الطلبة تحدثوا عن غياب المفهوم النقابي و«مواسم» الانتخابات... ولم يفقدوا الأمل
القوائم الطلابية تحت مجهر ... النقد
جون الشاعر
عبدالرحمن اسطنبلي
سيد الموسوي
| كتب علي الفضلي |
حراك يتمركز جٌلّه في وقت الانتخابات وندرة في النشاط طوال العام. إنه واقع القوائم الطلابية في الجامعة منذ ردح من الزمن، فالقوائم الطلابية على تنوع اتجاهاتها وتباين انتماءاتها متشابهة الى حد كبير في كمية وكيفية تنظيم الأنشطة المختلفة، فالناحية الكمية لم تختلف عما مضى لا سيما مع تذرع القوائم الطلابية بعدم وجود الميزانية الكافية لتنظيم عدد أكبر من الأنشطة.
والغريب ان هذه الميزانية وما بين ليلة وضحاها تبلغ ما تبلغه في زمن الانتخابات، أما الناحية الكيفية في تنظيم الأنشطة فهي الأخرى لم تختلف أيضاً حيث تتسم الفعاليات بالتكرار والتقليد، كما انها قد تخدم شرائح معينة من الطلبة في كثير من الأحيان.
ومع مرور عام نقابي بأكمله وبزوغ طلائع عام دراسي جديد سيحمل بين طياته منافسة انتخابية جديدة، يقف العديد من الطلبة متذكرين أحداث وأنشطة العام المنصرم بغية إجراء عملية تقويم لأداء القوائم الطلابية التي وعدت في ما مضى بتحقيق الإنجازات والمكتسبات للطلاب.
ان عملية التقويم هذه وإن لم تحدث تغييراً في واقع الكثير من صناديق الاقتراع بالانتخابات المقبلة كما هو المعتاد، إلا أننا قد نجدها تغير في القليل من قناعات بعض الطلبة الذين لا يصوتون إلا بعد أن يروا أمامهم شيئا ملموسا من الإنجازات والأنشطة التي تصب في مصلحتهم، وإلا فلماذا يصوتون؟
وللتعرف أكثر على مدى رضا الطلبة عن أداء القوائم الطلابية التي صوتوا لها خلال العام النقابي المنصرم، «الراي» التقت عدداً من الطلبة واستطلعت آراءهم والتي جاءت كما يلي:
أشار الطالب سيد مهدي الموسوي الى أن «الطلبة الجامعيين اليوم وفي ظل الكم المعلوماتي الهائل الذي يحيط بهم فإنهم بحاجة إلى من يرشدهم الى جادة الصواب، لاسيما في ضعف حصة العمل النقابي الطلابي لدى العديد منهم»، لافتا إلى أن «مفهوم العمل النقابي غدا شبه مغيب لدى الطلبة نظرا لضعف المستوى الفكري للقوائم الطلابية في قضية المنافسة مع القوائم الأخرى، حيث تحول العمل النقابي الذي كان من المفترض ان يكون على مدار العام الدراسي الى عمل موقت موسمي، وهو بلا شك يصادف دائما وقت الانتخابات وما قبلها بقليل، وهو الوقت الذي ترتفع فيه أعداد الطلبة الذين يلازمونك ولا يفترقون عنك».
ويبين الموسوي ان «القوائم الطلابية ومن خلال سياسة العمل الذي تنتهجه تحولت الى قوائم انتخابية بحتة، لأنها باتت لا تعير اهتماما للطالب بل أصبح شغلها الشاغل هو الظهور الإعلامي والتغني بالإنجازات الباهتة».
من جهته، رأى الطالب طارق الزنكوي أن «هناك العديد من المفاهيم والصور غير الحقيقية التي قد تتولد لدى الطالب الجامعي لا سيما المستجد، ربما تكون نتيجة لتلقفه معلومة خاطئة أو عدم سعيه الدؤوب للبحث عن المعلومة الصحيحة، حيث يعتقد البعض أن كل القوائم الطلابية في الجامعة هي قوائم مصالح وخدمات انتخابية فقط»، مبينا أن «هذا الاعتقاد يجب أن يميز فيه الطالب بشكل واضح بين القوائم الطلابية التي تحرص على تحقيق مصالح الطلبة وقال: «ان العام النقابي المنصرم كان جيدا نوعا ما، أو انه على الأقل كان أفضل من الأعوام الماضية، حيث تلمسنا وجود نوع من الوعي النقابي لدى العديد من القوائم الطلابية وظهر ذلك من خلال تفاعلها المستمر مع المجريات والأحداث التي شهدناها اخيراً عبر إقامة الندوات والفعاليات المختلفة والمشاركة فيها، الأمر الذي أوجد حسا نقابيا مميزا جعل الطلبة أكثر وعيا وإدراكا بما يحيط بهم وهذا جانب إيجابي يحسب للحركة النقابية الطلابية خلال هذا العام».
بدورها، استغربت الطالبة أنوار الياسين من «عدم وجود الوعي النقابي لدى طلبة الجامعة في الوقت الذي نعيش في طفرة علمية وتكنولوجية كبيرة، تحتم علينا أن نفكر مليا في كل شيء للحاق بركب التقدم»، لافتة إلى أن «الطالب الجامعي اليوم أصبح يهتم بشكل كبير بتحقيق مصالحه الشخصية دون النظر للمصلحة العامة، وهو ما جعل ممارساته غير مقبولة لدى الكثيرين»، ومشيرة إلى أن «الطالبة أيضا شريكة في هذا التدني بمستوى الوعي النقابي فهي تمثل أكثر 70 في المئة من المجتمع الطلابي لكن تعمدها عدم تطوير نفسها جعل دورها ضعيفا في الممارسة النقابية».
من ناحيته، أوضح الطالب حسن علي أن «القوائم الطلابية بات شغلها الشاغل جني الأصوات مع قلة في تحقيق الإنجازات والمكتسبات، وهذا لم يتغير منذ فترة طويلة، الأمر الذي انعكس على واقع الحركة الطلابية في الكويت التي أصابها الركود والجمود»، مبينا أن «هناك روابط طلابية اقتصر دورها على الترفيه والمرح فقط، وفي الوقت ذاته لا تعير للجانب الأكاديمي اهتماما كالذي يحظى به الجانب الترفيهي».
من جانبه، أشار عبدالرحمن اسطنبلي الى أن «روح التنافس موجودة بين القوائم الطلابية وكل منها يحاول أن يقدم أفضل ما لديه. فالأنشطة لا تقتصر على مجال بعينه بل هناك الأكاديمي والإجتماعي، كما برز الجانب السياسي بشكل لافت بالتزامن مع الأحداث المختلفة التي تعرضت لها البلاد والمنطقة العربية بشكل أوسع».
من جهته، قال الطالب جون الشاعر: «أهتم بالحراك الطلابي النقابي فقط في وقت الانتخابات الطلابية. أما بعد الانتخابات فلا أفضل أن أوجع رأسي وأعرقل مسيرتي الجامعية، فمشاركتي في الانتخابات تكون لرد الجميل لأعضاء القائمة الذين دائما ما أحتاج إليهم في حل المشكلات التي قد أواجهها مع الأساتذة»، مبينا أن «القائمة الهادفة والتي تستحق أن يتم التصويت لها هي القائمة التي تخدم الطلبة طوال العام الدراسي وليس فقط في فترة معينة من الزمن».
واعترف الشاعر بأنه «لن يصوت خلال الانتخابات الطلابية المقبلة لأنه قد ملّ من هذه الممارسة التي أصبح من النادر احتواؤها على الأمور الإيجابية»، لكنه رأى أن «الحسنة المهمة التي وجدها في الانتخابات هي عدم وجود التمييز لدى إدارة الجامعة في مشاركة الطلبة الوافدين في انتخابات الروابط والجمعيات، الأمر الذي ولد لدى الطلبة شعورا مميزا جعلهم سواسية وتحت سقف واحد».
من جانبها، بيّنت الطالبة ريم العنزي أن «الحركة الطلابية في الكويت بدأت في الآونة الأخيرة بالتراجع بعدما كانت حركة نقابية رائدة في العالم العربي، حيث باتت اليوم مقتصرة على توزيع النشرات والقرطاسية وتبادل الإتهامات والمشاجرات بين القوائم المختلفة»، مشيرة الى ان «العام النقابي المنقضي لم يشهد أي تغيير في منهجية القوائم الطلابية التي عودتنا على التقليد والتكرار».
بدوره، أوضح الطالب علي كمال أن «القوائم الطلابية دائما ما تركز على توعية الطلبة من خلال الندوات وورش العمل وحثهم على الإهتمام بالقضايا الوطنية»، وأضاف: «بالفعل هناك قوائم طلابية تختلف طريقة تعاملها مع الطلبة قبل وبعد الانتخابات، وهذا يدل على اهتمام القائمة بنتائج الانتخابات التي تعدها لعبة أصوات متناسية انها ممارسة واعية ونشاط فكري تطوعي راق»، لافتا الى ان «القوائم الطلابية ليس عليها مسؤولية تحقيق مطالب الطلبة، بل تقع المسؤولية برمتها على كاهل القائمة الفائزة».
حراك يتمركز جٌلّه في وقت الانتخابات وندرة في النشاط طوال العام. إنه واقع القوائم الطلابية في الجامعة منذ ردح من الزمن، فالقوائم الطلابية على تنوع اتجاهاتها وتباين انتماءاتها متشابهة الى حد كبير في كمية وكيفية تنظيم الأنشطة المختلفة، فالناحية الكمية لم تختلف عما مضى لا سيما مع تذرع القوائم الطلابية بعدم وجود الميزانية الكافية لتنظيم عدد أكبر من الأنشطة.
والغريب ان هذه الميزانية وما بين ليلة وضحاها تبلغ ما تبلغه في زمن الانتخابات، أما الناحية الكيفية في تنظيم الأنشطة فهي الأخرى لم تختلف أيضاً حيث تتسم الفعاليات بالتكرار والتقليد، كما انها قد تخدم شرائح معينة من الطلبة في كثير من الأحيان.
ومع مرور عام نقابي بأكمله وبزوغ طلائع عام دراسي جديد سيحمل بين طياته منافسة انتخابية جديدة، يقف العديد من الطلبة متذكرين أحداث وأنشطة العام المنصرم بغية إجراء عملية تقويم لأداء القوائم الطلابية التي وعدت في ما مضى بتحقيق الإنجازات والمكتسبات للطلاب.
ان عملية التقويم هذه وإن لم تحدث تغييراً في واقع الكثير من صناديق الاقتراع بالانتخابات المقبلة كما هو المعتاد، إلا أننا قد نجدها تغير في القليل من قناعات بعض الطلبة الذين لا يصوتون إلا بعد أن يروا أمامهم شيئا ملموسا من الإنجازات والأنشطة التي تصب في مصلحتهم، وإلا فلماذا يصوتون؟
وللتعرف أكثر على مدى رضا الطلبة عن أداء القوائم الطلابية التي صوتوا لها خلال العام النقابي المنصرم، «الراي» التقت عدداً من الطلبة واستطلعت آراءهم والتي جاءت كما يلي:
أشار الطالب سيد مهدي الموسوي الى أن «الطلبة الجامعيين اليوم وفي ظل الكم المعلوماتي الهائل الذي يحيط بهم فإنهم بحاجة إلى من يرشدهم الى جادة الصواب، لاسيما في ضعف حصة العمل النقابي الطلابي لدى العديد منهم»، لافتا إلى أن «مفهوم العمل النقابي غدا شبه مغيب لدى الطلبة نظرا لضعف المستوى الفكري للقوائم الطلابية في قضية المنافسة مع القوائم الأخرى، حيث تحول العمل النقابي الذي كان من المفترض ان يكون على مدار العام الدراسي الى عمل موقت موسمي، وهو بلا شك يصادف دائما وقت الانتخابات وما قبلها بقليل، وهو الوقت الذي ترتفع فيه أعداد الطلبة الذين يلازمونك ولا يفترقون عنك».
ويبين الموسوي ان «القوائم الطلابية ومن خلال سياسة العمل الذي تنتهجه تحولت الى قوائم انتخابية بحتة، لأنها باتت لا تعير اهتماما للطالب بل أصبح شغلها الشاغل هو الظهور الإعلامي والتغني بالإنجازات الباهتة».
من جهته، رأى الطالب طارق الزنكوي أن «هناك العديد من المفاهيم والصور غير الحقيقية التي قد تتولد لدى الطالب الجامعي لا سيما المستجد، ربما تكون نتيجة لتلقفه معلومة خاطئة أو عدم سعيه الدؤوب للبحث عن المعلومة الصحيحة، حيث يعتقد البعض أن كل القوائم الطلابية في الجامعة هي قوائم مصالح وخدمات انتخابية فقط»، مبينا أن «هذا الاعتقاد يجب أن يميز فيه الطالب بشكل واضح بين القوائم الطلابية التي تحرص على تحقيق مصالح الطلبة وقال: «ان العام النقابي المنصرم كان جيدا نوعا ما، أو انه على الأقل كان أفضل من الأعوام الماضية، حيث تلمسنا وجود نوع من الوعي النقابي لدى العديد من القوائم الطلابية وظهر ذلك من خلال تفاعلها المستمر مع المجريات والأحداث التي شهدناها اخيراً عبر إقامة الندوات والفعاليات المختلفة والمشاركة فيها، الأمر الذي أوجد حسا نقابيا مميزا جعل الطلبة أكثر وعيا وإدراكا بما يحيط بهم وهذا جانب إيجابي يحسب للحركة النقابية الطلابية خلال هذا العام».
بدورها، استغربت الطالبة أنوار الياسين من «عدم وجود الوعي النقابي لدى طلبة الجامعة في الوقت الذي نعيش في طفرة علمية وتكنولوجية كبيرة، تحتم علينا أن نفكر مليا في كل شيء للحاق بركب التقدم»، لافتة إلى أن «الطالب الجامعي اليوم أصبح يهتم بشكل كبير بتحقيق مصالحه الشخصية دون النظر للمصلحة العامة، وهو ما جعل ممارساته غير مقبولة لدى الكثيرين»، ومشيرة إلى أن «الطالبة أيضا شريكة في هذا التدني بمستوى الوعي النقابي فهي تمثل أكثر 70 في المئة من المجتمع الطلابي لكن تعمدها عدم تطوير نفسها جعل دورها ضعيفا في الممارسة النقابية».
من ناحيته، أوضح الطالب حسن علي أن «القوائم الطلابية بات شغلها الشاغل جني الأصوات مع قلة في تحقيق الإنجازات والمكتسبات، وهذا لم يتغير منذ فترة طويلة، الأمر الذي انعكس على واقع الحركة الطلابية في الكويت التي أصابها الركود والجمود»، مبينا أن «هناك روابط طلابية اقتصر دورها على الترفيه والمرح فقط، وفي الوقت ذاته لا تعير للجانب الأكاديمي اهتماما كالذي يحظى به الجانب الترفيهي».
من جانبه، أشار عبدالرحمن اسطنبلي الى أن «روح التنافس موجودة بين القوائم الطلابية وكل منها يحاول أن يقدم أفضل ما لديه. فالأنشطة لا تقتصر على مجال بعينه بل هناك الأكاديمي والإجتماعي، كما برز الجانب السياسي بشكل لافت بالتزامن مع الأحداث المختلفة التي تعرضت لها البلاد والمنطقة العربية بشكل أوسع».
من جهته، قال الطالب جون الشاعر: «أهتم بالحراك الطلابي النقابي فقط في وقت الانتخابات الطلابية. أما بعد الانتخابات فلا أفضل أن أوجع رأسي وأعرقل مسيرتي الجامعية، فمشاركتي في الانتخابات تكون لرد الجميل لأعضاء القائمة الذين دائما ما أحتاج إليهم في حل المشكلات التي قد أواجهها مع الأساتذة»، مبينا أن «القائمة الهادفة والتي تستحق أن يتم التصويت لها هي القائمة التي تخدم الطلبة طوال العام الدراسي وليس فقط في فترة معينة من الزمن».
واعترف الشاعر بأنه «لن يصوت خلال الانتخابات الطلابية المقبلة لأنه قد ملّ من هذه الممارسة التي أصبح من النادر احتواؤها على الأمور الإيجابية»، لكنه رأى أن «الحسنة المهمة التي وجدها في الانتخابات هي عدم وجود التمييز لدى إدارة الجامعة في مشاركة الطلبة الوافدين في انتخابات الروابط والجمعيات، الأمر الذي ولد لدى الطلبة شعورا مميزا جعلهم سواسية وتحت سقف واحد».
من جانبها، بيّنت الطالبة ريم العنزي أن «الحركة الطلابية في الكويت بدأت في الآونة الأخيرة بالتراجع بعدما كانت حركة نقابية رائدة في العالم العربي، حيث باتت اليوم مقتصرة على توزيع النشرات والقرطاسية وتبادل الإتهامات والمشاجرات بين القوائم المختلفة»، مشيرة الى ان «العام النقابي المنقضي لم يشهد أي تغيير في منهجية القوائم الطلابية التي عودتنا على التقليد والتكرار».
بدوره، أوضح الطالب علي كمال أن «القوائم الطلابية دائما ما تركز على توعية الطلبة من خلال الندوات وورش العمل وحثهم على الإهتمام بالقضايا الوطنية»، وأضاف: «بالفعل هناك قوائم طلابية تختلف طريقة تعاملها مع الطلبة قبل وبعد الانتخابات، وهذا يدل على اهتمام القائمة بنتائج الانتخابات التي تعدها لعبة أصوات متناسية انها ممارسة واعية ونشاط فكري تطوعي راق»، لافتا الى ان «القوائم الطلابية ليس عليها مسؤولية تحقيق مطالب الطلبة، بل تقع المسؤولية برمتها على كاهل القائمة الفائزة».