وليد الرجيب / أصبوحة / تصحيح مسار الثورة

تصغير
تكبير
ما حدث قبل يومين من اقتحام للسفارة الاسرائيلية في القاهرة واستفزاز مبالغ به على مبنى مديرية الأمن بالجيزة من قبل شباب ليس لهم علاقة بائتلاف أحزاب الثورة الـ25، أعطى المجلس العسكري وأعداء الثورة الفرصة على طبق من ذهب لتشديد القبضة الأمنية وإعادة فرض قانون الطوارئ، مع ملاحظة الغياب المريب لرجال الأمن قرب السفارة الاسرائيلية.

لقد كانت دعوة جمعة تصحيح مسار الثورة والإنجازات الرائعة التي تحققت خلالها ناجحة بكل المقاييس، فالاحتفال بيوم الفلاح الذي دعت له وزارة الزراعة والمجلس العسكري، مع كل اغراءاته وتهديداته المبطنة للفلاحين الرافضين للمشاركة في الاحتفال الرسمي، هذا الاحتفال مني بفشل ذريع لأن اتحاد الفلاحين الذي تشكل أخيراً رفض المشاركة وفضل الحضور لميدان التحرير.

ورافقت مطالب إعادة تصحيح مسار الثورة مظاهرة المعلمين من أجل المطالبة برفع أجورهم المتدنية والتي لا تعتبر مناسبة للعيش الكريم، كما طالب خريجي الاجتماع والخدمة الاجتماعية بتأسيس نقابتهم المستقلة عن الوصاية الحكومية، أسوة بما فعل العمال والفلاحون.

وقدم ائتلاف أحزاب الثورة الواسع مطالب عدة لتصحيح مسار الثورة منها زيادة الأجور والمعاشات وفرض ضريبة تصاعدية على الدخول والشركات، ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين واطلاق سراح المسجونين السياسيين، ومطالبة المجلس العسكري بوقف الانفلات الأمني وتطهير وزارة الداخلية، واصدار قانون استقلال القضاء وحل مشكلة الاسكان والصحة والتعليم، وضبط حركة الأسواق ومراقبة الأسعار.

إن الإنجاز الكبير الذي حققه ثوار مصر في تشكيل ائتلاف وطني واسع يضم 25 حزباً سياسياً، وكذلك ببلورة مطالب إصلاحية شعبية ووطنية ديموقراطية، هو خطوة للأمام في مسيرة الثورة التي لا يراد لها النجاح من قبل المجلس العسكري والقوى الإسلامية إضافة إلى أميركا واسرائيل الذي تواجد رئيس مخابراتها في مصر قبل جمعة تصحيح مسار الثورة بيوم واحد.

والصراع بين الثورة والثورة المضادة لن ينتهي قريباً، وفلول النظام البائد لن يسلموا قريباً وبشكل طوعي وسيبقى الجيش والأمن والبلطجية أدوات بيد رجال الأعمال الذين يحاولون التمسك والحفاظ على مكاسبهم وفسادهم.

أما اقتحام السفارة الاسرائيلية ومحاولة تخريب وزارة الداخلية فلم يكن قراراً من الثوار، بل قد يكون بينهم مندسون وبلطجية، لكن أغلبهم من المتحمسين والمعادين للصهيونية وللغرب الأميركي والرافضين لمعاهدة السلام مع اسرائيل.





وليد الرجيب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي