اهتمام متزايد لمصارف المنطقة بالمنافسة في القطاع

«فاينانشال تايمز»: بنوك إقليمية تسعى للارتقاء إلى مستوى «الوطني» في إدارة الثروات

u0639u0644u0627u0645u0629 u062fu0648u0644u064au0629 u0644u0628u0646u0643 u0643u0648u064au062au064a
علامة دولية لبنك كويتي
تصغير
تكبير
| إعداد عماد المرزوقي |

ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» أن بنوكاً إقليمية مثل «بنك الإمارات دبي الوطني» تسعى للارتقاء إلى تصنيف بنك الكويت الوطني والبنك الأهلي التجاري السعودي، باعتبارهما من أنجح البنوك المحلية في الخدمات المصرفية الخاصة بالمنطقة.

وأشارت الصحيفة في تحقيق عن القطاع إلى أن بنوكا خليجية تسعى للمنافسة مع بنوك مثل بنكي «ساراسين ألبن» و«كريدي سويس» في تقديم خدمات مصرفية خاصة للعملاء في دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط.

ولفتت «فاينانشال تايمز» إلى أن الخدمات المصرفية الخاصة مثلت منطقة نمو بالنسبة للبنوك العالمية في المنطقة بعد ان فشل الاتفاق الموجه للاستثمار المصرفي في تقديم الفرص التي كان يؤمل ان يحققها.

وأوضح الرئيس التنفيذي لقسم الشرق الأوسط لـ «سراسين ألبن» روهيت واليا ان المصارف المحلية ارتأت مع ذلك الى إحياء اهتمامها في قطاع الخدمات المصرفية الخاصة، وتركت مؤسسات كبيرة في هذا المجال تتساءل عما إذا كانت ستصبح (أصدقاء أو أعداء). واضاف واليا «نرى عددا من البنوك المحلية تدفع بخدماتها المصرفية الخاصة». مشيرا الى انهم يعيدون التوظيف مرة أخرى. وقال «لقد فقدت اثنين من العملاء لصالح لبنوك محلية وهذا الأمر عادة ما لا يحدث» وقد كان هناك قليل من الهدوء خلال السنتين أو الثلاث سنوات التي مضت،عندما كانت جميع المصارف تدفع بالخدمات البنكية التجارية والاصدارات العامة الأولية، لكن منذ ذلك بدأ يسجل انحسار طفيف لهذه الخدمات، وبدا ذلك الصفة المميزة لعمل البنوك هذه الأيام».

التوسع في الخدمات المصرفية الخاصة يأتي بعد ان أخذ عدد العملاء المحتملين في الازدياد حيث زاد عدد سكان منطقة الشرق الأوسط من الأفراد الأثرياء 10.4 في المئة العام الماضي الى 400 الف، في حين أن الثروة ارتفعت بنسبة 12.5 في المئة إلى 1.7 مليار دولار، وفقا للتقرير العالمي عن الثروة لعام 2011 التي أعدته «ميريل لينش» و«كابجيميني».

وقالت غالبية المصارف الخاصة العالمية ان أصولها تحت الإدارة قد نمت بسرعة كبيرة منذ العام الماضي، في حين رفضت فكرة أن الانتفاضات العربية قد لعبت دورا مهماً في تعزيز قطاع الأعمال. فيما اكدت البنوك ان تحسين البيئة الاقتصادية أو التوسع نسبيا من قاعدة منخفضة كانت الدوافع الرئيسية للنمو.

وقد وظف بنك «الامارات دبي الوطني» 30 مديرا للعلاقات المصرفية في القطاع الخاص والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

ويأمل بنك مثل بنك «الإمارات دبي الوطني» للانضمام إلى صفوف «بنك الكويت الوطني» والبنك الأهلي التجاري السعودي، اللذين يمتلكان اثنين من أنجح اذرع الخدمات المصرفية الخاصة من بين البنوك المحلية في المنطقة.

وقال رئيس الاستثمار في وحدة المصرفية الخاصة في بنك «الإمارات دبي الوطني» غاري دوغان «يعتمد نموذج عدد من منافسينا على توظيف كبار المصرفيين داخل المصرف. ولدى هذه البنوك اناس على الأرض، ولكن المصرفيين الرفيعي المستوى يبقون في مقر البنك. أما نحن فنسعى إلى توفير موظفين بالكفاءة نفسها في مقرنا بدبي، وللتحدث إلى العملاء في الأسواق المحلية».

ويمتلك بنك أبو ظبي الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة بنكا للمصرفية الخاصة يتخذ من سويسرا مقرا له، في حين أن بنك «أبو ظبي التجاري» يستهدف السوق الشامل للثروات.

وكان «بنك أبوظبي التجاري» اشترى «رويال بنك أوف سكوتلاند» المختص في الأعمال المصرفية للأفراد في دولة الإمارات العام الماضي. وقد اقام ايضا شراكة في المصرفية الخاصة في سويسرا مع «شرودرز».

وقال نائب الرئيس التنفيذي لـ «بنك أبوظبي الوطني» الخاص (بسويسرا) مايكل وراد، ان اصول البنك قد نمت بنسبة 20 في المئة منذ بداية العام، مضيفا «جاء هذا النمو نتيجة لاستمرار قدرتنا على جذب عملاء جدد وأصول إضافية من العملاء الحاليين».

أكد وراد ان البنك واصل في اعتماد توزيع متحفظ جدا للأصول، مع تخصيص مبالغ كبيرة كودائع و«كاش»، واضاف ان استثمارات البنك تركزت على سندات الشركات، لا سيما من دول مجلس التعاون الخليجي المصدرة للسندات.

وعلى الرغم من أن الشرق الأوسط يبدو أكثر ثراء، انخفض عدد الأفراد الأثرياء في الإمارات بنسبة 3.5 في المئة في العام الماضي بسبب الآثار المترتبة على انخفاض أسعار العقارات في دبي، وذلك وفق تقرير الثروة العالمية. وقال مصرفيون في هذا الصدد ان دولا مثل المملكة العربية السعودية وقطر لاتزالان تقودان قطاع الأعمال في المنطقة.

ولفت الرئيس التنفيذي المشارك ورئيس الأعمال المصرفية الخاصة لمنطقة في بنك كريدي سويس برونو ضاهر ان العديد من البنوك المحلية تبحث عن فرص في الخدمات المصرفية الخاصة، وأشار الى ان البنوك العالمية تقوم بتوسيع قاعدة موظفيها في ادارة الخدمات المصرفية الخاصة في المنطقة بعد ان قلصتها في مناطق أخرى.

وأوضح رئيس للخدمات المالية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في بيدرسن وشركاه، علي هو، ان كل البنوك العالمية تقريبا تقوم بالتوظيف، وبعض الأرقام مجنونة، واضاف هو، وهو مصرفي سابق ان صفقات الاستثمار المصرفي قد استغرقت وقتا أطول للتنفيذ بسبب الأزمة، وهذا ما دفع بالمصارف الى اللجوء الى الخدمات المصرفية الخاصة لتدفق ايرادات أكثر موثوقية.

وقال مصرفيون انه يبدو أن هناك مجالا كافيا للبنوك المحلية والعالمية الآن في مجال الخدمات المصرفية الخاصة، وسواء كان ذلك أبقت «فاينانشال تايمز» القضية مفتوحة على السؤال.

وكشف أحد كبار النشاط المصرفي الخاص ان الاستثمار المصرفي فقد الكثير من جاذبيته. اذ لا توجد صفقات كبيرة تحدث، لأن الناس يشعرون بالقلق. وليس هناك مزيد من تداول الملكيات، لأنه منظم للغاية. ومن تبقى هي البنوك الخاصة القديمة بعملائها.





عن «فاينانشال تايمز»
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي