جعفر رجب / تحت الحزام / في القرقور أكثر من هامور

تصغير
تكبير
إذا أردت أن تعرف الحقيقة، فعليك ان تبتعد عن المانشيتات الرئيسية للصحف ووسائل الاعلام، وخذ جولة في الشوارع الخلفية، فهناك ترى الحقيقة واضحة، واعلم ان الخبر الرئيسي لا يعني بالضرورة انه الخبر الاهم بالنسبة لك، بل هو الخبر الاهم لمن يملكون المؤسسة الاعلامية، يهدفون من وراء ذلك جعله محور اهتمامك، لانه خبر يهمهم، او يريدون اشغالك بالخبر الاهم المنشور في الصفحات الداخلية، او الموجود بين سطور خبر!

طريقة قديمة، ما زال الاعلام العربي يمارسها، فقبل سنوات في حرب تحرير العراق، كانت القنوات العربية الشقيقة تمارس الهجوم على الكويت، حتى لا توجه التهم والشتائم للدول اصحاب القنوات، التي ساهمت بالحرب اكثر مساهمة الكويت، وفي الربيع العربي الاعلام العربي «الموجه» يمارس الدور نفسه الخبيث، الفضائيات تصرخ باكية على قمع العربي على خليج سرت، حتى لا تسمع صوت انين المعتقلين، على بعد مترين من مقر فضائياتهم على خليج العرب!

ندخل بالموضوع مباشرة، القضية اليوم ليست في النواب، من استلم، او كم استلم، لانها قضية قديمة وليست جديدة، واشرف اشرفهم كان يقبض شيكات، او عقارات، او مناقصات من الحكومة، سواء كان النائب شيعيا، او سنيا، حضريا، اوبدويا، والايداعات البنكية التي ظهرت على سطح المستنقع المالي لم تكن وليدة الامس، بل بعضها تعود لسنوات، فما هـذا الضمير الميت الذي صحا فجأة من قبره، واعلن عن وجود ايداعات!

ثانيا القضية ليست كم دفعوا لهم، ولا القضية من دفع لهم، وهل هي شيكات ام كاش، عقارات زراعية ام صناعية، فمنذ بدأ عمر المجلس ونحن نعرف ان النواب مرتشون، الا من رحم ربي، وبعضهم كان يأخذ حتى من الناخبين، مقابل انجاز بعض المعاملات!

في قضية مثلث برمودا البنوك، والبحث عن سر دخول الاموال الى الحسابات واختفائها، ثلاثة اضلاع، النواب، والحكومة، والبنوك، والبنوك يا سادتي الشيطان الاكبر في الكون، والبنوك كائنات مهما كانت نوعها ولونها، تؤمن بشيء واحد، وتعبد إلها واحدا، تختلف مذاهبها بين من تقديس الدينار أو الدولار أو اليورو!

مع نشر خبر تسريبات الايداعات المليونية في وسائل الاعلام، كنا نتصوها الكارثة، لكن تبين انها قمة رأس الجليد الـتي تخفي تحتها ازمات من يملكون البنوك، والبنوك تعني الهوامير، ويبدو ان الهوامير بسبب كوارث البنوك الغربية دخلت في القرقور، وتبين يا سادة ان ما في القرقور اكبر من النواب وايداعاتهم، واكثر من هامور!

المشكلة دائما في الكبار لا في الصغار، في النواب لا الناخبين، في الحكومة والوزراء لا الشعب، في اصحاب الملايين والمديونيات الصعبة لا اصحاب الدينارين وربع، والمعسرين، ومسكين هذا المواطن الذي ما إن يداوي جروح «كف» فضائح النواب متسلقي المواسير، حتى يفاجأ بكف آخر من الهوامير...! ترقبوا فالقادم أخطر!





جعفر رجب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي