من يجب تغييره أولاً ... تفكير الطلبة أم الأنظمة الانتخابية؟

تصغير
تكبير
«القوائم الطلابية» اسم لابد و ان تسمعه و ترى بعض آثاره فور التحاقك بالكليات و الجامعات.

ووجود القوائم الطلابية و العملية الانتخابية امر مهم من نواح عديدة أبسطها مساعدة الطلبة في حل مشاكلهم و كذلك تأهيل الطالب المنتسب للقوائم الطلابية للانخراط في العمل السياسي مستقبلا.

بالنسبة للقوائم الانتخابية و العملية الانتخابية في الكليات و الجامعات من وجهة نظري الشخصية انه يشوبها الكثير من الشوائب و اكثر الشوائب اراها صراحة في الطلبة انفسهم سواء الطلبة المنتسبون للقوائم او عموم الطلبة.

اعظم مشكلة يعاني منها منتسبو القوائم الطلابية هي «التفكير السلبي وعدم استيعاب مفهوم المنافسة بشكله السليم» و اعظم مشكلة يعاني منها عموم الطلبة هي «الجهل و التأثر السريع بكلام القوائم الطلابية».

ان منتسبي القوائم الطلابية غالبا ما يكونون غير ملمين بالعمل النقابي وليس لديهم وعي كاف لممارسة الدور النقابي الطلابي ( طبعا لا نعمم ولكن ايضا هم يمثلون نسبة لا يستهان بها ) و الاسوأ من ذلك هو عدم وجود ما يسمى بـ «المنافسة الشريفة» في مفاهيمهم فهم يسيرون على مبدأ «لست معي فأنت ضدي» متناسين و متجاهلين ان منتسبي القوائم الاخرى هم ايضا طلاب كبقية الطلبة الذين أخذوا على عاتقهم أن يساعدوهم و احيانا يتطور الامر الى ما هو أبعد من ذلك فيسعون الى ضرر منافسيهم سواء عن طريق نشر الاشاعات السيئة عنهم او عرقلة طريقهم بأساليب ملتوية و هذا ما يؤجج المشاكل بين القوائم و منتسبيها ومؤيديها. وما يعتب به على بعض القوائم الطلابية هو زيادة شغفهم بالتلميع و الشهرة و البهرجة الاعلامية أحيانا على حساب العمل و الطلبة وكذلك أيضا اهتمام البعض منهم بالانشطة واهمال الجوانب الاخرى أو عدم إعطائها حقها كما ينبغي و التي في حقيقة الامر هي أهم من الانشطة، طبعا كلامي ليس تقليلا من قيمة الانشطة و لكن هناك أولويات يجب العمل عليها أولا و من ثم الالتفات الى جوانب اخرى مثل الانشطة وغيرها.

و بالنسبة لعموم الطلبة يكمن الخلل لديهم في سوء الاختيار ( و هذا ما يتسبب فيه الجهل غالبا ) و احيانا في العزوف عن العملية الانتخابية ( وهم غير ملامين في هذا أحيانا ). فهم يعتمدون في اختياراتهم على ما يسمعونه من القوائم الانتخابية لا ما يرونه من انجازات لهم و أيضا اختياراتهم القائمة على العلاقات الشخصية، و هذا خطأ عظيم. و أيضا تأثرهم السريع أحيانا بما تحاول القوائم الطلابية إيصاله لهم عن طريق الكلام المنمق و غيره من الاساليب التي يتبعها منتسبو القوائم الطلابية.

هذه بعض الامور القليلة والمختصرة التي تطرقت لها في ما يخص الطلبة سواء المنتسبون للقوائم الطلابية أو عموم الطلبة و هناك الكثير و قد يكون أعظم من ذلك.

ان ما أردت قوله و توضيحه انه قبل التفكير في تغيير الانظمة الانتخابية و سن قوانين جديدة تتناسب مع الزمن الحالي يجب تغيير تفكير الطلبة أولا حتى يعوا معنى «العمل النقابي» و يكونوا قادرين على التغيير والانجاز.

نعم نحن فعلا بحاجة ماسة إلى التغيير... ولكن علينا الاجابة عن سؤال «من يجب تغييره أولا تفكير الطلبة أم الانظمة الانتخابية؟».



فاطمة الفضلي

إدارة أعمال أنظمة إدارية

الجامعة العربية المفتوحة فرع الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي