوير كل القطاعات ودشن عدداً من المبادرات الإقتصادية والتعليمية والصحية، كما استطاعت المملكة تحت قيادته تجاوز آثار الأزمة الإقتصادية العالمية وتبوأت مكانتها المستحقة كإحدى الدول العشرين المؤثرة في الإقتصاد العالمي وأحد صانعي السياسات المالية والنقدية في المجتمع الدولي.
أما الاستراتيجية التي تنتهجها قيادة المملكة لصيانة هذه المكتسبات وتدعيمها فتتمثل في عدة ركائز، أولها التمسك بالعقيدة الإسلامية قولاً وفعلاً والسيرعلى نهجها، وثانيهما التمسك بالهوية العربية، وثالثهما المحافظة على وحدة الوطن وسلامة أراضيه، ورابعها توفير العيش الكريم لمواطني المملكة عبر خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وتجيء هذه المناسبة الوطنية الغالية لتذكرنا جميعاً بتضحيات الأجداد والآباء، ولتحفزنا على مواصلة العمل لإستكمال متطلبات التنمية الشاملة التي انطلقت منذ أن بدأ المغفور له الملك عبدالعزيز مسيرته الطويلة والشاقة لبناء هذا الوطن، والذي استطاع خلال فترة قصيرة في أعمار الدول والشعوب أن يصل به إلى مصاف الكثير من الدول التي سبقته في بناء الدولة الحديثة. كما استطاع، يرحمه الله، أن يرسخ دعائم أول وحدة عربية في العصر الحديث صمدت في وجه كل التحديات الإقليمية والدولية وما زالت تواصل القيام بمسؤولياتها العربية والإسلامية.
ومع حلول هذه الذكرى الغالية أود أن أتقدم بالتهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية يحفظهم الله، وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل، داعياً الله عز وجل أن يحفظ المملكة العربية السعودية من كل مكروه، وأن يعيد هذه المناسبة عليها بكل خير وعزة وأن يديم المولى عز وجل عليها وعلى شقيقتها دولة الكويت وعلى الأمتين العربية والإسلامية نعم الأمن والاستقرار والرخاء، وأن يحفظ لدولتينا القيادتين الحكيمتين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وشقيقه حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يحفظهما الله.
* سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت