تعاملات غير مرخصة لموظف في «يو بي إس» أُلقي القبض عليه في لندن

خسائر احتيال بملياري دولار تهز أكبر بنوك سويسرا

تصغير
تكبير
لندن، زيوريخ - رويترز- قال بنك «يو بي إس»، أكبر بنوك سويسرا إن متعاملا تسبب في خسارته ملياري دولار في تعاملات غير مرخص بها وألقت الشرطة في لندن القبض على رجل يدعى كويكو ادوبولي (31 عاما) في ما يتصل بالقضية.

وكشفت مصادر لوكالة «رويترز» ان ادوبولي- وهو مدير قسم صناديق المؤشرات في فرع البنك في لندن بحسب صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي «لينكد ان» - اعتقل للاشتباه في تورطه في عملية احتيال.

وأكد متحدث باسم «يو بي إس» أن «موظفا في البنك ألقي القبض عليه في لندن على صلة بذلك البيان».

وقال «يو بي إس» في بيان إن «الأمر لا يزال رهن التحقيق»، مضيفا أن «من الممكن أن يقود ذلك لتسجيل يو بي إس خسائر في الربع الثالث من عام 2011». كما أعلن أنه لم يتأثر أي حسابات للعملاء جراء تلك المعاملات.

وقالت «بي بي سي» إن «يو بي إس» رفضت الكشف عن هوية القسم أو البلد الذي جرت فيه التعاملات المارقة، لكن تكهنات رجحت بأن تكون وقعت في تداولات العملات الأجنبية.

وهذا الاكتشاف هو آخر ضربة في سلسلة الضربات التي تلقاها البنك في السنوات الثلاثة الماضية. و«يو بي آس» هو المصرف الوحيد في سويسرا الذي يتلقى مساعدات حكومية بسبب تضرره كثيراً جرّاء الأزمة المالية، كما أنه اضطر عام 2009 إلى دفع غرامة كبيرة وإصدار أسماء 5000 زبون بعد فضيحة مدمرة بشأن مصرفيين ساعدوا عملاء أميركيين أثرياء على التهرب من الضرائب. ورغم استعادته قوته تقريبا، عانى البنك من تباطؤ في الربع الثاني إذ منى بتراجع الأرباح قبل خصم الضرائب بنحو 30 في المئة في النصف الأول من هذا العام.

وتهدد الخسارة مستقبل بنك الاستثمار التابع لـ «يو بي إس» والذي يقوم بمراجعته الرئيس التنفيذي أوزوالد جروبل في اطار اعادة هيكلة واسعة النطاق بعد خسائر ثقيلة في الازمة الائتمانية.

وفي بريد الكتروني داخلي قال البنك ان التعاملات غير المصرح بها «مثيرة للانزعاج» وانه «لن يألو جهدا» لمعرفة ما حدث.

وبلغ عدد الموظفين في بنك الاستثمار التابع لـ «يو بي إس» 18 ألفا بنهاية يونيو معظمهم خارج سويسرا وتحديدا في لندن والولايات المتحدة. وسرح البنك الذي سرّح 3500 موظف الشهر الماضي.

وتراجع سهم «يو بي إس» 5.5 في المئة الى 10.33 فرنك سويسري خلال التعاملات بينما كان مؤشر قطاع البنوك الاوروبي مرتفعا 1.3 في المئة.

وقال الاستاذ الزائر في كلية كاس للاعمال في لندن كريس روباك «هذا برهان واضح على أن كل النظم المتطورة التي تمتلكها البنوك الان خصوصاً بعد الازمة المالية مازالت لا تستطيع منع شخص مثابر من التحايل عليها اذا أراد ذلك».

وأضاف «هذا سيؤكد مرة أخرى لاغلبية المساهمين وهم سويسريون أن النشاط المصرفي الاستثماري ليس نشاطا مصرفيا ملائما كما هو النشاط المصرفي الخاص».

وقد تثير أي خسائر لبنك الاستثمار التابع لـ«يو بي إس» فزع العملاء الاثرياء وتدفعهم الى الهروب بأعداد أكبر من وحدته الضخمة للخدمات المصرفية الخاصة وهي نشاطه الاساسي.

وقد أحدث هذا النبأ صدمة لدى المؤسسات العاملة في السوق اذ انها تأتي بعد أن تحمل بنك سوسيتيه جنرال بسبب المتعامل السابق جيروم كيرفيل خسارة قدرها 6.7 مليار دولار في تعاملات غير مصرح بها تم الكشف عنها في 2008. وحكم على كيرفيل بالسجن ثلاث سنوات في أكتوبر 2010.

وقال المحلل لدى «زد كيه بي» كلود زندر «من المذهل أن هذا مازال ممكنا... من الواضح أن لديهم مشكلة في ادارة المخاطر. حتى رغم أن المبلغ ليس كبيرا جدا الا أن هذه خسارة أخرى في الثقة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي