دافعت عن محاورتهم وحضت الحكومات على «التحلي بالشجاعة»

بولار: الإرهابيون ليسوا جميعهم أشرارا

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
دافعت إليزا ماننغ بولار، الرئيسة السابقة لجهاز الاستخبارات البريطاني الداخلي (إم أي 5)، أمس، دفاعا مستميتا عن فكرة إجراء مفاوضات مباشرة مع تنظيم «القاعدة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى أو التي تتخذ من العنف وسيلة لتحقيق أهدافها السياسية.
جاء ذلك في الحلقة الأخيرة من سلسلة محاضرات ريث التي تنظمها سنويا هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) والتي خصصت العام الحالي لاستضافة الرئيسة السابقة لجهاز «إم أي 5» وكان عنوان المحاضرات «حماية الحرية» والتي من المنتظر أن تصدر لاحقا في كتاب، مثلما هي العادة سنويا، إضافة إلى توزيع المحاضرات مصورة ومسجلة على أقراص.
وقالت بولار ان «الحوار مع الإرهابيين ليس فقط مهما، بل ضروري أو مُلح»، وأضافت أن «التحدث مع الإرهابيين لا يعني الموافقة على أعمالهم»، وأوضحت أن «التحدث وسيلة للبحث عن فرص سلمية، وإمكانية الوصول إليها وعن تسويات محتملة، إذا توفرت». وقالت ان «ذلك يتطلب الشجاعة من جانب الحكومات».
وأثارت بولار دهشة المستمعين الجالسين أمامها في قاعة المحاضرات الكبيرة التابعة للمكتبة البريطانية «ذي بريتش لايبراري» وسط لندن، حيث جرى تسجيل المحاضرات، واتسعت الدهشة لاحقا لتشمل أوساطا واسعة من الرأي العام عندما قالت «الإرهابيون ليسوا جميعهم أشراراً وأعمالهم فقط الشريرة».
وهاجمت القوانين العديدة التي سنتها حكومة حزب «العمال» السابقة بهدف مكافحة الإرهاب وقالت انها «غير ضرورية وأدت إلى نتائج عكسية». وتابعت، ان «استعجال سن القوانين، حالاً بعد أي عمل إرهابي فظيع، دائماً خطأ».
وحذرت السياسيين من مغبة الانجرار وراء الطريقة التي يجري بها تصوير العمليات الإرهابية في وسائل الإعلام. وقالت ان الحكومة البريطانية تحدثت مع الجيش الجمهوري في إيرلندا الشمالية وانها لا ترى مانعا في التحدث اليوم مع المجموعات المنشقة عن الجيش الجمهوري الإيرلندي.
وعما إذا كانت تعتقد بأن على الغرب أن يتحدث إلى حركة «حماس»، قالت: «أعتقد أن المحادثات مع حماس جارية حاليا. ولست مستعدة لكي أضيف أكثر في هذا الشأن».
وكانت بولار عبّرت في المحاضرة الثانية لها ضمن هذه السلسلة عن تشككها في سلامة التصرف الذي قام به رجال جهاز الاستخبارات الخارجي (إم أي 6) بالتعاون مع أجهزة استخبارات دول أخرى في نقل المتهمين بالإرهاب والتحقيق معهم من خلال استخدام وسائل محرمة في القانون الدولي ومواثيق حقوق الإنسان. غير أنها في الحلقة الأخيرة من المحاضرات تحفظت كثيراً في الحديث عن هذا الموضوع، نظراً لأنها مطلوبة للمثول أمام لجنة غيبسون الرسمية للتحقيق التي شكلها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أخيراً، والتي من المنتظر أن تبحث في ما إذا ارتكبت الحكومة البريطانية أي مخالفات في هذا الشأن.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي