اجتماع وزراء مالية دول اليورو وغيتنر قد يفتح خزائن الإنقاذ الأوروبية

ارتفاعات تفوق العادة تعم أسواق العالم

تصغير
تكبير
عواصم- وكالات - عمت موجة ارتفاع الأسواق العالمية الأمس، مدفوعة بقرار البنك المركزي الأوروبي دعم السيولة بالاضافة الى ترقب المستثمرين قرارات إيجابية لاجتماع وزير الخزانة الأميركي مع وزراء مالية أوروبا في بولندا أمس لبحث تعزيز صندوق الإنقاذ الأوروبي.

وحققت الأسواق الأوروبية بشكل خاص ارتفاعات كبيرة أمس، بفضل عوامل ارتبطت بمؤشرات جيدة عن نمو ايجابي مستقبلي لاقتصاد منطقة اليورو وتعزز الثقة في اسواق المال في ظل تراجع حدة الاقبال عن الذهب والعملات كملاذات آمنة.

وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله عن حضور نظيره الأميركي لهذا الاجتماع «نجري مشاورات في ما بيننا لأننا نضطلع بمسؤولية مشتركة».

ويذكر أن أوروبا والولايات المتحدة تعانيان مشاكل كبيرة بسبب تفاقم أزمة الديون. ودعا شويبله إلى حل هذه المشاكل على جانبي الأطلسي من أجل استعادة الاستقرار إلى الأسواق المالية مشيرا إلى المخاوف من حدوث تباطؤ لنمو الاقتصاد العالمي بسبب هذه الأزمة.

وفي سياق متصل حثت البنوك الاوروبية وزراء مالية المنطقة على التعهد بتطبيق الحكم الرشيد وضبط الميزانيات لاستعادة ثقة الاسواق.

وقال اتحاد المصارف الاوروبية في بيان حثت البنوك الاوروبية وزراء المالية في اجتماعهم في بولندا يومي 16 و17 سبتمبر على قطع تعهدات واضحة بتطبيق الحكم الرشيد وضبط الميزانيات في دول الاتحاد الاوروبي. واضاف البيان» حان الوقت لاتخاذ اجراءات واضحة وحاسمة. نحتاج لاشارة موحدة وواضحة من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية والبنك المركزي الاوروبي لكي تستعيد الاسواق الثقة».

وفيما لاتزال التساؤلات مستمرة بدرجة كبيرة بشأن قدرة عملتهم الموحدة على تحمل أزمة ديون مدتها عام، يعتزم وزراء المالية التشاور حول أزمة الديون اليونانية التي تكاد تعرض اليونان الدولة العضو في مجموعة اليورو لإشهار إفلاسها.

وقال وزير المالية البلجيكي ديدييه ريندرز لدى وصوله للاجتماع غير الرسمي إنه «مع وجود مثل هذه الأزمة في عدد مختلف من الدول الأعضاء، فإننا في حاجة إلى بذل المزيد... والحل الوحيد هو عدم العودة، وإنما المضي قدما للأمام»، مؤكدا على الحاجة إلى قرارات «أكثر ابتكارا».

وأعرب قادة منطقة اليورو عن أملهم في أن تهدئ الإصلاحات، التي تم الاتفاق عليها في قمة خاصة في يوليو وتشمل توسيع التفويض لصندوق إنقاذ المنطقة، المخاوف بشأن أوروبا لكن تنفيذها من جانب البرلمانات الوطنية استغرق وقتا طويلا.

ويطالب بعض الخبراء والسياسيين بإصدار سندات اليورو وهي سندات يتم إصدارها ومضمونة بشكل مشترك من جانب الدول السبع عشرة في منطقة اليورو، كوسيلة للقضاء على الأزمة وهي في مهدها. وتتعرض الفكرة لمعارضة كبيرة في ألمانيا وسط تساؤلات عن دستوريتها وشكاوى بشأن الاضطرار إلى التعرض لأسعار فائدة أعلى بسبب عجز الآخرين عن إدارة شؤونهم المالية.

كما أن الذي يشغل تفكير وزراء المالية بشكل مكثف هو الوضع في اليونان التي طلبت مرتين مساعدة مالية دولية، لكنها تبذل جهودا مستميتة لتنفيذ إجراءات التقشف المرتبطة بذلك.

ومع ذلك، شدد وزير المالية اليوناني إيفانجيلوس فينيزيلوس على أن بلاده تطبق برنامج الإنقاذ.وقال إنها «فرصة عظيمة للبعث برسالة واضحة وهي أننا على الطريق».

وكان مسؤولون فنلنديون رهنوا مشاركتهم في حزمة إنقاذ اليونان، بأن تعرض أثينا في المقابل على الدولة الواقعة في شمال أوروبا ضمانات، ما أذكى المخاوف من إمكانية انحراف جهود إصلاح الاقتصاد اليوناني.

واكدت وزيرة المالية الفنلندية يوتا اوربيلاينن انها لا تتوقع التوصل لاتفاق سريع بشأن الأمر في فروتسواف، لكنها لا تزال «متفائلة بأننا سنجد حلا» في نهاية المطاف.

وفيما يبحث وزراء المالية وسائل الانقاذ في غرفة الاجتماعات، ارتفعت المؤشرات خارجا في صالات التداول الأوروبية، حيث صعد مؤشر يوروفرست لأسهم كبرى الشركات الاوروبية 0.2 في المئة الى 934.38 نقطة. وارتفع المؤشر 6.5 في المئة منذ أن بلغ أدنى مستوياته في عامين في صعود رافقه ارتفاع كبير في احجام التداول.

لكن الانتعاش الذي قادته أسهم البنوك بدأ يفقد قوة دفعه أمس. وكانت اسهم البنوك من أكبر الرابحين حيث ارتفع سهم «كريدي سويس» 4.2 في المئة و«اي.ان.جي» 3.2 في المئة في حين واجهت بنوك في منطقة اليورو مثل «سوسيتيه جنرال» و«اونيكريديت» صعوبة لتبقي على ارتفاعها بعد أن خسرت جزءا من مكاسبها.

وقد دعمت مؤشرات النمو المرتقبة لاقتصادات اوروبية الثقة بمنطقة اليورو. وكانت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل قد أعلنت امس ان نمو الاقتصاد الالماني سيكون أقرب لنسبة 3 في المئة منه الى 2.5 في المئة هذا العام. وجاء ذلك بعد أن عدلت مراكز ابحاث اقتصادية هذا الاسبوع بالخفض توقعاتها قائلة، ان خطر الركود يتزايد.

وقد أكدت ميركل مجددا كذلك موقفها من السندات الاوروبية المشتركة وقالت، «أوروبا يجب أن تفكر في التدخل في الاجل المتوسط في الدول التي لم تقم بواجبها بشأن تعزيز ميزانياتها».

وعلى مستوى سوق العملات، تراجع سعر اليورو مع اقبال المتعاملين على البيع لجني الارباح بعد ارتفاعه بسبب أنباء عن اجراءات ستتخذها بنوك مركزية كبرى تتعلق بالسيولة. ويحجم المستثمرون عن فتح مراكز كبيرة قبيل النتائج النهائية للقاء جايتنر ووزراء أوروبا.

ونزل سعر اليورو 0.5 في المئة في أحدث تداول عليه ليسجل 1.3804 دولار اي اقل من أعلى مستوياته في أسبوع البالغ 1.3937 دولار الذي سجله يوم الخميس لكن أعلى بكثير من أدنى مستوياته في سبعة أشهر عند 1.35 دولار الذي سجله بداية الأسبوع.

وظل الدولار عند مستوى 76.75 ين وساعد خطر تدخل السلطات اليابانية في سوق الصرف في الابقاء على سعر الين داخل نطاق ضيق دون أعلى مستوياته على الاطلاق البالغ 75.94 ين للدولار.

اما سوق الذهب فقد هبطت اسعاره أكثر من 1 في المئة في التعاملات الاسيوية متجهة نحو تسجيل أكبر هبوط اسبوعي منذ مارس 2009 مع صعود اسواق الاسهم واليورو بعد ان تحركت بنوك مركزية رئيسية حول العالم للتصدي لازمة الديون في اوروبا.

وقد اثرت الحراك الاقتصادي في اوروبا والتوقعات بايجاد حل لازمة ديون اليورو على نتائج الأسواق الاسيوية التي ارتفع جلها أمس. فقد أغلقت سوق الأسهم اليابانية تعاملاتها امس على ارتفاع بعد أن تلقى المستثمرون تطمينات من زعماء بروكسل بشأن أزمة ديون أوروبا.

وأغلق مؤشر نيكي القياسي المؤلف من 225 سهما مرتفعا بمقدار 195.30 نقطة أو ما يوازي 2.25 في المئة إلى 8864.16 نقطة. وصعد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بمقدار 16.37 نقطة أو بنسبة 2.18 في المئة لينهي التعاملات على 768.13 نقطة.

وبالنسبة لتعاملات الأسبوع بأكمله، ارتفع نيكي بنسبة 1.45 في المئة وتوبكس بنسبة 1.64 في المئة.

وحصل المستثمرون على تطمينات في ظل يوم ثان من الخطوات في بروكسل للتصدي لأزمات الديون القائمة في عدد من دول منطقة اليورو.

وكانت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت الأميركية قد أغلقت الخميس على ارتفاع، لليوم الرابع على التوالي. وأضاف مؤشر داو جونز الصناعي للأسهم الممتازة 186.45 نقطة أي 1.66 في المئة، ليصل إلى 11433.18 نقطة.

كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأوسع نطاقا بمقدار 20.43 نقطة أي 1.72 في المئة ليصل إلى 1209.11 نقطة، وأضاف مؤشر ناسداك المجمع لأسهم التكنولوجيا34.52 نقطة، أي 1.34 في المئة، ليصل إلى 2607.07 نقطة.

وفي أسواق العملة، تراجع الدولار أمام اليورو ليسجل 72.06 سنت يورو، مقابل72.71 سنت يورو عند الإغلاق يوم الأربعاء، فيما ارتفع الدولار أمام العملة اليابانية مسجلا 76.7 ين مقابل 76.67 ين عند الإغلاق الأربعاء.



أسهم تحت المجهر



استعاد المضاربون بعض العادات القديمة مع ارتفاع التداولات الأسبوع الماضي إلى ضعف ضعفي ما كانت عليه قبل أسابيع قليلة، فعادت المراقبة للسلع الأكثر شعبية وتحري من يدخل إليها ومن يخرج منها من المضاربين «الأثقل» وزناً، والذين استعادوا شهيتهم على ما يبدو. في ما يلي بعض من السلع الأكثر رواجاً هذه الأيام، قياساً إلى أحجام تداولاتها:



1 -«زين»:







استعادت شركة الاتصالات المتنقلة (زين) موقعها كأكبر الشركات المدرجة من حيث القيمة السوقية، وراج السهم إثر الأنباء عن تطورات إيجابية طرأت في خصوص صفقة بيع «زين السعودية». وشهد السهم تداولات بنحو 14 مليون دينار خلال الأسبوع.



2 -«بيتك»:







حتى يوم الأربعاء كان سهم «بيت التمويل الكويتي قد ارتفع 50 فلساً منذ بداية الأسبوع، مستفيداً من دخول مستثمرين بارزين على السهم والمستوى المتدني للغاية الذي كان قد وصل إليه السهم في موجة التراجع الأخيرة منتصف أغسطس. لكن البيع نشط يوم الخميس، ليغلق السهم على 930 فلساً. فهل بلغ ارتفاع السهم حده؟



3 - «الوطني»:







لا يختلف اثنان من المحللين على أن سهم بنك الكويت الوطني تحوّل إلى فرصة مغرية للاستثمار عندما جرفته موجة الهبوط الشهر الماضي إلى مستوى شديد الانخفاض لامس معها الدينار لبعض الوقت. وما يشهده السهم حالياً من نشاط وارتفاع يبقى ردة فعل منتظرة، خصوصاً وأن السهم يتصدر فئة «الملاذ الآمن» في فترات التقلب واللايقين.



4 - «أجيليتي»:





استعاد سهم شركة المخازن العمومية (أجيليتي) ذكريات النشاط القديمة، بعد رحلة طويلة من الانخفاض. وربما يعود النشاط إلى المضاربة أكثر من أي شيء آخر، في غياب أي مبرر مقنع لهذا النشاط لا يبدو مقنعاً، سوى الاشاعات المتعلقة باهتمامها بالاستحواذ على «الخطوط الكويتية» والتي تقاعست الجهات الرقابية عن متابعتها والطلب من الشركة نفيها او تأكيدها، خصوصاً وأن الدعاوى ضدها في الولايات المتحدة ما زالت ترسم علامات شك كثيرة.


5 - «الاستثمارات»:







يبقى سهم شركة الاستثمارات الوطنية من الأسهم القليلة التي حافظت على جاذبيتها في قطاع الاستثمار رغم الأزمة. وعادة ما يتحرك هذا السهم مع بروز أية أخبار إيجابية تتعلق بمجموعة الخرافي، وبشركة «زين» على وجه الخصوص. وربما تكون الأنباء عن صفقة «زين السعودية» قد وجهت الأنظار إلى السهم مجدداً.



6 - «الصناعات»:







لم تخب توقعات من راهنوا على سهم «الصناعات الوطنية القابضة» منذ أن تحوّلت الشركة من الخسارة إلى الربحية، باعتبار أن القيمة السوقية للسهم مازالت أقل بكثير من قيمته الدفترية. وطالما أن نزيف الخسائر قد توقف فإن الاستثمار فيه يصح وصفه بأنه شراء لسلعة بأقل من سعرها العادل، فكيف إذا كان السهم من الأكثر جذباً لمحافظ المستثمرين منذ سنوات طويلة؟







الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي